خاطرة
احذروهم ، إنهم خطر أينما حلوا . جماعة الإخوان الإرهابية يكاد يكون شعارها الوحيد ” نحكم أو نقتل ونخرب وندمر ونهلك الحرث والنسل ونحرق الأخضر واليابس ” فالدنيا إما أن تكون لهم أو لا تكون لغيرهم ، وكما يزعم الصهاينة أنهم شعب الله المختار فالإخوان يزعمون أنهم جماعة الله المختارة ، وأن ما سواهم طبقة أخرى دون طبقتهم ، فهم كالصهاينة سواء بسواء . على أن هذه الجماعة الإرهابية لم تكف منذ نشأتها ولن تكف عن إلحاق الأذى بأوطانها ، لأمرين : الأول عمالتها وخيانتها ، وكونها أداة طيعة في يد أعداء أمتنا العربية ، والآخر إيمانها بأن سلطانها لا يبنى إلا على أنقاض دولها ، فهي لا تتورع عن إلحاق الأذى بها ، ولا تكف عن الكيد لها والعمل على إسقاطها . غير أن من يدعمون هذه الجماعة الإرهابية قد غاب عنهم أنه من لا خير فيه لوطنه فلا خير فيه أصلا ، فمن باع وطنه باع دينه وقيمه وأهله وعرضه وشرفه ، وصار على استعداد للتحالف حتى مع الشيطان ، وربما غاب عنهم أيضا أن الإرهاب الأسود يأكل من يصنعه ومن يدعمه ومن يحتضنه ومن يأويه ، وأن حصاد الشر لا يكون إلا شرا ، وأنك لا تجني من الشوك العنب ، وأن من يزرع حنظلا لا يجني إلا حنظلا ، وإن غدا لناظره قريب ، ” وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ” ، ” والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ” ، وقد أعذر من أنذر ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من وعظ بنفسه ، مما يتطلب اليقظة التامة والعمل الجاد على اقتلاع التطرّف من جذوره ، وعدم السماح بتمدده ، فهو كالمرض الخبيث الذي لا يصلح معه سوي الاستئصال .
أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف .