*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خلال برنامج ندوة للرأي
بمسجد الفتح بـ “رمسيس” بالقاهرة
تحت عنوان :
” تنظيم الحج وترتيب الأولويات “

أ.د/ محمد عبد الستار الجبالي :

روح الشريعة الإسلامية في هذا العصر أمر لا غنى عنه

أ. د/ محمد الشحات الجندي :

صفاء القلب وطلب الصفح من الغير من متطلبات الحج

ومن فقه الأولويات إعانة أصحاب الحاجات

ش/ محمد الوجيه البحيري :

ينبغي للحاج أن يكون على أصفى حال

 ​ برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة , وفي إطار الدور التثقيفي والتنويري الذي تقوم به وزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني , ونشر الفكر الوسطي المستنير , وبالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام , وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري , نظمت وزارة الأوقاف يوم الثلاثاء 16/ 7 / 2019م بين صلاتي المغرب والعشاء ندوة للرأي بعنوان : ” تنظيم الحج وترتيب الأولويات” ، من مسجد الفتح بـ”رمسيس” بالقاهرة ، حاضر فيها كل من: أ.د/ محمد عبد الستار الجبالي أستاذ ورئيس قسم الفقه العام بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة ، وأ.د/ محمد الشحات الجندي رئيس الجامعة المصرية الكازاخستانية للثقافة الإسلامية بكازاخستان ، والشيخ/محمد الوجيه البحيري إمام وخطيب المسجد ، بحضور لفيف من القيادات الدينية بالوزارة ، وجمع غفير من رواد المسجد ، وأدار الندوة وقدم لها الإعلامي أ/ عمر حرب الذي أشاد بعنوان الندوة في معالجته للقضايا المهمة لا سيما وأنها تأتي في أوانها  قبيل موسم الحج.

  وفي كلمته أكد أ.د/ محمد عبد الستار الجبالي أننا نحتاج في هذه الأيام إلى روح الشريعة الإسلامية السمحة خاصة ونحن في عصر كَثُر فيه المتنطعون والمتشددون ، وقد أقبلت علينا أشهر الحج حيث يستعد وفود الرحمن للرحلة المباركة، قال تعالى :” وَأَذِّنْ فِي النَّاِس بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ “، وروح الشريعة الإسلامية في هذا العصر أمر لا غنى عنه ، وقد جاء الإسلام بالتيسير والتخفيف في الحج ، يقول الحق سبحانه:” يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ” ، ويقول سبحانه: ” وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ” , وحيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ”.

  كما بين سيادته أن الطاعات متفاوتة ، وليست في درجة واحدة ، بل إن إطعام الجائع ومواساة المحتاج وسداد الدين عن الغارمين ذكورًا وإناثًا أولى من تكرار الحج والعمرة ، وهذا من فقه الأولويات ، ومن يسع لإحياء فقه الأولويات فإنه يحظى بحب الله (تبارك وتعالى) ، فقد سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن أفضل الأعمال ،فقال:”أفضل العمل عند الله أن يقضي عن مسلم دينه ، أو يدخل عليه سرورا، أو يطعمه خبزا” ، كما ينبغي أن يحرص المستطيع على أداء العبادة على وجهها الأكمل والأفضل الذي يحقق لصاحبه أعلى درجات الفضل والثواب.

  وفي كلمته أ. د/ محمد الشحات الجندي أن الحج فيه دروس عظيمة ، حيث فرضه الله (تعالى) على المستطيع من غير تكلف ومشقة ، قال تعالى:” وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً” ، والحج عبادة تظهر الوجه الحضاري للإسلام  ، حيث يأتي المسلمون من كل فج عميق ، ومن كل أنحاء العالم ، مبينا أنه من أراد الحج فعليه أن يبدأ بالتوبة إلى الله- تعالى- مما عسى أن يكون قد وقع فيه من الذنوب ، فصفاء القلب وطلب الصفح من الغير من متطلبات الحج ، وأن يؤدي ما عليه من الديون التي تستحق حالاً في ذمته للعباد ، وأن يتزود بفقه الحج.

  وفي ذات السياق أكد سيادته أن فقه الأولويات وترتيبها يقتضي أن تعليم أميّ لا يجيد القراءة والكتابة ، أو إطعام فقير يحتاج إلى طعام أو كسوة أفضل من تكرار الحج والعمرة ، وقد عاب الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين على أولئك الذين يذهبون إلى الحج مرارًا وتكرارًا كيف يتطوعون وبجوارهم محتاج ، أو فقير أو جائع ،لا سيما في هذا العصر الذي كثر فيه أصحاب الحاجات.

  وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ/ محمد الوجيه البحيري أن الحج ركن من أركان الإسلام ، يلتقي فيه المسلمون كل عام على أصفى حال وأنقاه مع الله (تعالى)؛ ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ، على أكرم بقعة شرَّفها الله تعالى، يأتون من كل فج عميق، ملبين دعوة سيدنا إبراهيم (عليه السلام) :” رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ   يَشْكُرُونَ”، مبينًا أنهم اجتمعوا على هدف واحد ، وقبلة واحدة .

  كما أكد فضيلته أن الحج فضله عظيم وثوابه كبير ، فإن الحاج إذا سأل غفر الله له ذنبه ، ورجع من حجه كيوم ولدته أمه ، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :” “مَنْ حَجَّ ، فَلَمْ يَرْفُثْ ، وَلَمْ يَفْسُقْ ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أمُّهُ “, وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : ” مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ ، فَلَمْ يَرْفُثْ ، وَلَمْ يَفْسُقْ ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ”، كما ينبغي على الحاج أن يتحلى بمكارم الأخلاق من الجود والكرم , والتعفف عن السؤال, وأن يوسع على نفسه وعلى أهله وعلى الفقراء والمحتاجين ، وأن يتجنب الغيبة والنميمة والرفث والفسوق والعصيان والجدل ؛ لتصفو النفوس ، وتُزَكَّى القلوب .

 

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى