خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد “خالد بن الوليد” (رضي الله عنه) بالجيزة
د/ أحمد عبد السعيد أبو طالب :
ترتيب الأولويات من الفهم الكامل لجوهر الإسلام
والعمل الأكثر نفعًا مقدم على غيره
الشيخ/ محسن عبد الظاهر أحمد :
فقه الأولويات يقتضي تقديم
فروض الكفاية على النوافل
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى بمسجد ” خالد بن الوليد” (رضي الله عنه) بالجيزة ، تحت عنوان ” تنظيم الحج وترتيب الأولويات ” عقب صلاة المغرب يوم السبت 13 / 7 / 2019م ، حاضر فيها كل من : د/ أحمد عبد السعيد أبو طالب رئيس قسم الإرشاد الديني بمديرية أوقاف الجيزة ، والشيخ/ محسن عبد الظاهر أحمد مدير إدارة شمال الجيزة , وحضر الندوة جمع غفير من المصلين حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم , وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي , مشيدًا بعنوان الندوة وبخاصة أننا مقبلون على أشهر الحج ، فناسب موضوع الندوة الحدث الذي نحن بصدده والذي يهم كل مسلم .
وفي كلمته أكد د/ أحمد عبد السعيد أبو طالب أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة تصرفت في النصوص بما يخدم مصالحها وأفكارها ، فقدمت الفرع على الأصل ، والمستحب على الواجب ، كل ذلك لتصل إلى أهدافها وغاياتها ، مبينًا أن مراعاة النظام وترتيب الأولويات هو من باب الفهم الكامل لجوهر الإسلام وعظيم مبادئه ، وقد أمر الله (عز وجل) به عباده الصالحين والمصلحين في كل زمان ومكان .
كما أكد فضيلته أن من يريد الحج لأول مرة ينبغي أن يكون مستطيعًا فليس عليه أن يتكلف فوق طاقته ، وأنه إذا تعارض الحج مع أمر ضروري آخر كتزويج شاب يخشى على نفسه الوقوع في الحرام ، فعليه أن يقدم الزواج على الحج من باب ترتيب الأوليات ، فمن حج الفريضة يكون الحج من باب الرغائب والنوافل ، مبينًا أن حج النافلة له أجر وثواب ولكن هناك أعمال أعلى منه قدرًا ، وأعظم أجرًا عند الله |(تعالى) ، مثل : قضاء حوائج الناس ، وإطعام الجائع ، وكساء العاري ، وعلاج المريض ، وبناء المستشفيات والمدارس ، و قضاء دين الغارمين ، وتزويج اليتيمات ، وغير ذلك من وجوه الخير ، لذا ينبغي أن يقدم الإنسان العمل الأكثر نفعًا والأعظم أثرًا في المجتمع ، وأن يتنازل عن حظ نفسه طالما أنه يبتغي الثواب والأجر من الله( تعالى) ، وأن يقدم المصلحة العامة على مصلحته الخاصة ، وأن يعظم ما عظم الله (عز وجل).
وفي كلمته أكد الشيخ/ محسن عبد الظاهر أحمد أن الحج لأول مرة من أفضل العبادات حيث سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: “إِيمَانٌ بِالله وَرَسُولِهِ ” قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ” جِهَادٌ فِي سَبِيلِ الله” قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: “حَجٌّ مَبْرُورٌ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم ):” منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ”، أما حج النافلة فإن فقه الأولويات يقتضي تقديم فروض الكفاية على جميع النوافل بما فيها حج النافلة ، أو تكرار الحج والعمرة ، يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ):” أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا”،
مبينًا فضيلته أن قضاء الحوائج متسع ومتعدد ، وقد يكون صدقة جارية في إصلاح طريق، أو بناء جسر ، أو مشفى ، أو مدرسة ، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : ” إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ : مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ” ، فقد فقال بشر بن الحارث عن رجل غني كثر صومه وصلاته مع شحه وبخله إنه لمسكين ، لقد ترك حاله ودخل في حال غيره ، إن واجبه إطعام الطعام وبناء الخيام ، فهذا أفضل من تجويعه لنفسه ، ومن جمعه للدنيا ومنعه للفقراء .
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن الأعمال التي يتسع نفعها ويعم خيرها على الآخرين لها فضل عظيم ، ولهذا هناك تفكير رشيد في الفكر الإسلامي ينظر إلى الموازنة بين العبادات وخيرها لاستخرج درجتها في الحكم والأداء .