بالصور : انطلاق القافلة الدعوية الرابعة المشتركة بين الأزهر الشريف والأوقاف
أ.د/ سالم عبد الخالق عبد الحميد :
الآداب والحقوق العامة ترسخ
لرقي المجتمع وتقدمه وازدهاره
د / محمد محمد عيسى :
جملة آداب وحقوق إسلامية للطريق
ينبغي على الإنسان مراعاتها
د/ إبراهيم عبد الستار علي :
الطهارة والنظافة الكاملة للجسد والثوب والمكان
من أهم الآداب والحقوق العامة
د/ أحمد عبد الهادي علي :
فتح الإسلام باب الحوار بمراعاة ضوابطه وآدابه
د/ فيصل كيلاني المهدي :
غض الصوت من عظيم الآداب والحقوق العامة
د / أحمدمحمدعبدالسميع :
إغاثة الملهوف عدها الإسلام من أكرم الآداب وأجل الحقوق
د / عادل إبراهيم المعصراني :
لا يحقر الإنسان شيئًا من المعروف ولو كلمةً طيبة
د / عادل محمود عبد العال :
من الآداب والحقوق الإسلامية توقير الكبير
ش/ سامي حسين عبد الغني :
من حق المجتمع على أبنائه أن يراعوا مصالحه العامة
بتوضيح نظرة الإسلام لموضوع الزيادة السكانية
برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ومعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة انطلقت اليوم الجمعة 12 يوليو 2019م رابع القوافل الدعوية المشتركة بين علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى المعادي بمحافظة القاهرة لأداء خطبة الجمعة تحت عنوان : ” الآداب والحقوق العامة للمجتمع وأثرها في رقيه وبناء حضارته “, وذلك في إطار التعاون المشترك والمثمر بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة , ونشر الفكر الوسطي المستنير , وبيان يسر وسماحة الإسلام ، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية ، وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعًا .
فمن على منبر مسجد “المدينة المنورة” بحدائق المعادي أكد أ.د/ سالم عبد الخالق عبد الحميد الأستاذ بكلية أصول الدين والدعوة أن الإسلام جاء بمنهج متكامل ، ينظم علاقة الإنسان بربه ، وعلاقته بالناس ، وعلاقته بالكون كله ، فقد حفلت الشريعة الإسلامية بالعديد من النظم والآداب والحقوق العامة التي ترسخ لرقي المجتمع وتقدمه وازدهاره ، ومن هذه الآداب : أدب الاستئذان ، والذي يعد من جميل الآداب العامة ، التي تمنح الناس الخصوصية ، حيث يقول سبحانه :”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” ، وقد علّمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) الاستئذان وآدابه .
ومن على منبر مسجد “العظيم” بزهراء المعادي أكد الدكتور/محمد محمد محمد عيسى الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية أن من جملة الآداب والحقوق الإسلامية التي حض عليها الإسلام ورفع شأنها ، حق الطريق فينبغي على الإنسان مراعاته ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ في الطُّرُقَاتِ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا ، نَتَحَدَّثُ فِيهَا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) : (فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ) ، قَالُوا : وَمَا حَقُّهُ ؟ قَالَ : (غَضُّ الْبَصَرِ ، وَكَفُّ الأَذَى ، وَرَدُّ السَّلاَمِ ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : (الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ – أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ – شُعْبَةً ، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ ) ، فينبغي لمن يستخدم الطريق أو المنشآت العامة عدم رفع الصوت ، أو التحدّث بصوت عالٍ مزعج ، وعدم الضحك بصوت مُخل ، وعدم إلقاء المخلفات في الطريق ، ووضعها في الأماكن المخصّصة لها .
ومن على منبر مسجد “عباد الرحمن” بزهراء المعادي أكد الدكتور/ إبراهيم عبد الستار علي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الإسلام جعل الطهارة والنظافة الكاملة للجسد والثوب والمكان جزءً لا يتجزأ من شرائعه ، بما يتناسب مع أهميتها كسلوك إنساني، وقيمة حضارية ، مؤكدًا أن الله (عز وجل) مدح المؤمنين الحريصين على تنظيف أجسادهم ، وتنظيف ظواهرهم وبواطنهم ، فقال سبحانه: “إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ اللَّهَ طِيبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ” ، وقَالَ (صلى الله عليه وسلم): “الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ…” ، وقد رأى (صلى الله عليه وسلم) رجُلاً شعِثًا – قد تفرَّقَ شَعرُهُ – فقال (صلى الله عليه وسلم) : (أما كان هذا يَجدُ ما يُسَكِّنُ به شَعْرَهَ؟) ، ورأى رجُلاً آخر عليه ثيابٌ غير نظيفة ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : (أَما كان هذا يجدُ ما يَغسِلُ به ثوبَهُ؟) .
ومن على منبر مسجد “الفاروق” بالمعادي أكد فضيلة الدكتور / أحمد عبد الهادي علي بديوان عام وزارة الأوقاف أن من الآداب والحقوق العامة التي جاء بها الإسلام أدب الحوار ، فالحوار من وسائل التعارف ، وتصحيح المفاهيم ، وقد فتح الإسلام باب الحوار بين الناس جميعا ؛ وصولا للهداية والحق ، بلا حرج أو قيود ، لكن ينبغي أن يكون الحوار بعيدًا عن الطعن في الآخرين ، أو السخرية منهم ،أو احتقارهم قال تعالى : “وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” ، ويقول سبحانه :”وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”، ويقول نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ) ، فينبغي أن يكون الحوار بالحسنى ، قائم على أسس من العلم ، والموضوعية ، ورعاية مقتضى الحال.
ومن على منبر مسجد “ثلث المرحوم محمد العوضي” بزهراء المعادي أكد فضيلة الدكتور/ فيصل كيلاني المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن من الآداب والحقوق العامة التي جاء بها الإسلام خفض الصوت ؛ ومعناه ألَّا يرفع الإنسان صوته عن القدر المعتاد خاصَّة في حضور من هو أعلى منه مكانة ، وقد ورد في وصايا لقمان الحكيم في قوله تعالى: ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ ، وقد أثنى الله على الذين يغضون من أصواتهم وبخاصة في حضرته (صلى الله عليه وسلم) فقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾.
ومن على منبر مسجد “الريان” بالمعادى أكد الدكتور / أحمد محمد عبدالسميع بمديرية أوقاف القاهرة أن الآداب والحقوق العامة من الأهمية بمكان ينبغي أن يتحلى بها المسلم ومنها : إغاثة الملهوف حيث عدها الإسلام من أكرم الأعمال وأجلِّ القربات ، فعن أبي ذرٍ (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : (ليس مِن نفسِ ابنِ آدَمَ إلَّا عليها صدقةٌ في كلِّ يومٍ طلَعَت فيه الشَّمسُ، قيل: يا رسولَ اللهِ ومِن أينَ لنا صدقةٌ نتصدَّقُ بها؟ فقال: إنَّ أبوابَ الخيرِ لكثيرةٌ : التَّسبيحُ والتَّحميدُ والتَّكبيرُ والتَّهليلُ والأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عنِ المنكَرِ ، وتُميطُ الأذى عن الطَّريقِ ، وتُسمِعُ الأصَمَّ ، وتَهدي الأعمى ، وتدُلُّ المستدِلَّ على حاجتِه وتسعى بشدَّةِ ساقَيْكَ مع اللَّهفانِ المستغيثِ وتحمِلُ بشدَّةِ ذراعَيْكَ مع الضَّعيفِ فهذا كلُّه صدقةٌ منك على نفسِك).
ومن على منبر مسجد “االكوثر” بزهراء المعادي أوضح الدكتور / عادل إبراهيم المعصراني بديوان عام وزارة الأوقاف أن من الآداب والحقوق العامة التي جاء بها الإسلام مراعاة حال الفقراء والمساكين ، وأن التكافل الاجتماعي مصلحة للغني قبل الفقير من أجل إحداث التوازن في الحياة ، مستشهدًا بقول الإمام علي (رضي الله عنه): ” فَرَضَ الله فِي أَمْوَالِ الْأَغْنِيَاءِ أَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلا لشحِّ غَنِيٌّ وَاللَّهُ تَعَالَى سَائِلُهُمْ عَنْ ذَلِك “، وهذه الرعاية تعد إضافة كبيرة للرصيد الوطني ، كما أن العناية بهم حقٌ وواجبٌ على المجتمع ، فالله تعالى قريبٌ من المنكسرة قلوبهم ، رحيم بمن يرحم عباده، لا يحقر شيئًا من المعروف ولو كلمةً طيبة ؛ قال (صلى الله عليه وسلم): (لا تحقرَنَّ منَ المعروف شيئًا، ولو أنْ تلْقى أخاك بوجْه طلق) ، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “وهل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم؟!” ، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
ومن على منبر مسجد “النور شارع 105″ بحدائق المعادي أكد الدكتور / عادل محمود أحمد عبد العال بمديرية أوقاف القاهرة أن من الآداب والحقوق الإسلامية التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها توقير الكبير ، بإجلالِه والرِّفقِ به وعَدمِ التّطاوُل عليه ، ويعرِف له قدرَه ومكانته، والكبيرُ مأمورٌ برحمةِ الصِّغار، والعطفِ عليهم، والرِّفق بهم ، يقول صلى الله عليه وسلم : ” مَا مِن مسلمٍ يكرِم ذا الشَّيبةِ؛ إلاَّ قيَّض الله له من يكرِمه في سِنِّه” ، ويقول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) :”لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ ، وَيَنْهَ عَنْ الْمُنْكَرِ” ، كما أن الفهم الصحيح لسماحة الإسلام لا يشترط أن يكون ذو الشيبة مسلمًا ، فقد ورد أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) تَصَدَّقَ صَدَقَةً عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْيَهُودِ ، فَهِيَ تُجْرَى عَلَيْهِمْ ، وهذا سيدنا عمر بن عبد العزيز ، يكتب إلى عامله في البصرة قائلا : وانظر من قِبَلك من أهل الذمة من قد كبرت سنه ، وضعفت قوته ، وولت عنه المكاسب ، فادفع له من بيت مال المسلمين ما يصلحه .
ومن على منبر مسجد “الرحمن” بالمعادي” أكد فضيلة الشيخ/ سامي حسين عبد الغني عضو مجمع البحوث الإسلامية أن من حق المجتمع على أبنائه أن يراعوا مصالحه العامة ، وذلك من خلال الاهتمام بتوضيح نظرة الإسلام لموضوع الزيادة السكانية ، وهو أمر يتجاوز قدرات الأفراد إلى إمكانات الدول في توفير الخدمات التي لا يمكن أن يوفرها آحاد الأفراد بأنفسهم لأنفسهم , وأن القلة القوية خير من الكثرة الضعيفة الهزيلة ، التي عبر عنها نبينا (صلى الله عليه وسلم ) أنها غثاء كغثاء السيل ، وهي كثرة تضر ولا تنفع ، ولا شك أن هذه الآداب الإسلامية العامة تسهم بشكل كبير في رقي المجتمع وبناء حضاراته.