خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد “السيدة عائشة” (رضي الله عنها) بالقاهرة
د/ عبد الخالق صلاح :
طهارة القلب وصفاء الصدر وحب الخير للناس
صفات يتحلى بها المسلم قبل الذهاب للحج
د / أسامة محمود إسماعيل :
التفقه في أفعال الحج ضرورة لنعبد الله على علم
الشيخ/ زكريا محمد مرزوق :
تجديد التوبة وتأدية حقوق العباد
أمور لابد منها قبل الحج
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى بمسجد ” السيدة عائشة ” (رضي الله عنها) بالقاهرة ، تحت عنوان ” ماذا قبل الحج ” عقب صلاة المغرب يوم السبت الموافق 6 / 7 / 2019م ، حاضر فيها كل من : د/ عبد الخالق صلاح إمام مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) , و د/ أسامة محمود إسماعيل مفتش بإدارة جنوب القاهرة , والشيخ/ زكريا محمد مرزوق إمام المسجد , وحضر الندوة جمع غفير من المصلين حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم , وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي , مشيدًا بعنوان الندوة وبخاصة أننا مقبلون على أشهر الحج فناسب موضوع الندوة الحدث الذي نحن بصدده والذي يهم كل مسلم.
وفي بداية كلمته أكد الدكتور/ عبد الخالق صلاح أن الله (عز وجل) خص فريضة الحج بصفات ليست في غيرها من العبادات ، حيث يجتمع الملايين من المسلمين في بقعة واحدة يؤدون مناسك الحج ، ويبتهلون ويتضرعون إلى الله (عز و جل) راجين رحمته ورضاه ، وأن الله (عز وجل) وعد من يؤدي هذه الفريضة بغفران الذنوب , وأن يعود الحاج طاهرًا من ذنوبه كيوم ولدته أمه شريطة أن لا يفسق ولا يرفث ، فعلى الحاج أن يتحلى بأخلاق المسلم الحق ، كطهارة القلب من الغل ، والحسد ، والخلافات ، والخصومات ، وصفاء الصدر , وحب الخير للناس ، مبينًا أن سنة النبي( صلى اللَّه عليه وسلم ) عامرة بالنصوص المؤكِّدة على أهمية طهارةِ القلوب , فقد سُئل النبي (صلى الله عليه وسلم) : أيُّ الناس أفضل؟ فقال:” كلّ مخموم القلب صدوق اللسان ، فقيل له: صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب؟ فقال (صلى الله عليه وسلم): “هو التّقي النقي ، لا إثم ولا بغى ولا غل ولا حسد”، مبينا أنه يجب على الحاج أن يتجنب التباغض والتحاسد وغيرهما من الصفات الخبيثة ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :” لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، ولا تقاطعوا ، وكونوا عبادَ الله إخوانًا”، ذلك أن الشحناء والبغضاء والخصام سبب لمنع المغفرة والرحمة.
وفي ختام كلمته بين أن من صفات المسلم التي ينبغي أن يتحلى بها الحاج الصدق والإخلاص ، وحب الناس وحب الخير لهم ، مع صفاء القلب وحسن السريرة مستشهدا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا أنس بن مالك (رضي الله عنه ):” يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فافعل” , ثم قال : “يا بني وذلك من سنتي ، ومن أحب سنتي فقد أحبني ، ومن أحبني كان معي في الجنة”.
وفي كلمته أكد الدكتور/ أسامة محمود إسماعيل أنه يجب على من أراد الحج أن يتفقه في أمور الحج قبل الشروع فيه ؛ ليعبد الله على بصيرة , والحذر كل الحذر أن يؤدي مناسك الحج على جهل منه بذلك ؛ فقد يوقعه هذا في الإخلال بالأركان , أو ارتكاب بعض المحظورات ، بل قد يفوته الحج بالكلية ، وبذلك يكون قد ضيّع فرصة فريدة قد لا تتكرّر ؛ بسببِ الجهل الذي هو أعدى أعداءِ الإنسان ، فالجاهلُ يفعل في نفسه ما لا يستطيع أن يفعله عدوُّه به ، لذلك على الحجّاج أن يتفقهوا قبل أن الذهاب إلى الحج ، فعالمٌ واحد أشدُّ على الشيطان مِن أَلْفِ عابد ، فكم مِن حاجٍّ أهْملَ التفقُّهَ قَبْلَ الحج ، وعاد مِنَ الحجّ ، ولم يطف طواف الركن ، فبطل حجُّه ، وكم مِن حاجٍّ اجتاز الميقاتَ المكاني غير محرِم فلزمه الدم ، وكم مِن حاجٍّ وقع في محظورات الإحرام ، وهو يحسبُ أنه يُحسن صنعاً.
كما أكد فضيلته أن الذي يعبد الله (سبحانه وتعالى) على علم لا يُخشى عليه من الوقوع في حبائل الشيطان ، وتكون عبادته مقبولة ، لأنها مكتملة الشروط والأركان ، فعليك أخي الحاج أن تتعلم فقه الحج ولا تُقدم على نسك حتى تعلم حكمه وشروطه ، ومما يفيد في ذلك استصحاب بعض الكتيبات النافعة , وسؤال أهل العلم المختصين .
وفي كلمته أكد الشيخ/ زكريا محمد مرزوق أن المسلم مأمور بالاستفادة من دروس هذه الرحلة المباركة ، والوعي بمقاصدها ونيل ثوابها ، وأنه ينبغي الإعداد لأداء الفريضة وتهيئة النفس , وتجديد التوبة وإصلاح النية ، وتأدية حقوق العباد .
كما أكد أن الحج عهد بين العبد وربه فالتلبية شعار التوحيد ، قال سيدنا جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) : “أهلّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بلبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك , إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”، وهذا جماع كلمة الإخلاص , فالتلبية عهد بين الحاج وربه , وكأنه يقول أنا مقيم على طاعتك وتوحيدك إقامة بعد إقامة ، فهي ليست نهاية بل بداية ، ومن عاد من الحج فقد عاد من مقام العهد إلى مقام التطبيق العملي ، ومن وعد اللسان إلى تصديق الجوارح والجنان .