*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

بالصور: انطلاق أولى القوافل الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف لأداء خطبة الجمعة بعنوان “مفهوم عهد الأمان في العصر الحاضر” بمدينة حلوان

          برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر ، ومعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة انطلقت يوم الجمعة 17 شوال 1440هـ ـ 21 يونيو 2019م  أولى القوافل الدعوية المشتركة بين علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى مدينة حلوان بمحافظة القاهرة لأداء خطبة الجمعة , وذلك في إطار التعاون المشترك والمثمر بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة , ونشر الفكر الوسطي المستنير , وبيان يسر وسماحة الإسلام ، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية ، وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعا .

 فمن على منبر مسجد الرحمن أكد  أ.د/ رمضان حسان الأستاذ بجامعة الأزهر أن الإسلام دين الأمن والأمان ، والسلم والسلام ، والبر والإحسان ؛ ولا شك أن الوفاء بالعهد قيمة أخلاقية وإنسانية عظمى ، بها تُدعم الثقة ويتحقق الأمن والأمان بين الشعوب بعضها مع بعض ، وتنمو بها أواصر التعاون والمودة والبناء والتقدم بين أبناء المجتمع الواحد ، لذا كان الوفاء بالعهد شعبة من شعب الإيمان ، ودليل من دلائل الصدق والإحسان ، فهو أدب رباني جليل ، وخلق نبوي كريم ، وسلوك إسلامي قويم، مبينًا  أن الوفاء عهد الأمان وعدم نقضه من شيم الإيمان وهو بمفهوم العصر الحاضر: ما تمنحه الدولة من تصريح، أو تأشيرة ، أو إذن بالدخول إلى أراضيها لأحد رعايا الدول الأخرى ، سواء أكان سائحًا ، أم زائرًا ، أم مقيمًا ، بموجب الأعراف ، والمواثيق ، والاتفاقيات الدولية في التعامل مع الدبلوماسيين ، ومن في حكمهم ، أو بموجب الاتفاقيات الثنائية بين الدول ، بأي طريق من الطرق المقرة ، المعتبرة قانونا ، والمعترف والمعمول بها لدى الدولة المضيفة ، وفق قوانينها المنظمة.

ومن على منبر مسجد المراغي أكد د/صلاح السيد عضو  إدارة الدعوة بالأمانة المساعدة بمجمع البحوث الإسلامية أن الإسلام أمر أتباعه بضرورة التحلي بخلق الوفاء بالعهود والعقود والمواثيق ، وأكد على ذلك تأكيدًا جازمًا ، قال تعالى : {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} ، وقال جل شأنه : {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}؛ أي : التزموا الوفاء بكل عهد أوجبتموه على أنفسكم ، سواء أكان فيما بينكم وبين الله (عز وجل) ، أم فيما بينكم وبين الناس , ولا تنكثوا الأيمان بعد أن أكَّدْتموها , وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً وضامنًا حين عاهدتم ، فمن أبرم عقدًا وجب عليه احترامه ، ومن أعطى عهدًا وجب عليه الالتزام به .

ومن على منبر مسجد التواب بالمشروع الأمريكي بين فضيلة الشيخ /محمد سعد موسى مدير عام الدعوة بالأمانة المساعدة أن الوفاء بالعهد من أوجب الواجبات وألزمها شرعا ، وقانونا ، ووطنية ، وإنسانية ، فإذا كان ديننا الحنيف قد أعلى من شأن عهد الأمان ؛ بمعنى أن العهد الذي يقطعه أحد المسلمين على نفسه، يكون مُلزمًا لجميع المسلمين ، فما بالنا إذا صار هذا العهد ميثاقا يضبطه وينظمه الشرع والقانون معا ، متعاضدين ، يقوي كل منهما الآخر ، ويدعمه ، ويستوجبه ؟ لا شك أن ذلك يقتضي الوفاء بالذمم والعهود ، لا نقضها ، ولا تضييعها ، ولا حتى مجرد المساس بها.

ومن على منبر مسجد الصباح الكويتي العزبة البحرية أكد فضيلة الشيخ/ عاشور مبروك عبد المنعم مدير  عام الأمانة منطقة وعظ القاهرة أن الإسلام دين حفظ العهود والعقود ، ولا يعرف الغش ، ولا الخداع ، ولا الخيانة ، فلم يثبت عنه (صلى الله عليه وسلم) ولا عن أحد من أصحابه (رضوان الله عليهم) أنهم منعوا أحدًا الأمان ، أو نقضوا عهد أمان منحوه لأحد ، حيث يقول الحق سبحانه مخاطبًا نبيه (صلى الله عليه وسلم) : {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} ، ويوم أن كان بين سيدنا معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنهما) وبين الروم عهد ، فأراد معاوية (رضي الله عنه) أن يخرج على مقربة من حدود الروم ، فإذا انتهى الموعد باغتهم ، فلحق به رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول : الله أكبر ، الله أكبر  ، وفاء لا غدر ، فنظروا ، فإذا عمرو بن عبسة (رضي الله عنه) ، فأرسل إليه معاوية (رضي الله عنه) ، فسأله ، فقال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول : (من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشدّ عقدة ، ولا يحلّها حتّى ينقضي أمدها ، أو ينبذ إليهم على سواء) ، فرجع معاوية (رضي الله عنه).

ومن على منبر مسجد الرحمن بعين حلوان أكد  د/ أسامه فخري مدير إدارة المساجد الحكومية أن عظمة الإسلام في أعلى صورها في أمر الله (عز وجل) لنبيه (صلى الله عليه وسلم) أن يجير ويأمن من استجاره ، ولو كان مشركًا ، بل ولو كان محاربًا ، حيث يقول سبحانه : {و َإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} ، كما أن النبي (صلى الله عليه وسلم) رسخ لهذه القيم النبيلة التي تحقق الأمن والأمان للإنسانية كلها بقوله وفعله ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا).

ومن على منبر مسجد عثمان بن عفان بعرب راشد أكد فضيلة الشيخ/ حسين محمد سيد إمام وخطيب بأوقاف القاهرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) جسد لنا عمليًّا أروع الأمثلة في الوفاء بالعهد حتى مع أعدائه ؛ ففي يوم بدر يقول حُذَيْفَةُ بْن الْيَمَانِ (رضي الله عنه) : مَا مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إِلاَّ أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي ، فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ ، قَالُوا : إِنَّكُمْ تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا ، فَقُلْنَا : مَا نُرِيدُهُ ، مَا نُرِيدُ إِلاَّ الْمَدِينَةَ ، فَأَخَذُوا مِنَّا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَلاَ نُقَاتِلُ مَعَهُ ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم)، فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ  ، فَقَالَ (صلى الله عليه وسلم) : (انْصَرِفَا ، نَفِي لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ ، وَنَسْتَعِينُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ).

ومن مسجد الاستقامة بعرب غنيم أكد فضيلة الشيخ/ أحمد محمود محمد إمام وخطيب بأوقاف القاهرة أن من واجبنا جميعا الحفاظ على العهود والمواثيق التي تلتزم بها الدولة تجاه كلِّ إنسان يدخل إلى بلادنا ، وأن نكون متعاونين ومتضامنين على حفظ دمه ، وعرضه ، وماله ، وخصوصيته ، كما أن من واجبنا حسن استقباله ، وإكرامه؛ ليرى منا ما نحب أن يتصوره عن عظمة ديننا ، وعمق حضارتنا ، ورقي إنسانيتنا ؛ بما يسهم في تكوين الصورة الذهنية الصحيحة لديننا ، ووطننا ، ومجتمعنا ، وهذا هو حال الأمم والشعوب الراقية المتحضرة.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى