*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خلال برنامج ندوة للرأي
بمسجد سيدنا عمرو بن العاص
(رضي الله عنه) بالقاهرة
تحت عنوان :
” السماحة والتيسير “

 أ.د/ أحمد ربيع :

الشريعة  الإسلامية قائمة على التيسير ومراعاة أحوال المكلفين

والتشريع الأسري مبني على التيسير والسماحة

د/ أحمد عوض :

التيسير عمدة التشريع الإسلامي

والسماحة مع غير المسلمين جانب مشرق

من جوانب الحضارة الإسلامية

   برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة , وفي إطار الدور التثقيفي والتنويري الذي تقوم به وزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني , ونشر الفكر الوسطي المستنير لبناء شخصية الإنسان الواعية والمدركة للمشتركات الإنسانية , وبالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام , وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري , نظمت وزارة الأوقاف مساء يوم الثلاثاء 18 / 6 /2019م ندوة للرأي بعنوان : ” السماحة والتيسير” من مسجد عمرو بن العاص (رضي الله عنه) بالقاهرة  ، حاضر فيها كل من:  أ. د/ أحمد ربيع عميد كلية الدعوة الأسبق ، ود/ أحمد عوض إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص (رضي الله عنه) ، بحضور لفيف من القيادات الدينية بالوزارة ، وأدار الندوة وقدم لها الإعلامي أ/ عمر حرب الذي أشاد بعنوان الندوة ، وأنه يسهم بشكل كبير في توضيح حقيقة الإسلام ، والفهم المستنير لتعاليمه .

  وفي بداية كلمته أكد أ.د/ أحمد ربيع عميد كلية الدعوة الأسبق أن الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ، ومراعاة أحوال المكلفين لتتناسب مع كل عصر ومصر  ، يقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :” إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، ولنْ يشادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إلاَّ غَلَبه ، فسدِّدُوا وقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا” ، موضحا أن منطلقات السماحة متعددة ، ومن أهمها في الوقت الحالي الأسرة ، فخيركم خيركم لأهله، والإنسان قد يتجمل أمام الناس ولكن حقيقته لا تظهر إلا عند أهله وزوجه ، وتبدأ الحياة الزوجية بالتيسير في المهر ، إذ هو  أساس من أسس بناء الأسرة ، وخير النساء أيسرهن مؤنة ونفقة ، مؤكدًا أن السماحة في بيت الزوجية كانت منهجًا لحياة النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وأن التشريع الإسلامي راعى السماحة الأسرية حتى في تشريع الطلاق ، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم جانبًا من جوانب اليسر في قضية الطلاق ، قال تعالى :” وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ”، وقال تعالى :” وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ” ، ففي حالة الفراق ينبغي أن يذكر الطرفان الفضل والخير والمعروف الذي كان بينهما ، مستدًلا فضيلته بالعديد من الشواهد والأدلة التي تؤكد أن الإسلام سمح كله ، ورحمة كله.

  وفي ختام كلمته أكد أن جوانب التيسير في الإسلام باب واسع ، يتماشى مع الفطرة السوية والتفكير المستقيم ، وأن من يبتعد عن هذا المنهج فقد ابتعد عن الفهم الصحيح للدين.

  وفي بداية كلمته أكد د/ أحمد عوض إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص (رضي الله عنه) أن التيسير والتخفيف ركن أساس في الشريعة الإسلامية ، قال تعالى :” يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”، وقال سبحانه :” لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا”، مبينًا أن التيسير  في الإسلام يأتي بكل خير، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” إنَّ هذَا الدينَ مَتِينٌ فأوْغِلْ فيه بِرِفْقٍ، إنَّ المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى”، مبينًا أن السماحة والتيسير قد شملت العبادات والمعاملات ، ففي العبادات يقول سيدنا جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) : “خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ، فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ ، ثُمَّ احْتَلَمَ، فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ : هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ؟ فَقَالُوا : مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ، فَاغْتَسَلَ ، فَمَاتَ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أُخْبِرَ بِذَلِكَ ، فَقَالَ: قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّهُ ، أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا؛ فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ ، وَيَعْصِبَ عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً، ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا، وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِه ” ، وجاء التيسير في المعاملات مراعاة لأحوال الناس كما في البيع والشراء ، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ ، وَإِذَا اشْتَرَى ، وَإِذَا اقْتَضَى”، موضحًا أن شريعة الإسلام من أكثر الشرائع تخفيفيًا وتيسيرًا.

  وفي ختام كلمته بين فضيلته أن السماحة مع غير المسلمين واجب ديني، وجانب مشرق من جوانب الحضارة الإسلامية ، قال تعالى :” لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”، وقال (صلى الله عليه وسلم):” مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا” ، فكلنا أبناء وطن واحد ، وعلينا أن نتكاتف من أجل الحفاظ عليه.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى