ملخص الحلقة الأولى بعنوان (من فضائل رمضان في السنة النبوية) لوزير الأوقاف من برنامج : ” في رحاب الروضة النبوية ”
شهر رمضان شهر الخيرات والنفحات والرحمات ، يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم) :” إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا”، وهو شهر المغفرة ، والرحمة يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم):” مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” ويقول (صلى الله عليه وسلم ) : ” مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” .
وإذا كان الله ( عز وجل) جعل ثواب الحج عظيمًا حيث قال (صلى الله عليه وسلم) :”منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ” نجد المعنى المساوي له في قوله :”من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”، فمعنى ذلك أن الله تجاوز عما سبق من ذنوب الصائم كما يتجاوز عن ذنوب من قبل حجه .
وما من ليلة من الليالي طوال هذا الشهر العظيم إلا ولله (عز وجل) فيها عتقاء من النار , يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم) : “إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة”، فإذا ما صدق العبد ربه وأقدم عليه في هذا الشهر بنية صادقة سليمة , يعرض نفسه على الله (تعالى) في كل ليلة إلا وكان له من باب الرحمة والغفران سبيل عظيم، فمن صدق الله صدقه الله , والله أعظم وأكرم من أن يرد إنساناً وقف علي بابه تائباً , راجياً , مخبتاً ثلاثين ليلة خائبًا.
ثم إن الفضل العميم في هذا الشهر بلا حدود يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن الله (عز وجل) في الحديث القدسي :” كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ” ؛ وذلك لأن الصيام سرٌ بين العبد وخالقه .
والصوم جنة أي وقاية من عذاب الله ، لكنه أيضاً وقاية من الوقوع في الأخطاء , فمن كان الصوم له جنة ، ووقاية وحاجزًا من الوقوع في المعاصي في الدنيا كان بفضل الله شفيعاً له في الآخرة ، وحائلاً بينه وبين عذاب الله (تعالى) ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :” الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ ” .