ملخص الحلقة رقم ( 30) بعنوان ” حسن الخاتمة ” لوزير الأوقاف من برنامج : ” في رحاب الروضة النبوية ”
كان رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) مع مكانته العظيمة يسأل الله (عز وجل) حسن الخاتمة ويعمل لها ، فعن سيدنا أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال : ” كانَ رسولُ اللَّهِ (صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ) يُكثِرُ أن يقولَ : يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِك فقلتُ : يا نبيَّ اللَّهِ آمنَّا بِكَ وبما جئتَ بِهِ فَهل تخافُ علَينا ؟ قالَ: نعَم إنَّ القلوبَ بينَ إصبَعَينِ من أصابعِ اللَّهِ يقلِّبُها كيفَ شاءَ”، وعن السيدة عائشة (رَضي اللَّه عنها) :” أَنَّ النَّبِيَّ (صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ) كَان يقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تتَفطَرَ قَدمَاهُ ، فَقُلْتُ لَهُ ، لِمْ تصنعُ هَذَا يَا رسولَ اللَّهِ ، وقدْ غفَرَ اللَّه لَكَ مَا تقدَّمَ مِنْ ذَنبِكَ وَمَا تأخَّرَ؟ قَالَ : أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أكُون عبْداً شكُوراً؟” ، وكان الصحابة (رضي الله عنهم) يسيرون على منهج نبينا (صلى الله عليه وسلم) ، يقول سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) :” اسألوا الله حسن الخاتمة ، فإني لا آمن مكر الله ولو كانت إحدى قدمي في الجنة”.
إن حسن الخاتمة ليس ملكًا لأحد من البشر ، ولا حكمًا يملكه أحد ، ومن هنا فالإنسان ليس وصيًّا على غيره ، ولا قاضيًا يحكم عليه بشيء من أمور الآخرة ، يقول الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه) : لا تنزلوا الموحدين المطيعين الجنة ، ولا الموحدين المذنبين النار حتى يقضي الله تعالى فيهم بأمره ، فالخاتمة في علم الله تعالى ، ولعل الله تعالى يحدث للمذنب توبة صادقة قبل الموت ، أو يوفقه لعمل صالح يختم به حياته ، فقد أخفى الله (عز وجل) رضاه في طاعته ، فلا تحقرن شيئا من طاعته فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم ، وأخفى سخطه في معصيته ، فلا تستصغرن شيئاً من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم ، كما ينبغي أن لا يستصغر أحد معصية ، ولا يحتقر أحد طاعة ، فقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها ولَم تطعمها ، ودخل رجل الجنة في كلب سقاه لما رَآه يأكل الثرى من العطش ، فأبواب الرحمة مفتوحة ومن امتلأ قلبه بالرحمة وراقب ربه على الدوام حسنت خاتمته.