بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مولانا الإمام الحسين (رضى الله عنه) في الليلة ” الثانية والعشرين ” على التوالي
أ.د/ عبد الله النجار :
الشكر لوزير الأوقاف الهمام
على تهيئته هذه اللقاءات العلمية
ويؤكد :
من ثمار الصوم إخراج صدقة الفطر
بطيب نفس وطهارة قلب
أ.د/ بكر زكي عوض :
صفات الرسول (صلى الله عليه وسلم)
في ظل تشريعه لصدقة الفطر
تغمرها الرأفة والرحمة
في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير , والتوعية بقضايا الدين والمجتمع , وغرس القيم النبيلة والأخلاق الطيبة ، وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية ، نظمت وزارة الأوقاف الأربعاء 24 رمضان 1440هــ الموافق 29 / 5 / 2019م لقاءً علميًّا بعنوان : ” زكاة الفطر ” وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة ، حاضر فيه كل من : أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر الأسبق ، و أ.د/ بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق ، بحضور عدد من قيادات الوزارة ، وبعض من السادة الأئمة , وجمع غفير من الجمهور ، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وأسيوية ، وأدار اللقاء الإعلامي أ / عمرو أحمد المذيع بالتليفزيون المصري.
وفي كلمته أعرب أ.د / عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر الأسبق عن عميق شكره لمعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على تهيئته مثل هذه اللقاءات المباركة لتدارس العلم وتبصير الناس بأمور دينهم , واصفًا معاليه بالوزير الهمام , مؤكدًا على شرف الزمان وشرف المكان.
كما بين فضيلته أن من أهم الأمور التي يجب أن يعيها المسلم هي زكاة الفطر , وأن من حكم ارتباط صدقة الفطر بالصوم أن للصوم غاية مقصودة وهدفا عظيما , يتمثل في تقوى الله (جل وعلا) قال تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” , واختباره بالمال هو الذي يدل على تحقق الغاية والهدف من الصيام , فإذا أدى الصائم الصدقة بطيب نفس , وطهارة قلبٍ ؛ فقد أتى الصوم بثماره , مثل الصلاة حيث إنها لا تكون مثمرة إلا إذا نهت صاحبها عن الفحشاء والمنكر .
كما أكد فضيلته على وجوب إخراج زكاة الفطر ؛ لأنها تدخل السرور على فقراء المجتمع ، حيث قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) :” أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم” ، وذلك لإدخال فرحة العيد على الجميع , فلا يستأثر بفرحة العيد بعض الناس دون غيرهم ، قال تعالى :” قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ”.
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن الغرض منها هو التوسعة على الفقراء وإغنائهم , مرجحًا فضيلته أنه يجوز إخراجها قيمة ؛ إذ المراد سد حاجة الفقير في هذا اليوم , والتوسعة عليه , وهذا في القيمة أولى , أما من قالوا بعدم الإجزاء من غير الأشياء المحددة في الحديث فينقصهم الملكة الفقهية , والعقل الاجتهادي.
وفي كلمته أكد فضيلة أ.د/ بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق أننا في هذا اللقاء نعيش مع صفتين من صفات الرسول (صلى الله عليه وسلم) في ظل تشريعه لصدقة الفطر , قال تعالى :” لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ” , وقد تجلت مظاهر الرأفة والرحمة فيما يتعلق بصدقة الفطر في أمور عديدة ، منها : أن جعل نصاب صدقة الفطر من الأشياء المذكورة في الحديث , ولم يجعلها قدرًا من الذهب أو الفضة ؛ إذ لو كانت ذهبًا أو فضةً لشق ذلك على الناس في جميع الأزمنة والأمكنة, وأدى إلى زيادة كبيرة في سلعة معينة بدون فائدة ، كما أنها لو حُددت بالدينار أو الدرهم مع أنه ورد ذكرهما في القرآن الكريم , لكان فيه أيضًا مشقة على عموم المسلمين ؛ لهذا كان من مظاهر رأفته ورحمته (صلى الله عليه وسلم) أن جعلها في هذه الأنواع , ففي حديث ابْنِ عُمَرَ (رضي الله عنهما) قَالَ: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى ، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ”.
كما أكد فضيلته أنه (صلى الله عليه وسلم) وسع دائرة الإخراج , فلم يقصرها على نوع واحد فقط, وإنما قال صاعًا من برُ أو أقطٍ , لتتسع الدائرة ويظهر يُسر الشريعة , أما الذين وقفوا على شواطئ المعرفة دون الغوص في بحورها , لم يتفقهوا في روح التشريع الإسلامي , وكونه صالحا لكل زمان ومكان.
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن بعض المتشددين جعلوا النص مشكلة مع أن النص جاء لحل مشكلة الفقير ليلة العيد , وتلك قضية تحتاج إلى سعة فهم , وتجديد فكرٍ, وقد أحسنت دار الإفتاء المصرية في تحديدها قيمة صدقة الفطر بالجنيه المصري , فإنه هو الأجدى والأنفع للفقير.