بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) في الليلة الواحدة والعشرين على التوالي
د/ السيد عبد الباري :
ضرورة الاهتمام بليلة القدر ظاهرًا وباطنًا
ليلة القدر يقدر الله فيها الخير لعباده وسبب لمغفرة الذنوب
د/ السيد مسعد :
ليلة القدر ليلة سلام وأمن وأمان
ومضاعفة الثواب فيها على أعمال الخير
د/ خالد السيد غانم :
ليلة القدر ليلة التخلية والتحلية
وخيرها ليس له حدود في الزمان ولا المكان
في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير , والتوعية بقضايا الدين والمجتمع , وغرس القيم الإسلامية النبيلة ، والأخلاق الطيبة الحميدة ، وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية ، نظمت وزارة الأوقاف يوم الثلاثاء 23رمضان 1440هــ الموافق 28 / 5 / 2019م لقاءً علميًّا بعنوان : ” ليلة القدر وختام الشهر” ، وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة ، حاضر فيه كل من : د/ السيد عبد الباري وكيل وزارة الأوقاف لشؤن الدعوة ، ود/ السيد مسعد وكيل مديرية أوقاف الجيزة ، ود/ خالد السيد غانم مدير إدارة الإعلام ، بحضور عدد من قيادات الوزارة ، وبعض من السادة الأئمة , وجمع غفير من الجمهور ، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وآسيوية ، وأدار اللقاء الإعلامي أ / أحمد يوسف المذيع بالتليفزيون المصري.
وفي كلمته رحب فضيلة الدكتور/ السيد عبد الباري بالسادة الضيوف والحضور الكريم ، مؤكدًا أن الله تعالى قد جعل لهذه الأمة مواسمَ يتضاعف فيها العمل، ومِن أخَصِّ هذه الأزمنة شهر رمضان ؛ لأنَّ فيه ليلة القدر ، التي هي خيرٌ من ألف شهر ، مشيرا إلى أن الله تعالى قد شرف هذه الليلة على سائر الليالي، فأخبر الرسولُ (صلَّى الله عليه وسلَّم) أنَّ قيامها سببٌ لِمَغفرة ذنوب العبد ، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم ) : “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا ، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه”.
كما أوضح فضيلته أن ليلة القدر هي ليلة العمر ، يتقارب فيها الأحباب ، ويسمع فيها الخطاب ، ويرد فيها الجواب ، ويفتح فيها الباب ، وقد أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بتحري هذه الليلة المباركة ، فكان للصالحين من قبلنا فيها من الأحوال والأفعال والأقوال الشيء الكثير ، وعلى الإنسان أن يشغل عامة وقته بالدعاء والصلاة .
وفي ختام كلمته دعا فضيلته إلى ضرورة الاهتمام بهذه الليلة ظاهرًا من حيث ارتداء أفضل الثياب وأحسنها ، وباطنًا من حيث طهارة القلوب وطاعة علام الغيوب .
وفي كلمته أكد فضيلة الدكتور/ السيد مسعد وكيل مديرية أوقاف الجيزة أن الله تعالى فضل شهر رمضان على سائر شهور العام ، وفضل العشر الأواخر فيه على سائر أيام الشهر ، وفضل ليلة القدر على جميع الليالي فهي خير من ألف شهر ، مبينًا أن الله تعالى قد فضل هذه الليلة بنزول القرآن فيها ، وأثنى عليها بقوله” وما أدراك ما ليلة القدر” .
كما أشار فضيلته إلى أن الله تعالى قد جعل هذه الليلة سلامًا ، وأمنًا وأمانًا للإنسان ، قال تعالى :” سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” ، موضحًا أن ديننا دين سلام ، والله تعالى هو السلام ، والجنة هي دار السلام ، وتحية المسلمين هي السلام .
كما بين فضيلته أن الله تعالى قد أخفى علينا علمها لنجتهد في العبادة والطاعة على مدار الشهر كله ، ومضاعفة الثواب فيها على أعمال الخير شي عظيم من الله تعالى ، فإذا ما تقرب العبد إلى الله سبحانه في هذه الليلة كان ذلك أدعى لدخول الجنة بإذن الله تعالى ، كما حدث لسيدنا أبي بكر الصديق (رضى الله عنه) عندما أخبره النبي ( صلى الله عليه وسلم) فقال : “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): ” مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ” .
وفي ختام كلمته دعا فضيلته إلى ضرورة اغتنام هذه الأيام فرمضان فرصة قد لا تتكرر ، قال تعالى :” وَمَا تَدرِي نَفسٌ مَّاذَا تَكسِبُ غَدًا وَمَا تَدرِي نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.
وفي كلمته أكد الدكتور/ خالد السيد غانم أننا في أجواء ليلة مباركة نعيش فيها بين بركات المكان ونفحات الزمان ، أما بركات المكان فنعيش في رحاب وجوار الإمام الحسين (رضي الله عنه) سيد الشهداء ، وأما نفحات الزمان حيث شهر رمضان المبارك الذي فيه ليلة خير من ألف شهر ، وفيه يُنادى على كل مقبل أو مدبر : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر، والأيام الأخيرة في شهر رمضان تنادي على المسلم بالتشمير عن ساعد الجد والعمل للدين والدنيا ، وتحذر من الرحيل دون إفادة ، ولذا قالت السيدة عائشة (رضي الله عنها) : ” كان النبي (صلى الله عليه وسلم ) إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله” ، وفي هذه العشر ليلة مباركة هي خير من ألف شهر ، وأن خيرها ليس له حدود في الزمان ولا المكان .
كما أوضح فضيلته أننا نستلهم بعضًا من أسرار ليلة القدر من خلال سورة القدر ، التي بدأها الله تعالى بنون التوكيد والعظمة ، وأن هذه السورة توسطت سورتين: سورة العلق وهي سابقة لها ، وسورة البينة وهي لاحقة لها وكأن سائلاً يسأل متى تنزل القرآن ؟ فتجيب سورة القدر ” إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ” ، وكأن آخرًا يسأل على من نزل القرآن الكريم ؟ فتجيب سورة البينة بقوله: ” رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً”.
كما أكد فضيلته أن ليلة القدر هي ليلة التخلية والتحلية ، أما التخلية والبعد عن المقدوحات حيث يجلس المسلم بين يدي مولاه في ساعات الليل يتذكر ذنوبه وتقصيره ، وتفريطه في جنب الله تعالى ، أو جنب الناس ، ويبكي ويتضرع ، ويعلن عجزه وافتقاره إلى الله تعالى ، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثُلُثُ الليل الآخرُ ، يقول: «مَن يَدْعُوني، فأستجيبَ له؟ مَن يسألني فأعطيَه؟ مَن يستغفرني فأغفرَ له؟» ، وأما ليلة التحلية وفعل الممدوحات حيث يذكر المسلم فيها ربه ويصلى على رسوله ( صلى الله عليه وسلم) فتتنزل الملائكة بأمر ربها لتسلم على كل مسلم قائم أو راكع يذكر الله تعالى.
وفي ختام كلمته دعا فضيلته الأمة أن تكثر في هذه الليلة من الدعاء بالعفو والعافية ، كما أخبرنا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) بقوله :” اللهم إنَّك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعف عنِّي”.