بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) في الليلة العشرين على التوالي
أ.د/ أحمد حسين :
التخطيط الجيد يوفر الكثير من الوقت والجهد
ويحقق السعادة للفرد والمجتمع
أ.د/ عطا السنباطي :
السيرة النبوية دليل عملي على التخطيط ودقة التنظيم
والتخطيط ينسجم مع الفهم الصحيح لمعنى التوكل على الله
في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير , والتوعية بقضايا الدين والمجتمع , وغرس القيم الإسلامية النبيلة ، والأخلاق الطيبة الحميدة ، وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية ، نظمت وزارة الأوقاف يوم الاثنين 22رمضان 1440هــ الموافق 27 / 5 / 2019م لقاءً علميًّا بعنوان : ” أهمية التخطيط في حياة الفرد والمجتمع “وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة ، حاضر فيه كل من : أ.د/ أحمد حسين وكيل كلية الدعوة بجامعة الأزهر ، وأ.د/ عطا السنباطي أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر ، بحضور عدد من قيادات الوزارة ، وبعض من السادة الأئمة, وجمع غفير من الجمهور ، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وآسيوية ، وأدار اللقاء الإعلامي أ / أحمد يوسف المذيع بالتليفزيون المصري.
وفي كلمته أكد فضيلة أ.د/ أحمد حسين أن التخطيط والتنظيم والإعداد الجيد لكل ما يقدم عليه الإنسان من عمل يوفر عليه الكثير من الجهد ، والتخطيط في حياة الإنسان يعدُّ بمثابة العمود الفقري الذي لا يمكن أن يَستغني عنه الفرد ، ولا يمكن أن تستقيم حياته بدونه ، ومِن ثَمَّ فإن التخطيط يجب أن يكون في الوقت المناسب حتى يُحقِّق الغاية المنشودة منه ، وأوضح سيادته أن النبي (صلى الله عليه وسلم) وضع خطة وثيقة محكمة يستثمر من خلالها المسلم وقته ، وطاقته ، وإمكاناته ، وسار عليها (صلى الله عليه وسلم) بدقة شديدة ، فأحرز نجاحًا باهرًا في التاريخ على النحو المعروف لنا من حياته وسيرته (صلى الله عليه وسلم).
كما أشار سيادته إلى أن الإنسان الناجح في حياته هو من خطط لها جيدًا ، واستثمر طاقته ووقته وإمكانياته ليصل إلى هذا النجاح ، مبينا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أوصانا باستثمار أوقاتنا بقوله :” اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ” .
وفي ختام كلمته أكد سيادته أن التخطيط الجيد يحقق أكبر قدر من السعادة في المجتمع من خلال الالتزام بالواجبات وأداء المسئوليات ، فكل فرد في المجتمع يعرف دوره الذي يؤديه وهدفه الذي يصل إليه.
وفي كلمته أكد فضيلة أ.د/ عطا السنباطي أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو المثل الأعلى والنموذج الذي يحتذى به في كل أمور الحياة ، فهو كما وصفه الله (عز وجل) بقوله : ” وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ” ، موضحا أن التخطيط عبارة عن التنبؤ للمستقبل ، واختيار البدائل المتاحة وفق قاعدة بيانات ، وإمكانات متاحة ، مشيرا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد مارس التخطيط ، وأن الله تعالى قد أمره بذلك فقال تعالى: ” وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ” ، والأمر بإعداد القوة أمر يتضمن الأمر بالتخطيط ؛ لأن إعداد القوة نشاط هادف , ويحتاج إلى كثير من المعلومات بعضها متعلق بالحاضر وبعضها متعلق بالمستقبل .
كما أشار فضيلته إلى أن سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) مَعْلم بارز في جميع جوانب الحياة ، ونلحظ منها جانب التخطيط وطرائق الإدارة ، ودقة التنظيم في كل مراحل دعوته (صلى الله عليه وسلم) ، فالهجرة النبوية دليل واضح على أن التخطيط ضروري لمزاولة أي نشاط بشري مهما يكن نوعه ، يستوي في ذلك أن يكون القائم به فردا أو جماعة ، وقد اتضحت رؤية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في التخطيط في بناء المسجد ، ودستور المدينة ، واتصالاته بالقبائل والدول والزعماء والملوك .
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن التخطيط سبيل لإنجاح أي عمل من الأعمال، ولابد منه للبلوغ إلى المقصود ، وأنه ركيزة أساسية يقوم عليها هذا الدين ؛ ولذلك فإن الإسلام قد دعانا إلى الأخذ به ، وجعله نظاما لحياة المسلمين لأنه ضرورة لابد منها ، وهذا ينسجم مع الفهم الصحيح لمعنى التوكل على الله والإيمان بالقضاء والقدر.