بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مولانا الإمام الحسين (رضى الله عنه) في الليلة السابعة عشرة على التوالي:
الدكتور / أسامة فخري الجندي:
عدّد الله مواسم الخير ونوّعها للأُمة
والعشر الأواخر من رمضان سبب عظيم لمغفرة الذنوب
الشيخ/ محمد الدومي:
الاعتكاف فرصة لإصلاح النفس وتهذيبها
وقضاء حوائج الناس من أفضل الأعمال التي يتقرب بها إلى الله
الشيخ / عبد الفتاح عبد القادر:
ليلة القدر ليلة الشرف والعظمة
والعمل الصالح فيها أفضل من ألف شهر
في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير , والتوعية بقضايا الدين والمجتمع , وغرس القيم النبيلة ، والأخلاق الطيبة ، وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية ، نظمت وزارة الأوقاف يوم الجمعة 19 رمضان 1440هــ الموافق 24 / 5 / 2019م لقاءً علميًّا بعنوان : ” فضائل العشر الأواخر” وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة ، حاضر فيه كل من : د / أسامة فخري الجندي مدير إدارة المساجد الحكومية , والشيخ / محمد الدومي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف ، والشيخ / عبد الفتاح عبد القادر جمعة عضو المكتب الفني بوزارة الأوقاف، بحضور عدد من قيادات الوزارة ، وبعض من السادة الأئمة , وجمع غفير من الجمهور ، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وأسيوية ، وأدار اللقاء الإعلامي أ / أحمد يوسف المذيع بالتليفزيون المصري.
وفي بداية كلمته أكد د/ أسامة فخري الجندي أن الله عدّد ونوّع للأمة مواسم الخير لتظل في معية ربها ؛ لينال كل فرد الأجر والثواب الوفير ، ومن بين هذه المواسم شهر رمضان ، ومن شهر رمضان العشر الأواخر , والتي عندما أقبلت وجدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شد مئزره ؛ للإعداد والتهيؤ لمزيد من العبادة فوق ما هو معتاد ، فعلينا ألا نفرط في هذه العشر ، وأن نستثمرها بألوان العبادات المختلفة ، قراءةً ، ودعاءً ، وقيامًا ، وذكرًا ، نستثمرها بإسقاط الذنوب ، نستثمرها بتحري ليلة القدر ، والدعاء فيها ، ووجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) السيدة عائشة إن صادفت هذه الليلة أن تدعو : ” اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي” ؛ لأن العفو أسمى من المعفرة ؛ فالمغفرة عدم العقاب مع وجود الذنب مسطورا ، أما العفو فهو عدم العقاب مع محو الذنب وعدم تسطيره .
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن ميلاد القرآن الكريم كان في هذا الشهر المبارك ، ليشكل عقلية المؤمن وشخصيته ، فالأوامر والنواهي الإلهية الواردة في القرآن هي قوانين لصيانة الإنسان في الدنيا والآخرة .
وفي بداية كلمته أكد فضيلة الشيخ/ محمد الدومي أن الاعتكاف فرصة لإصلاح النفس وتهذيبها , وفرصة للترقي من الإسلام إلى الإيمان إلى الإحسان , وهو فرصة للتأمل , والتدبر ؛ فللإنسان أربع ساعات : ساعة يحاسب فيها نفسه , وساعة يناجي فيها ربه , وساعة يخلو فيها بأصحابه المخلصين , وساعة يأتي فيها أهله .
وفي ذات السياق أكد فضيلته أن الاعتكاف هو ملازمة الإنسان للمسجد , وقد اعتكف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في العشر الأوائل حتى يدرك ليلة القدر , ثم العشر الأواسط من رمضان حتى يدركها , ثم اعتكف العشر الأواخر فقال : ” الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ” , مشيرًا إلى أن المعتكف لا يخرج إلا لضرورة , قال تعالى:” وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ”.
وفي ختام كلمته بين فضيلته أن قضاء حوائج الناس والسعي معهم فيها من أفضل الأعمال التي يتقرب الله بها في هذه الأيام , حيث قال النبي (صلى الله عليه وسلم) :” مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ وَبَلَغَ فِيهَا كَانَ خَيْرًا لَهُ مِنَ اعْتِكَافِ عَشْرِ سِنِينَ ، وَمَنِ اعْتَكَفَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ ثَلاثَةَ خَنَادِقَ ، أَبْعَدُ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ “.
وفي بداية كلمته أوضح فضيلة الشيخ/ عبد الفتاح عبد القادر جمعة أنه بعد ساعات تبدأ أول ليلة من ليالي العشر الأواخر من رمضان ، ففيها ليلة القدر ليلة الشرف والعظمة , والعمل الصالح فيها أفضل من ألف شهر ؛ فهي مطلب للأصفياء ، والأولياء , والصالحين , والمستغفرين , والتوابين ، ولطالب السعة في الدنيا والنجاة في الآخرة ، وهى ليلة اتصال نور السماء بأرض الصحراء , على قلب سيد الأصفياء ، فكم غفرت فيها زلات ، وقبلت فيها شفاعات ، ورفعت فيها درجات ، وسطرت فيها حسنات ، واستجيبت فيها دعوات ، وعتقت فيها رقاب من النار ، مبينا أن ليلة القدر سميت بهذا الاسم ؛ لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر ، بواسطة ملك ذي قدر ، على نبي ذي قدر ، لأمة ذات قدر ، أو لأنها بمعنى الضيق ؛ فإن الأرض تضيق بالملائكة النازلين فيها ، أو لأنها من التقدير: أي أن الله يقدر ما يكون للعباد في هذه السنة من إحياء , وإماتة , ورزق , ومطر , إلى السنة المقبلة يقول تعالى : ” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ , فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ” , أو لأنه من أتى فيها بفعل الطاعات صار ذا قدر وشرف عند الله تبارك وتعالى.
وفي ختام كلمته أبان فضيلته أن ليلة القدر خاصة بالأمة المحمدية وحدها , وذلك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أُري أعمار الناس قبله – أو ما شاء الله من ذلك – فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل الذى بلغ غيرهم فى طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر , وعن أنس (رضى الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : ” إن الله وهب لأمتي ليلة القدر لم يعطها من كان قبلهم”.