وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة ( رضي الله عنها) بالقاهرة
بعنوان : “رمضان شهر الإيمان وصناعة الرجال”
المؤمن لا يكذب ولا يخون ولا يغش
ولا يمكر ولا يحسد تقي نقي يألف ويؤلف
في إطار الدور التثقيفي والتنويري الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والتوعية بقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وغرس القيم الإيمانية الصحيحة ، ألقى معالي وزير الأوقاف أ.د / محمد مختار جمعة اليوم 19 رمضان 1440 هــ الموافق 24 / 5 / 2019 م خطبة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالقاهرة ، تحت عنوان : ” رمضان شهر الإيمان وصناعة الرجال ” ، بحضور فضيلة الشيخ / جابر طايع رئيس القطاع الديني، وفضيلة الشيخ / خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة ، ولفيف من قيادات الوزارة، وجمع غفير من المصلين.
وفي بداية خطبته طرح معاليه سؤالين : الأول: هل نحن مؤمنون ومسلمون حقًا؟، والثاني : ماذا نفعل لنغتنم ما بقي من هذا الشهر الكريم؟، أما عن السؤال الأول ، فقد سأل رجل الحسن البصري (رحمه الله) عن الإيمان ، فقال الإيمان إيمانان ، فإن كنت تسألني عن الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه، ورسله ، والجنة والنار ، والبعث ، والحساب ، فأنا مؤمن ، وإن كنت تسألني عن قول الله (عز وجل) : “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ” فوالله ما أدري أنا منهم أو لا ، فالإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، والمؤمن الحق من يعرف الله في الرخاء قبل الشدة ، والإيمان ليس كلام، وإنما المؤمن من أمنه الناس على أنفسهم ،وأعراضهم ، وأموالهم ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، ومن علامات الإيمان أنه إذا سمع آيات الله (تعالى) زادته إيمانًا ، فيتأدب بآداب القرآن الكريم، ويتخلق بأخلاقه، قال تعالى:” إِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ “، فالمؤمن لا يكذب ، ولا يخون، ولا يغش، ولا يمكر، ولا يحسد، تقي ، نقي، يألف ويؤلف.
وأما عن السؤال الثاني وهو كيف نغتنم العشر ؟ : فقد أوضح معاليه أننا في أيام طيبة مباركة، فيها ليلة القدر من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يخص العشر الأواخر من رمضان بمزيد من الاجتهاد في الطاعة والعبادة ، فإذا دخلت العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل، بالذكر وتلاوة القرآن، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر، وفي ليلة القدر لا يسأل العبد فيها شيئًا إلا أعطاه الله (تعالى) إياه، ما لم يكن إثمًا أو قطيعة رحم.
كما أكد معاليه أننا أمام أمانة عظيمة أمام ديننا ووطننا، وأن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، فلا دين بلا دولة تحميه وتقوم عليه، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف تحرص في إطار رسالتها الوطنية أن تقوم بواجبها في إعمار بيوت الله (تعالى ) مبنى ومعنى، وقد قمنا بأكبر حركة إعمار في التاريخ المصري ، وأما من جهة المعنى فنجتهد في عمارتها بالدروس، والمدارس العلمية، والملتقيات الفكرية.
وفي ختام خطبته وضح معاليه أن الاعتكاف سنة مؤكدة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وهو شعيرة تعبدية ، وقد خصصت الوزارة ما يقارب (3500) مسجدًا للاعتكاف، مشيرًا إلى أن بعض الجماعات كانت تستغل تلك الشعيرة وتخرجها عن وضعها، فتوظف الاعتكاف سياسيًا، أو لخدمة أغراضهم ونشر أفكارهم، وهذا لا من الدين ولا من الدولة ، مؤكدًا معاليه على حرمة المساجد من اللهو واللغو، والصخب ، فالمساجد أمانه، يجب أن تترك نظيفة، والمعتكف في رحلة تعبدية فلا يضيعها، مشيرًا إلى فتوى دار الإفتاء المصرية في تحديد زكاة الفطر بـ(13) جنيهًا مصريًا كحدٍ أدنى ، وأنه يستحب التوسعة على الفقراء , مرجحا رأي من قال بجواز تعجيلها حتى يتمكن الفقير من قضاء حوائجه وحوائج أسرته قبل دخول العيد ، فأغنوهم عن ذل السؤال في هذا اليوم.