ملخص الحلقة رقم ( 18) بعنوان ” رمضان شهر الإخلاص والمراقبة ” لوزير الأوقاف من برنامج : ” في رحاب الروضة النبوية ”
الإخلاص وحسن المراقبة لله (تعالى) من أخص صفات شهر رمضان المبارك ، والإخلاص مطلوب فى كل الأوقات ، فإن الله (تعالى) لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم ، ولا سيما في الصوم ؛ حيث قال الله (تعالى) في الحديث القدسي: ” كلُّ عملِ ابن آدمَ له إلا الصيام ؛ فإنه لي وأنا أجزي به” ، ورسخ الإسلام مبدأ المراقبة في نفوس المؤمنين من خلال آيات كثيرة في القرآن الكريم، منها قوله (تعالى):” وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ”، وقوله:” يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ” ، وقوله:” وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ” فأي ورقة في بر أو بحر لا تسقط في أي زمن من الأزمان، ولا في أي مكان من الأمكنة إلا هو يعلمها ، فاعلم أنه مراقب لك في كل فعل أو قول : ” مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ”، وجعل على الإنسان ملائكة كرامًا كاتبين يعلمون ما تفعلون.
وعلم سيدنا لقمان (عليه السلام) ابنه هذا المبدأ العظيم ، فقال : ” يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ”، والمراقبة لله (تعالى) هي أعلى مقام للعابدين (الإحسان) ، بأن تعبد الله (تعالى) كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فعلى العبد أن يحرص أن لا يفتقده الله حيث أمره، ولا يراه حيث نهاه.