ملخص الحلقة رقم (17) بعنوان ( رمضان شهر الدعاء والإجابة ) لوزير الأوقاف من برنامج : ” في رحاب الروضة النبوية ”
رمضان شهر البركات والنفحات ، يقول النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) : (إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا ، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا) ، فعلينا أن نتعرض لنفحات الله في هذا الشهر الكريم بالصيام، والقيام، والدعاء .
ومن أجل مواطن الخير والبركات أن يتضرع الإنسان إلى ربه ، قال تعالى :” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ” ، فالدعاء عبادة لله تعالى، والله سبحانه لا يرد من دعاه ، ولا يترك ضعيفا احتمى بحماه.
وهناك صلة بين الصيام والدعاء ، فكل صائم له نصيب من قبول دعائه عند الله تعالى ، وهذا ما بينه النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله : ” ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَيَقُولُ الرَّبُّ (عَزَّ وَجَلَّ) : ” وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ”.
وإذا كان الحديث ذكر أصنافا دعوتهم مستجابة ، فعلى المسلم أن يحذر من الظلم والاعتداء على الآخرين ؛ لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) حذر من دعوة المظلوم، لأنه يرتكن إلى قوي عزيز ، والله سبحانه وتعالى لا شك ناصره ومعينه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ : “َاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَها وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ “.
ولا يظنن أحد أن الإنسان الذي يلجأ إلى ربه بالدعاء يرجع صفر اليدين، بل لا شك أن نعمة الله عليه في القبول واسعة ، إما بإجابة دعوته ، أو أن يدفع عنه من السوء مثلها ، أو أن يدخرها له يوم القيامة ، وليكن بدء الدعاء بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، ويختم بمثل ذلك فإن الله (عز وجل) أكرم من أن يقبل الصلاتين ويرد ما بينهما والإجابة من الله تعالى .