*:*الأخبارأخبار الأوقاف2
ملخص الحلقة رقم (16) بعنوان (رمضان شهر الأمل) لوزير الأوقاف من برنامج : ” في رحاب الروضة النبوية ”
شهر رمضان شهر عظيم مفعم بالأمل ، فيه الحسنات مضاعفة ، وفيه تفتح أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النيران ، فحق لباغي الخير أن يقبل ، ويشمر عن ساعد الجد والعمل ، وحق لباغي الشر أن يقصر.
هذا وقد أمن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) على دعاء جبريل (عليه السلام ) إذ قال : “منْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَمَاتَ ، فَدَخَلَ النَّارَ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْ : آمِينَ” فقال : آمِينَ “.
وزرع الإسلام الأمل في نفوس الناس ، من خلال قصص القرآن الكريم ، فإبراهيم (عليه السلام) جاءته الملائكة فبشرته بالولد، بعد أن بلغ من الكبر عتيا ، قال الله (عزوجل) :” قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ، قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ ، قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ” ، وقال تعالى:”وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ” ، وسيدنا زكريا (عليه السلام) تقدم به السن ، وضعفت قواه ، ووهن عظمه ، وكانت امرأته عاقرا ، فلم ييأس ودعا ربه : ” قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ” .
وهنا لفتة بلاغية في قوله ” اشتعل الرأس شيبا ” فهناك فرق بين ” واشتعل الرأس شيبا ” , واشتعل شيب الرأس ، فعندما تقول اشتعلت النار في البيت فقد تكون اشتعلت في بعض أركانه أما حينما تقول اشتعل البيت نارا فيكون قد ألمت به النار من جميع أركانه وجوانبه ونواحيه ،بما بعني أن سيدنا زكريا عليه السلام كان مفعما بالأمل في فضل الله تعالى .
ومن خلال قصة سيدنا زكريا (عليه السلام) ندرك كيف عالج القرآن أسبابا في ظاهرها توميء إلى اليأس لكن في باطنها الفرج والأمل ، فقد سمع ربه نداءه، واستجاب دعاءه ، وبشره بيحيي ( عليه السلام) لم يجعل له من قبل سميا.