ملخص الحلقة رقم (15) بعنوان ” (حديث القرآن عن النبي (صلى الله عليه وسلم ” لوزير الأوقاف من برنامج : ” في رحاب الروضة النبوية ”
حديث اليوم حديث خاص بل شديد الخصوصية ؛ لأنه عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، والحديث عنه له على النفس تأثير محبب ؛ تسيل منه دموع العارفين ، وتعشقه قلوب المحبين ، أكرمه ربه بعظيم الخلال ، وجميل الصفات ، وأكرمه ربه في مخاطبته وندائه في القرآن الكريم , فنادى رب العزة (سبحانه وتعالى) سائر الأنبياء بأسمائهم فقال: “يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ” , وقال: “يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ” , وقال: “يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا”, وقال: ” يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى” , وقال: ” يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى” , وقال: “يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ” , وقال: ” يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ”, وخاطبه (صلى الله عليه وسلم) خطابًا مقرونًا بشرف الرسالة أو النبوة , أو صفة إكرام وتفضل وملاطفة , فقال تعالى : ” يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ” , “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا”، ” يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ” ، “يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ” ، بل قرن الله (تعالى) اسم النبي (صلى الله عليه وسلم) باسمه في كل أذان وإقامة ، فلا يقول المؤذن أو المقيم أشهد أن لا إله إلا الله ، إلا ويقول أشهد أن محمدًا رسول الله .
وقد أرسله الله (عز وجل) رحمة للعالمين , فقال سبحانه : ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ” , بل تجاوزت رحمة الرسول (صلى الله عليه وسلم) الإنسان حتى شملت الحيوان ؛ فقد حث صاحب الجمل على الرفق به ، و عدم تحميله فوق طاقته .
لقد كان منهج النبي (صلى الله عليه وسلم ) واضحًا في هذا المقام ، ودائمًا ما يقول (صلى الله عليه وسلم) : “الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” ، و الرحمة لا تنزع إلا من شقي .