*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) في الليلة الثالثة عشرة على التوالي

أ.د/ محمد سالم أبو عاصي:

رمضان شهر غذاء الأرواح

ويؤكد:

من المقاصد العامة للقرآن الكريم عبادة الله (تعالى) وعمارة الكون وتزكية النفس

د/ نوح العيسوي :

كل الشكر والتقدير لوزير الأوقاف

لإتاحة الفرصة لشباب الوزارة للمشاركة في هذا الملتقى الفكري العظيم

ويؤكد:

فهم النص القرآني فهما صحيحا يترك أثرا واضحا على الفرد والمجتمع

والقرآن الكريم كتاب هداية للخلق أجمعين

ومن مقاصده الدعوة إلى العمل الصالح لعمارة الكون

في إطار نشر الفكر الوسطي المستنير ، والتبصير بقضايا الدين والمجتمع ، وطرح مزيد من الثقافة الإسلامية والتنويرية التي تسهم في بناء الإنسان والوعي المجتمعي ، وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية ، نظمت وزارة الأوقاف يوم الاثنين 15 رمضان 1440هـ الموافق 20/ 5/ 2019م عقب صلاة العشاء والتراويح لقاءً علميًّا بعنوان : ”أهمية فهم المقاصد العامة للقرآن الكريم ” وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضى الله عنه) ، حاضر فيه كل من : أ.د/ محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات العليا السابق ، و د/ نوح العيسوي وكيل الوزارة لشئون المساجد والقران الكريم , بحضور فضيلة الدكتور / خالد صلاح الدين وكيل مديرية أوقاف القاهرة ، والدكتور / هشام عبد العزيز مدير عام شئون القرآن بالوزارة ، و د / محمد عزت محمد منسق عام الملتقى , وعدد من قيادات الوزارة والسادة الأئمة والدعاة , ولفيف من السادة الإعلاميين والصحفيين ، وجمع غفير من الجمهور رجالًا ونساءً ، شبابًا وشيوخًا حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم والتبصير بشأن دنياهم ، وقدم للملتقى الإعلامي أ/ عمرو أحمد المذيع بقناة النيل الثقافية .

وفي بداية كلمته وجه أ.د/ محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات العليا السابق الشكر لوزارة الأوقاف على تنظيمها هذه الدورات العلمية المفيدة , لا سيما اختيارها عنوان هذا اللقاء , مبينًا أن الإنسان مخلوق لخالقٍ , وهذه حقيقة أقرت بها الرسالات السماوية , وقد ميز الخالق المخلوق بصفات عديدة , فأمده بالعقل وما ينتج عنه من المعارف , والعلوم , كما أمده بالإرادة , والقدرة , والمشيئة ؛ ليقوم بالوظيفة التي عجز عنها غيره من المخلوقات.

كما أكد فضيلته أن كل هذا نابع من أن الإنسان لا يملك حياته , ولا مماته , ولا صحته , ولا عافيته فلزم أن  يكون عبدًا لخالقه , فقد تجد إنسانًا متوقد الذهن في بداية حياته ثم تضعف ذاكرته في خريف العمر , وقد تجد إنسانًا صحيحًا قويًّا ثم في خريف العمر تنكسر قواه , مما يترتب عليه أنه عبد لله (تعالى) , وكلفه الله (عز وجل) بعبادته وهى وظيفة اختصه الله بها اختيارًا , بخلاف بعض المخلوقات التي نزع منها فضيلة الاختيار , قال تعالى:” أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ”.

كما بين فضيلته أن الله تعالى أنزل القرآن على نبيه محمدٍ (صلى الله عليه وسلم) ليحقق مقاصد عامة ، منها : مقصد عبادة الله , ومقصد عمارة الكون , ومقصد تزكية النفس, وكل ذلك نابع من تكريم الله تعالى لبني آدم , فلم يتركهم سدى , ولم يخلقهم عبثًا , قال تعالى: ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” .

وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن شهر رمضان شهر غذاء الأرواح , يشعر فيه كثير من الناس بانتعاش الروح ؛ فالإنسان مركب من جسد وروح ، والجسد من التراب ، والروح من عند الله تعالى , والقرآن غذاؤها ؛ لذلك سمي رمضان بشهر القرآن.

وفي بداية كلمته أعرب فضيلة الدكتور/ نوح عبد الحليم العيسوي عن شكره لمعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة راعي هذا الصرح العلمي الشامخ , والذي فتح المجال أمام شباب الوزارة للمشاركة في هذا الملتقى الفكري العظيم , الذي هو كنز من كنوز المعرفة ؛ لنشر الفكر الوسطي المستنير , وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، موضحًا فضيلته أن القرآن كتاب الله (عز وجل) المنزل على قلب الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) , المنقول إلينا تواترًا , المتعبد بتلاوته , المتحدى بأقصر سورة منه, فهو أصل الدين ، ومنبع التشريع , ومنه تنبثق علوم الدنيا والدين , وقد تكفل الله (تعالى) بحفظه , وصانه من التحريف والتبديل ، فقال تعالى:” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” , من قال به صدق ، ومن حكم به عدل , لا يشبع منه العلماء , وهو جلاء القلوب , ومأدبة الله في أرضه.

كما بين فضيلته أن فهم النص القرآني فهما صحيحا يترك أثرا واضحا على الفرد والمجتمع ، مشيرا إلى أن هناك من يقفون عند ظواهر النصوص لا يتجاوزون الظاهر الحرفي لها إلى فهم مقاصدها ومراميها ، فيقعون في العنت والمشقة على أنفسهم وعلى من يحاولون حملهم على هذا الفهم المتحجر ، دون أن يقفوا على فهم مقاصد النص القرآني ، بما يحمله من وجوه الحكمة واليسر ، وإذا أحسنا فهمه وعرضه على الناس لغيرنا تلك الصورة السلبية التي سببتها التفسيرات الخاطئة للجماعات الإرهابية والمتطرفة والمتشددة .

كما بين فضيلته أن الله تعالى أنزل القرآن لمقاصد سامية , وأهداف جليلة , وغايات كثيرة , منها : أنه كتاب هداية للخلق أجمعين , يهدي الله به الناس إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، قال تعالى:” إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ” , وأنه كتاب معجز للخلق كافة ليكون آية صدق على رسالة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، مبينا أن التحدي به جاء على مراحل ثلاث: تحداهم أن يأتوا بمثله فعجزوا ، قال تعالى : ” أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ , فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ”, كما تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا قال تعالى : “أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ”  كما تحداهم بسورة واحدة من مثله فعجزوا , قال تعالى :” أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ”.

وفي ذات السياق بين فضيلته أن من المقاصد العامة للقرآن الكريم الدعوة إلى العمل الصالح لعمارة الكون , قال تعالى:” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” , موضحا أن القرآن الكريم قد ربط العمل الصالح بالإيمان في آيات كثيرة في القرآن , بحيث لا ينفك أحدهما عن الآخر ، ومن ثم فإننا لن نستطيع أن نستلهم هدايات القرآن الكريم إلا بفهم مقاصده ، وتدبر آياته .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى