ملخص الحلقة رقم (14) بعنوان “رمضان شهر العمل لا البطالة والكسل ” لوزير الأوقاف من برنامج : ” في رحاب الروضة النبوية ”
بعض الناس ينظرون إلى شهر رمضان نظرة خاطئة , على أنه شهر نسك فحسب ، فربما عطلوا أعمالهم أو قصروا فيها ، وربما رأينا من يقول سنتفرغ للعبادة في هذا الشهر الكريم , لكن الإسلام دين العبادة والعمل والإتقان فيه , لا يعرف البطالة ولا الكسل لا في رمضان ولا في غيره من الشهور , خاصة أننا مطالبون بأن نكون أقوياء في مجتمعاتنا ودولنا , فقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : ” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف” فلم يحدد الرسول (صلى الله عليه وسلم) جانبًا واحدًا من القوة بل أراده قويًا في كل شيء , وبما أن الاقتصاد هو أحد أهم المحركات للمجتمعات والأمم ؛ فلا بد من العمل والإبداع والإنتاج , والأنبياء كانوا يأكلون من عمل أيديهم ؛ فقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : “ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود (عليه السلام) كان يأكل من عمل يده” , وخص الرسول (صلى الله عليه وسلم) نبي الله داود بالذكر دون سائر الأنبياء ؛ لأن الله جمع له بين الملك والنبوة , وهذا يؤكد أنه لم يكن يعمل للحاجة بل لشرف عمل اليد , فالعمل في حد ذاته شرف , ويد العامل يحبها الله ورسوله , بل إن الكد في العمل يكفر ذنوبًا لا يكفرها الصيام ولا الصلاة , وهذا لا يتعارض مع العبادة في رمضان فديننا دين التوازن بين العبادة والعمل لا دين البطالة والكسل.
ولهذا نؤكد أن الإسلام يأمرنا بتوسيع نظرتنا إلى العمل الذي يمتد أثره ونفعه إلى الآخرين , وكذلك يأمرنا بالعمل والإتقان فيه وتجويده , ومن ثم نريد أن يعود شعار صنع في مصر من جديد بارزا قويا ؛ لأن ديننا دين الإتقان , وحضارتنا حضارة إتقان وإبدع , وبالعمل ترقى وتزدهر الأمم.