ملخص الحلقة رقم (13) بعنوان ( من علامات قبول الطاعة ) لوزير الأوقاف من برنامج : ” في رحاب الروضة النبوية ”
الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب وشهوة الفرج ؛ وإنما هو أعمق من ذلك بكثير ، وقد قال العلماء إن الصيام على ثلاث درجات : صوم العوام ، وصوم الخواص ، وصوم خواص الخواص.
أما صوم العوام : فهو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر حتى غروب الشمس .
وأما صوم الخواص : فهو إمساك عن شهوتي البطن والفرج ، والجوارح كلها ، فلا تنظر العين إلى ما حرم الله سبحانه ، ولا تستمع الأذن إلى ما حرم الله تعالى ، ولا ينطق اللسان بما حرم الله (عز وجل) ، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة” ، وقال (صلى الله عليه وسلم) أيضًا :” اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم”.
وصوم خواص الخواص: هو النوع الأسمى من الصيام ، وهو حفظ القلب عن الالتفات لغير الله تعالى، وعدم التعلق بالشواغل الدنيوية، وإخلاص الأمر كله لله تعالى.
وقد قال العلماء إن من علامات قبول الطاعة: حالة من التغير السلوكي بعد الصيام، فيعيش الإنسان في حالة طيبة من السلوكيات الفاضلة ، تحقق لديه الغاية من الصيام وهي التقوى، والعلامة الثانية: حب الطاعة والمداومة عليها، فالمؤمن قلبه مرتبط بشكل دائم بالطاعة ، ومتعلق بالله تعالى ، فأحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن كان قليلا.
وعليه فالصيام النافع هو الذي يعصم الإنسان من السلوكيات الخاطئة، والابتعاد عن الحرام، والغش أيا كان هذا الغش في الدواء أو الطعام أو الشراب، أو في أي نوع من أنواع المعاملات، ويعصمه كذلك عن الخوض في أعراض الناس، وبهذا يكون الإنسان صاحب حياة مستقيمة وطاعة صحيحة.