*:*الأخبارأخبار الأوقاف2
ملخص الحلقة رقم (12) بعنوان ( تأملات في قصة موسى والخضر (عليهما السلام) ) لوزير الأوقاف من برنامج : ” في رحاب الروضة النبوية ”
لقد أدرك نبي الله موسى (عليه السلام) قيمة العلم ، ولهذا سعى لطلب العلم من العبد الصالح الخضر (عليه السلام) ، لأن العلم النافع يكون سبيلا للرشاد والرحمة والإنسانية ، وهو العلم الذي نبحث عنه ، لا العلم الذي يؤدي إلى العنف والقتل وسفك الدماء ،كما تدعيه هذه الجماعات المتطرفة ، وعلى الإنسان أن يجتهد في طلب العلم قدر طاقته .
ومن هذه القصة نتعلم أيضًا حسن معاملة الخادم ، والصاحب ، والأجير ، من خلال معاملة سيدنا موسى عليه السلام مع فتاه حين نسي ما كلّف به من أمر مراقبة شأن الحوت ، فلم يلق من سيدنا موسى تعنيفا أو تأنيبا إنما لقي منه عليه السلام ما يليق بأخلاق الأنبياء والمرسلين ، قال ( صلى الله عليه وسلم) : ” إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللّه تحْتَ أيْدِيكُمْ ، فَمَنْ كَانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مما يأكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِما يَلْبَسُ ، ولا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ فإنْ كلَّفْتموهم فأعِينُوهُمْ “، فهذه أخلاق الإسلام مع الضعفاء ، فمن نعم الله أن رفع بعض الناس فوق بعض درجات ، فليشكر الله من من الله عليه بهذه النعمة ، وشكرها أن نحسن إلى من هو دوننا ويقوم على خدمتنا ، وليحذر الإنسان من تبدل الأحوال ، لأن الأمر كله بيد من يقول للشيء كن فيكون ، وهو قادر على تبديل الأحوال ، يقول الحق تعالى :” وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ” .
وعلينا أن نرضى بما قسم الله لنا ؛ لأن الأمر كله بيد الله ، قال تعالى : ” وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” ، وقال ( صلى الله عليه وسلم) : ” عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ”.