الأوقاف : بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مولانا الإمام الحسين(رضى الله عنه)في الليلة العاشرة على التوالي
أ.د / عبد الله النجار:
وثيقة المدينة ترسخ مبدأ التواصل الإنساني بين بني البشر جميعًا
مقاصد العبادات ذات طابع إنساني يشمل الإنسانية كلها
الدكتور / السيد عبد الباري:
رسالة الإسلام ربانية من حيث المصدر والغاية ، وإنسانية من حيث طبيعتها
في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير , والتوعية بقضايا الدين والمجتمع , وغرس القيم النبيلة والأخلاق الطيبة ، وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية ، نظمت وزارة الأوقاف يوم الجمعة 12 رمضان 1440هــ الموافق 17 / 5 / 2019م لقاءً علميًّا بعنوان : ” الجوانب الإنسانية في الرسالة المحمدية ” وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي ، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة ، حاضر فيه كل من : أ.د / عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية , وفضيلة الدكتور / السيد حسين عبد الباري رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة ، بحضور عدد من قيادات الوزارة ، ود/محمد عزت منسق الملتقى ، وبعض من السادة الأئمة وجمع غفير من الجمهور ، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وأسيوية ، وأدار اللقاء الإعلامي أ / عمر حرب المذيع بالتليفزيون المصري.
وفي كلمته أكد الدكتور /عبد الله النجار أن الله (عز وجل) اختص رسالة الإسلام وجعلها مبنية على الرحمة ، قال تعالى :” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ” موضحًا أن الله ( عز وجل) جعل رسالة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) شاملة للإنسانية كلها ورحمته (صلى الله عليه وسلم) تعم الإنسانية كلها ، وتشمل كل الناس بغض النظر عن الدين والجنس والعرق ، مشيرًا إلى أن رسالة الإسلام تبعد بالإنسان عن العنف والظلم والتفرقة بين إنسان وآخر ، فهم أمام الله (عز وجل) سواء ، لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ، قال تعالى :” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خبير ” ، مبينًا أن وثيقة المدينة والتي حررها النبي ( صلى الله عليه وسلم) بعد الهجرة إلى المدينة ترسخ لمبدأ التواصل الإنساني بين بني البشر جميعًا ، بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية ، فقد جعلهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم) مع المسلمين أمة واحدة يدافعون عن المدينة وقت الخطر.
وفي ختام كلمته أكد سيادته أن مقاصد العبادات ذات طابع إنساني يشمل الإنسانية كلها ، ولا يقتصر على المسلمين فقط ، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال تعالى :”إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ” ، مشيرًا إلى أن المستفيد من نظافة المجتمع من الفحش والمنكر الناس جميعًا وهو المقصد من الصلاة ، وكذلك الحج وسائر العبادات .
وفي كلمته أكد الدكتور/ السيد حسين عبد الباري رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة أن رسالة الإسلام تمتاز بالنزعة الإنسانية ، وتسعى لسمو ورقي ومصلحة الإنسان في العاجل والآجل ، مشيرًا إلى أنها رسالة ربانية من حيث المصدر والغاية ، وإنسانية من حيث طبيعتها ، مبينا أن الخمس آيات الأول من سورة العلق ذكر فيها الإنسان مرتين قال تعالى : ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ” ، كما أوضح فضيلته أن الفقه الإسلامي قد تحدث في ربعه عن العبادات ليكون بمثابة العون والمدد للإنسانية في مواجهة أعباء الحياة ، قال تعالى:” وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ” ، وفي ثلاثة أرباعه عن المعاملات والجنايات ، وكل ما يخص الإنسان ، كما أشار فضيلته إلى أن الحلال في الشريعة حلال على الجميع ، والحرام حرام على الجميع وهو ما ينتج ثمرة المساواة.