ملخص الحلقة رقم (10) بعنوان ( رمضان شهر الإيثار ) لوزير الأوقاف من برنامج : ” في رحاب الروضة النبوية ”
خلق الله تعالى الكون بمقدار وحكمة ، واقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يمتحن بعض الناس بالغنى ، ويبتلي بعضهم بالفقر ، فقد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ، ويبتلي الله بعض القوم بالنعم ؛ ليُعلم مدى شكر الغني وصبر الفقير.
وكما افترض الإسلام الصلاة افترض الزكاة ، فمن لم يؤد زكاة ماله كان كالذي لم يُصَلِّ سواءً بسواء ، وقد جاء الوعيد الشديد في القرآن الكريم لمن لم يخرج صدقة ماله ، حيث توعدهم الله تعالى بكي جباههم ، وجنوبهم ، وظهورهم ، جزاءً وفاقًا لما بخلو به على الفقراء ، والمساكين ، والمحتاجين ، فجزاؤهم من جنس عملهم ، كما بين القرآن الكريم أن عدم إطعام المسكين سبب في دخول سقر :” ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ”، فشتان بين هذا وبين من أخرج من ماله وتصدق ، وأطعم الطعام ، فلهم الجزاء الأوفى ، والأجر الأعظم عند الله (عز وجل) ، “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا ” ، كما أن البركة تحل بالمال إذا أنفق وتصدق ، فيبارك الله تعالى في ماله ويزيد .
ومن هنا نوقن أن الخير الذي يصنعه الإنسان لا يضيع ، بل يجده المتصدق في ماله ، وأحفاده ، ومن أنفق من فضل الله أنفق الله عليه.