بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مولانا الإمام الحسين (رضى الله عنه) في الليلة السادسة على التوالي
الشيخ / جابر طايع :
سلامة القلب أدعى لإجابة الدعاء
ورمضان فرصة طيبة للتقرب إلى الله
الشيخ / خالد الجندي :
الدعاء يكون بعد العمل والأخذ بالأسباب
في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير , والتوعية بقضايا الدين والمجتمع , وغرس القيم والأخلاق ، وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية ، نظمت وزارة الأوقاف يوم الاثنين 8 رمضان 1440هــ الموافق 13/5/2019م لقاء علميا بعنوان : ” أسباب قبول الدعاء” وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي ، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مولانا الإمام الحسين (رضى الله عنه) بالقاهرة ، حاضر فيه كل من: فضيلة الشيخ / جابر طايع وكيل أول الوزارة رئيس القطاع الديني ، وفضيلة الشيخ / خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، بحضور عدد من قيادات الوزارة ، وبعض من السادة الأئمة , وجمع غفير من الجمهور ، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وآسيوية ، وأدار اللقاء الإعلامي أ / أحمد يوسف المذيع بالتليفزيون المصري.
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ/ جابر طايع رئيس القطاع الديني أن من أهم أسباب استجابة الدعاء الإخلاص لله سبحانه ، قال تعالى:” فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ” ، مشيرًا إلى أن الدعاء هو مخ العبادة ، قال تعالى:” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” .
كما أوضح فضيلته ضرورة أن يهتم الإنسان بعمله وماله الذي يقتات به ؛ لأن الله عز وجل لا يستجيب لعبد مأكله حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، كما في حديث سيدنا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) عندما طلب من النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يكون مستجاب الدعوة ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : ” يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ ” .
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن الدعاء الذي يخرج من قلب سليم بما أثر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) هو الأقرب إلى الإجابة والقبول ، قال تعالى : ” إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” ، وأن شهر رمضان فرصة طيبة لسلامة القلب ونقاء الصدر.
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ/ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الدعاء يكون بعد العمل والأخذ بالأسباب ، فالإنسان الذي لا يعمل ولا ينتج لن يكون مستجاب الدعوة ، وقد قال رجل للنبي (صلى الله عليه وسلم) : ” يا رسول الله أترك ناقتي وأتوكل أو أعقلها وأتوكل؟ قال: بل اعقلها وتوكل” .
كما أكد فضيلته أن التعدي على المال العام ، وأكل الحرام ، وأكل أموال الناس بالباطل خاصة اليتامى منهم من أسباب عدم استجابة الدعاء ، قال تعالى : ” إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا” .
كما أشار فضيلته إلى أن من جملة أسباب عدم إجابة الدعاء أن لا يؤدي الرجل مؤخر الصداق لزوجته ؛ لأن الله تعالى يقول:” وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا” ، وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن الإخلاص وإتقان العمل من لوازم الإيمان ، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) :” إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ ” ، وأن الإهمال والكسل إضعاف للدول وضياع للحضارات.