بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مولانا الإمام الحسين (رضى الله عنه) في الليلة الخامسة على التوالي
أ.د/ عمر حمروش :
الشكر لوزير الأوقاف لحرصه الدائم على محاربة الفكر المتطرف
لأن بناء العقول يحتاج إلى فكر جديد يعبر عن المنهج الوسطي
ويؤكد :
أمانة الكلمة جهاد لا يقل عن جهاد النفس والمال
والكلمة الصادقة يمتد أثرها بعد وفاة الإنسان
الشيخ / يسري عزام :
تُبنى الأوطان بكلمة وتُهدم بأخرى
والخوض في أعراض الناس من الموبقات
في إطار رسالة وزارة الأوقاف التثقيفية والدعوية والتنويرية في نشر الفكر الوسطي المستنير , والتوعية بقضايا الدين والمجتمع ، وغرس القيم والأخلاق ، وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية التي تمس الواقع المعيش ، نظمت وزارة الأوقاف الأحد 7 رمضان 1440هــ الموافق 12 / 5 / 2019م لقاءً علميا بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مسجد سيدنا الإمام الحسين (رضي الله عنه) بعنوان : ” قيمة الكلمة وخطورتها في الإسلام” ، حاضر فيه كل من: أ.د/ عمر حمروش الأستاذ بجامعة الأزهر وأمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب ، وفضيلة الشيخ / يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين بالقاهرة ، وذلك بحضور عدد من قيادات الوزارة ، وبعض من السادة الأئمة , وجمع غفير من الجمهور رجالًا ونساءً , شبابًا وشيوخًا ، وبعضًا من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وآسيوية حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم والتبصير بشأن دنياهم ، وأدار الندوة الإعلامي أ / عمر حرب المذيع بالتليفزيون المصري ، والذي أوضح أن موضوع اللقاء له أهمية بالغة ، واختياره يعبر عن التعايش مع قضية مجتمعية مهمة.
وفي كلمته وجه أ.د/ عمرو حمروش أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب الشكر للسيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي بوعيه فوت الفرصة على أعداء الوطن ، فلم يسقط المجتمع في نار الفوضى ، مؤكدا أن مصر تبوأت مكانة عالية في عهده بفضل أمانة الكلمة من القيادة السياسية الحكيمة ، كما ثمَّن سيادته جهود معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة الذي يحرص منذ أن تولى منصبه على محاربة الفكر المتطرف ، إيمانًا منه بأن بناء العقول يحتاج إلى فكر جديد ومنهج قويم ، مثمنًا جهوده في نشر الإسلام الوسطي المستنير في ثوب جديد ، وفق ضوابط شرعية وثوابت إيمانية تعبر عن منهج الإسلام الصحيح.
كما أكد سيادته أن المسلم لابد أن يلتزم بأمانة الكلمة التي تؤثر سلبا أو إيجابا على الفرد والمجتمع ، موضحا أن الكلمة الصادقة يمتد أثرها بعد وفاة الإنسان ، فكم من أناس بقيت كلماتهم سراجًا منيرًا بعد وفاتهم يضيئ الطريق للسالكين ، وأن مسئولية الكلمة عند العلماء تعني الالتزام بالمنهج الأسمى في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالحسنى ، كما قال تعالى : ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” .
وفي ختام كلمته أكد سيادته أن جهاد الكلمة لا يقل عن جهاد النفس والمال ؛ لأن الكلمة الصادقة قد تصلح فاسدا أو تبني أمة ، والكلمة الكاذبة قد تهوي بصاحبها إلى دركات من الجهل والتخريب.
وفي كلمته أكد الشيخ/ يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين بالقاهرة أن الإنسان ميزه الله تعالى عن سائرِ المخلوقات بنعمة اللسان ، وبه تفضّل عليهم قال الله جل وعلا: {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ}، وقال تعالى: {الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ. خَلَقَ الْأِنْسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}
كما أوضح فضيلته أن اللسان وسيلة التعارف بين الناس ، وعن طريقه يتعلم الناس العلوم الشرعية والدنيوية ، وعن طريق اللسان يُعرف الحق من الباطل، والصحيح من الخطأ ، والصدق من الكذب ، والأمانة من الخيانة ، وباللسان يؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر ، وباللسان يعرف المؤمن من المنافق ، والبر من الفاجر ، والتقي من الشقي، وباللسان يبلغ الفرد المنازل العالية في قلوب الخلق ، وباللسان يبلغ العبد الدرجات العلى عند الله تعالى ، وبه يسقط في دركات النار وسخط الله عز وجل، قال (صلى الله عليه وسلم) : «إنّ العبدَ ليتكلّم بالكلمة من سخَط الله، ما يظنّ أن تبلغَ ما بلغت، يهوي بها في النارِ أبعدَ مما بين المشرِق والمغرب ، وإنّ العبدَ ليتكلّم بالكلمة من رضوانِ الله، ما يظنّ أن تبلغَ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانَه إلى يوم يَلقاه» .
كما أوضح فضيلته أن الخوض في أعراض الناس بالغيبة والنميمة من الموبقات ، وينبغي أن لا يتقول الإنسان كلمة تؤذي الآخرين لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلَمَ الناس مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ » ويكفي أنه بكلمة تبنى الأوطان وبكلمة تهدم الأوطان .
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أنه ينبغي على الإنسان أن يستعمل اللسان في الخير، وفيما يقربه من الله سبحانه وتعالى القائل: ” لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ ٱبْتَغَاء مَرْضَتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ” ، وأن من شغل نفسه بالله تعالى ابتعد عما يشغله عن الله.