وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة بمسجد السيدة زينب ( رضي الله عنها) بالقاهرة رمضان شهر العتق من النار
فتح الله فيه باب الرحمة والرجاء واسعا
حتى لا ييأس أحد من رحمة الله ( عز وجل )
في إطار الدور التثقيفي والتنويري الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والتوعية بقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وغرس القيم الإيمانية الصحيحة ، ألقى معالي وزير الأوقاف أ.د / محمد مختار جمعة اليوم الجمعة 5 رمضان 1440 هــ الموافق 10 / 5 / 2019 م خطبة الجمعة بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة ، تحت عنوان : ” رمضان شهر العتق من النار ” .
وفي بداية الخطبة أكد معاليه أن رمضان شهر العتق من النار ، فتح الله فيه باب الرحمة والرجاء واسعا حتى لا ييأس أحد من رحمة الله عز وجل ، وفي ذلك يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة” ، مشيرًا إلى أن هناك أمورًا لو حافظ عليها الإنسان لكانت سببًا في العتق من النيران ، منها : المحافظة على الصلاة ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” لن يَلِجَ النارَ أحدٌ صَلَّى قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غروبها” ، ومنها : الدفاع عن الأوطان ، والرباط عند حدودها وثغورها ، فعن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : ” عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سبيل الله” .
كما أوضح معاليه أن الله (عز وجل) جعل ثواب من يقول لا إله إلا الله موقنا بها ألا تمسه النار ، كما يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ) : ” إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّه ” ، وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لمعاذ (رضي الله عنه) : ” مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ” .
وأشار معاليه إلى ضرورة إحسان الظن بالله (عز وجل) ، وعدم تقنيط الناس من رحمة الله (عز وجل) ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : ” يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلا ، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ , ثُمَّ يَقُولُ لَهُ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) : أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ فَيَقُولُ : لا يَا رَبِّ , فَيَقُولُ (عَزَّ وَجَلَّ) : أَلَكَ عُذْرٌ أَوْ حَسَنَةٌ ؟ فَيَهَابُ الرَّجُلُ , فَيَقُولُ : لا يَا رَبِّ , فَيَقُولُ (عَزَّ وَجَلَّ) : بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدِي حَسَنَاتٍ , وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ . فَيُخْرِجُ لَهُ بِطَاقَةً فِيهَا : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , فَيَقُولُ : يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ ؟ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّكَ لا تُظْلَمُ , قَالَ : فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ , فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ ” .