ملخص الحلقة رقم (3) بعنوان (مقام العبودية ) لوزير الأوقاف من برنامج: “في رحاب الروضة النبوية”
العبودية هي صفة الأنبياء والمرسلين، قال تعالى:” وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ”، وقال :” وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ “، وقال عن سيدنا زكريا (عليه السلام) :” ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا”، وحينما تحدث عن نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) قال: ” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا” ، وقال :” فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى” ولقد جاءت أوصاف عباد الرحمن في قوله تعالى:” وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا”، فأول صفة من صفات عباد الرحمن التواضع ، والاستكبار صفة من صفات إبليس، وأما الصفة الثانية فهي مقابلة السيئة بالحسنة “وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا”،ومن صفات عباد الرحمن :” وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ” فلا يمكن لعبد من عباد الله أن يكون قاتلا بغير الحق، وقد بين القرآن الكريم أنه:” مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” فالإحياء الحقيقي لا يكون إلا لله (عز وجل) ، وأما في الآية فهي أمر مجازي ، والمعنى : من حافظ على حياتها ، ودفع عنها الأذى وسبل الهلاك ، سواء بكف شر الإرهاب والإرهابيين عنها ، أو بتوفير ما يؤدي إلى استمرار حياتها مما ليس منه بد من ضرورات الحياة ، فكأنما حافظ على حياة الناس جميعا , وبذلك يكون وفق منطوق الآية الكريمة ”فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا “.
وختامًا كان التواضع والحب والألفة ومقابلة السيئة بالحسنة من أهم صفات المؤمنين , كما أن الحفاظ على حياة الناس وكف الأذى عنهم هو حياة للناس جميعا.