خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد (التوفيق) بحلوان
د/ خالد صلاح وكيل مديرية أوقاف القاهرة:
شهر الصوم ميدان للتنافس في الخيرات ، والاستباق إلى الطاعات
والمنافسة على الباقيات الصالحات من الأصول الثابتة في القرآن الكريم
الشيخ/ سعيد صبري مدير إدارة أوقاف حلوان:
التوبة واجبة على كل مؤمن ، وهي من أسباب الفلاح
الشيخ / عصمت عبد المجيد إمام المسجد:
ذِكْر الله من ضرورات استقامة الحياة ، وهو خير الأعمال وأزكاها
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة وبالتعاون مع صحيفة عقيدتي , أقيمت السبت 4 / 5 / 2019م ندوة علمية كبرى بعنوان : ” استقبال الشهر الكريم ” بمسجد “التوفيق” بمدينة حلوان محافظة القاهرة ، وحاضر فيها كل من : د/ خالد صلاح وكيل مديرية أوقاف القاهرة , والشيخ/ سعيد صبري مدير إدارة أوقاف حلوان , والشيخ / عصمت عبد المجيد إمام مسجد التوفيق بحلوان , وأدار الندوة الأستاذ / إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي الذي هنأ المسلمين بقرب حلول شهر رمضان المبارك.
وفي بداية كلمته قدم د/ خالد صلاح وكيل مديرية أوقاف القاهرة الشكر لمعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على جهوده في الدعوة وإقامته لمثل هذه الندوات التثقيفية المهمة ، وأكد أن شهر رمضان تعظم فيه الخيرات ، وتكثر فيه الحسنات، وتتنزل فيه الرحمات، وتفتح فيه أبواب الجنان ، وتغلق فيه أبواب النار ، لهذا ينبغي أن نعد لهذا الشهر عدته، والسعيد من قضى أوقاته في طاعة الله تعالى، موضحًا أن الاستباق إلى الخيرات ، والمنافسة على الباقيات الصالحات أصل من الأصول الثابتة في القرآن الكريم ، قال الله تعالى: “وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ” ؛ ولذلك أمرنا الله (عز وجل) أن نسارع إلى مغفرته وجنته، ولا يكون ذلك إلا بالمسارعة في الأعمال الصالحة قال تعالى: ” وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ” .
كما أكد فضيلته أن أهل الإيمان والتقوى في جهاد دائم مستمر ؛ لأنهم يجاهدون نفوسًا أمارة بالسوء ، ويجاهدون زهرة الدنيا وزينتها ، ويجاهدون شياطين الجن والأنس ، فكان جهادهم هذا من أعظم الأعمال وأجلها، وهو سبب توفيق الله تعالى وهدايته لهم، وتثبيته إياهم؛ فإنه سبحانه قد وعد بذلك في قوله : “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ “.
وفي ختام كلمته أشار إلى أن أعمارنا تمضي بنا سراعًا إلى قبورنا ونحن لا نشعر، ومواسم الخير تمر بنا كل عام ونحن كما نحن ، فلنحذر ذلك ولننتبه من غفلتنا، ولنستعد لشهر رمضان بما يليق به كونه موسمًا من مواسم الآخرة، وشهرًا من أشهر الله المباركة، فعسى أن نحظى بنفحة من نفحاته المباركة نسعد بها فلا نشقى بعدها أبدًا.
وفي كلمته أكد الشيخ/ سعيد صبري مدير إدارة أوقاف حلوان أنه لا بد لنا من استقبال هذا الشهر الكريم بالتوبة والإنابة إلى الله (عزوجل) لأن التوبة سبب القرب من الله تعالى لقوله عز وجل: ” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ” , موضحًا أن التوبة من أسباب السعادة والفلاح وقد فتح الله (عزوجل) لعباده باب التوبة والإنابة، وجعل سبيل ذلك مُيسّراً سهلاً لمن أراد، وقد تعهّد الله (عزّ وجلّ) بمغفرة ذنوب عباده التائبين، والعفو عمّا اقترفوا من معاصي وآثامٍ إذا تابوا إلى الله بصدقٍ، وفي هذا يقول المولى (جلّ وعلا):”وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمون ” .
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن التوبة التي يريدها الله (عزّ وجلّ) من عباده هي التّوبة النّصوح المكتملة الشروط والأركان ، وهي التي يكون فيها العبد صادقاً ومخلصاً فيها لله وحده، وهي بهذا تدفعه للعمل الصالح والقُربات، والأصل أنْ يرافقها تغيّراتٍ ملموسة في سلوكه وحياته نحو الأفضل تجاه علاقته بالله تعالى.
وفي كلمته أكد الشيخ/ عصمت عبد المجيد إمام مسجد التوفيق بحلوان أن الذكر من العبادات والأعمال الفاضلة في كل زمان ومكان، ويتأكد فضل هذه العبادة في شهر رمضان المبارك , ويعدّ ذكر الله تعالى من أبرز الأمور التي تدل على قرب العبد من ربه ومحبته له، وأمر الله تعالى عباده بذكره وجعله بابًا لرضاه، حيث قال في كتابه الكريم:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً “, فالذكر سكينةٌ للنفس وطمأنينةٌ للقلب، به تنفرج الكروب وتُحلّ العقد، ويؤدي إلى محبة الله عز وجل، وقد أعدَّ الله سبحانه وتعالى للذاكرين الله كثيرا والذاكرات مغفرةً وأجراً عظيماً؛ قال تعالى: “َالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا” ، موضحًا أن الذكر خير الأعمال, وأزكاها, فعن أبي الدَّرداء (رضي الله عنه) قال: قال النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم):” ألا أنبئكم بخير أعمالكم, وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إنفاق الذهب والورق, وخير لكم من أن تلقوا عدوكم, فتضربوا أعناقهم, ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى؛ قال: ذكر الله تعالى. فقال معاذ بن جبل (رضي الله عنه): ما شيء أنجى من عذاب مثل الذكر , وقوله (صلى الله عليه وسلم):” من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة “, ومن هنا فعلى العبد وهو يتقرب إلى ربه في هذا الشهر المبارك أن يرتبط بذكر الله تعالى.
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن ذِكْر الله من ضرورات استقامة الحياة ، ومن فوائد الذكر جلاء القلب من الهموم والأحزان ، وطمأنينة للنفس ، وجلب للسرور والسعادة ، واستقامة في السلوك ، وتحصين دائم للنفس من مخاطر وساوس الشيطان ؛ ولذلك علينا أن نغتنم ساعات الحياة بل دقائقها في الإكثار من ذكر الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتلاوة القرآن فإن الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا.