خلال افتتاح مسجد ” أحمد عرابي القديم ” بمحافظة الشرقية
وزير الأوقاف :
يجب ألا يكون بين الناس جائع أو مسكين
أو محتاج أو مكروب في الشهر الكريم
تخصيص مدرسة علمية وأخرى قرآنية
وملتقى فكري طوال شهر رمضان المبارك
لمسجد أحمد عرابي
بيوت الله كما شُيدت مبنى على العلماء أن يشيدوا ويزينوا
مساجد الله معنىً بالعلم والفهم الثاقب لأمور الدين
في إطار الدور التثقيفي والتنويري الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والتوعية بقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، والتبصير بالحضارة الإسلامية الراقية لتجديد الخطاب الديني ، ونشر مزيد من التعايش السلمي والفكر الوسطي المستنير ، وبالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام ، وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، نظمت وزارة الأوقاف اليوم الثلاثاء 25 من شعبان 1440 هــ الموافق 30 / 4 / 2019م حلقـــة من برنامــج ” ندوة للرأي ” تحت عنوان : “رمضان وعمارة المساجد” ، بمناسبة افتتاح مسجد ” أحمد عرابي القديم ” بقرية هرية رزنة مركز الزقازيق محافظة الشرقية ،حاضر فيها معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، بحضور السيد اللواء / سعيد عبد المعطي نائب محافظ الشرقية ، والسادة أعضاء مجلس النواب عن المحافظة ، وفضيلة الشيخ / زكريا الخطيب وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية ، وعدد من السادة الأئمة والدعاة ، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، وجمع كبير من المصلين حتى امتلأ المسجد عن آخره شيوخًا وشبابًا وأطفالاً رجالا ونساءً ، وسط ترحيب كبير واستقبال حافل من قيادات محافظة الشرقية ، وأهالي القرية الذين عبروا عن سعادتهم وفرحتهم العارمة بزيارة معالي وزير الأوقاف أ.د / محمد مختار جمعة مثمنين اهتمامه البالغ بعمارة بيوت الله (عز وجل ) ، ونشر الفكر الوسطي المستنير في كافة ربوع مصر وأرجاء العالم الإسلامي كله .
وأدار الندوة وقدم لها الإعلامي أ/ تامر عقل الذي أكد أن هذه أول مرة يخرج برنامج ” ندوة للرأي” من مدينة القاهرة الكبرى إلى الأقاليم الأخرى ، مثمنًا ومقدرًا قدوم معالي وزير الأوقاف لمحافظة الشرقية ، وجهوده في نشر روح الحوار والفكر التنويري بين فئات المجتمع ، ومعالجته للقضايا المهمة وبخاصة المتعلقة ببناء الإنسان ، والقيم الإنسانية سلوكيًّا وحضاريًّا ، وطرحه لمجموعة من العوامل التي تُثري الحوار الثقافي والإنساني.
وفي بداية كلمته أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أن أمة وشعبًا بهذا الإقبال على الله (عز وجل ) وبيوته حبًا وإعمارًا ، وحرصًا من القادرين وغيرهم على رفع بيوت الله هو شعب لم ولن يُضام أبدًا ، وهذا ما يدعو الجميع إلى الاطمئنان أن مصر ستظل قلب العروبة النابض بالإسلام ، وما يدل على ذلك على أرض الواقع أن ما تم من إحلال وتجديد وإنشاء وعمارة للمساجد في مصر في الآونة الأخيرة لم يحدث في أي دولة قط ، كما تستعد الوزارة أيضًا ــ زيادة على ذلك ــ لافتتاح 300 مسجدا تم إعمار معظمها على أيدي أهل الخير ممن يريدون التجارة والربح مع الله (عز وجل ) ، وفي هذا يقول الحق (سبحانه ) : ” فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ” .
وقد بين معاليه أننا مقبلون على شهر كريم ، وأمام الكل فرصة عظيمة للتزود من التقوى والعمل الصالح وغفران الذنوب، وأن ما في رمضان لايكون في غيره من الشهور من نفحات وعطايا ربانية للصائمين ، قال (صلى الله عليه وسلم ) : ” مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
وَمَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) .
وفي ذات السياق أكد معاليه أن شهر رمضان الكريم هو شهر البركات ، وشهر الرحمات ، وشهر النفحات ، وشهر الإنفاق ، وشهر البر والصلة ، وهو شهر الرحمة ، وشهر العتق من النار ، فطوبى لمن ذاق وعرف ، ففاز وظفر نقول : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، فيجب ألا يكون بيننا جائع أو مسكين أو محتاج أو مكروب ، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” ما ءامَنَ بِي مَنْ باتَ شَبْعانَ وجارُهُ إِلى جَنْبِهِ جائِعٌ وهُوَ يَعْلَمُ بِه” ، كما شدد معاليه على أن الفقراء أمانة في أعناق الأغنياء ، وفي الحديث القدسي : ” المال مالي والفقراء عيالي والأغنياء وكلائي فإن بخل وكلائي على عيالي أذقتهم وبالي ولا أبالي ” ، كما وجه معاليه بتخصيص مدرسة علمية ، وأخرى قرآنية ، وملتقى فكري طوال شهر رمضان المبارك يحاضر فيه اثنان من أفاضل علماء وزارة الأوقاف كل يوم بعد صلاة العصر لمسجد “أحمد عرابي القديم ” بقرية هرية رزنة ؛ ليؤدوا الرسالة معنى كما أداها أهل الفضل مبنى .
وفي ختام كلمته وجه معاليه الشكر للهيئة الوطنية للإعلام ممثلة في قناة النيل الثقافية لخروج هذا البرنامج ولأول مرة في هذا الثوب الجديد خارج القاهرة الكبرى إلى عواصم أقاليم مصر ، ولكل من أسهم في إقامة هذا الصرح مبديًا سعادته بمشاركة مئات الشباب ، وإقبالهم على بيوت الله تعالى .
وأن بيوت الله كما شيدت مبنى على العلماء أن يشيدوا ويزينوا مساجد الله معنى بالعلم والفهم الثاقب لأمور الدين ، كما ورد في حديث سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ ، وَانْتِحَالِ الْمُبْطِلِينَ ، وَتَأْوِيلِ الْجَاهِلِينَ ” .