خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد “الاستقامة بالجيزة”
الشيخ/ فايق محمدي أحمد :
الإيجابية أصل عظيم من أصول الإسلام
الشيخ/ محمود عاشور إبراهيم :
القرآن يدعو إلى الإيجابية وينهى عن السلبية
والإسلام يغرس الفضائل في نفوس المؤمنين ويشحذ الهمم إلى معالي الأمور
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، ومواصلةً لدور وزارة الأوقاف التوعوي ، ورسالتها الدعوية التي تُبصر الناس بأمور دينهم ، وبالتعاون بين وزارة الأوقاف وصحيفة عقيدتي أقيمت يوم السبت الموافق 13 / 4 / ٢٠١٩م ندوة علمية كبرى تحت عنوان : ” الإيجابية ” بمسجد ” الاستقامة بالجيزة “ , حاضر فيها كل من : الشيخ / محمود عيسى همامي مدير الإدارة ، والشيخ/ محمود عاشور إبراهيم إمام المسجد ، والشيخ/ فايق محمدي أحمد إمام وخطيب ، وقدم للندوة الأستاذ / إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي والذي ثمن جهود معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على إقامة مثل هذه الندوات التي تسهم في بناء الإنسان.
وفي كلمته أكد الشيخ / فايق محمدي أحمد إمام وخطيب بالأوقاف أن الإيجابية أصل عظيم من أصول الإسلام، وهي ميزة عظيمة ميز الله تعالى بها المسلم، فالإسلام يدعو إلى إيجابية الفرد نحو نفسه ونحو المجتمع، ونرى هذا الأصل العظيم فى القرآن الكريم؛ ففى سورة العصر التى قال عنها الإمام الشافعي : ” لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم” ؛ وذلك لأنها تجمع الدين كاملا ؛ قال تعالى : ” وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ” ؛ والقرآن الكريم به الكثير من الآيات التي توجِّه إلى التمسك والتحلي بهذا السلوك والتمسك بهذه القيمة؛ فالله سبحانه وتعالى ميز هذه الأمة بالإيجابية ؛ فالمسلم لا يقف من الأحداث موقف المتفرج لقوله تعالى: “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ “.
وبين فضيلته أن الإيجابية هي الحياة ؛ أو هي الدين كله ؛ فالدين لم يقم علي السلبية ، والخمول ، والتقاعس ، والكسل ؛ وإنما قام علي الإيجابية منذ أن خاطب الله نبيه فقال : “يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ” ، وأوضح فضيلته أن الإيجابية لم تقتصر على جانب معين بل لقد اشتملت على كافة نواحي الحياة.
وفي ختام كلمته دعا الجمهور إلى التخلق بالإيجابية من أجل بناء مجتمعنا ووطننا، بعيدين عن التفرقة , والتحزب، حتى نحقق آمالنا، ويعلو بنياننا ، فنكون جميعاً أدوات بناء لا معاول هدم.
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمود عاشور إبراهيم إمام المسجد أن الإيجابية حالةٌ من القوة والطاقة الداخلية في النفس تجعل صاحبها مهمومًا بأمر ما، ويرى أنه مسئول عنه ، ولا يألو جهدًا في العمل له والسعي من أجله ، والإيجابية تحمل معاني التجاوب، والتفاعل، والعطاء ، والشخص الإيجابي هو الفرد المتحرك والمتفاعل مع الوسط الذي يعيش فيه ، والسلبية: تحمل معاني الخمول , والكسل , وتعليق الفشل على أسباب كثيرة.
وأوضح فضيلته أن القرآن الكريم يدعو إلى الإيجابية وينهى عن السلبية ، وقد جاء الإسلام ليغرس الفضائل في نفوس المؤمنين ويشحذ الهمم إلى معالي الأمور وينهى عن السلبية وعن سفاسف الأمور ، وبين أن للإيجابية صورًا عديدة ، منها الإيجابية في محاربة الفساد وذلك بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قال تعالى: “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ” ، وكذلك إيجابية التعاون على البر والتقوى قال تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ”.
وفي ختام كلمته أوضح فضيلته أن الشخص الإيجابي هو من يصلح بين أفراد المجتمع ، ويجود بماله ووقته من أجل أن يعيش غيره في سعادة وهناء ، قال تعالى: ” لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ” .
وفي كلمته أكد الشيخ / محمود عيسى همامي مدير إدارة وسط الجيزة أن الإنسان مسئول عن الرقي بمستواه والسعي لما فيه سعادته في دنياه وأخراه ، قال تعالى: “وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى”.
كما بين فضيلته أن المسلم الحق إذا واجهته صعوبة في حياته واجهها بما وهبه الله من إيجابية ، فقد رباه الإسلام على الاجتهاد والجد ، متعففًا عما في أيدي الآخرين، يسعى ويطلب التوفيق من رب العالمين، قال تعالى: “لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ” ، فإذا كان هذا الشأن فيمن لا يستطيعون ضربا في الأرض فكيف بمن أجسادهم تفور قوة وشبابا؟!
وفي ختام كلمته بين فضيلته أن القوة وحدها لا تكفي لتحقيق الهدف، بل لا بد لها من حسن تدبير، يضع في الحسبان اختلاف الزمان والمكان ، ولذا فإن من الإيجابية أن يحسن المسلم تدبير حياته ليكون مستعدًا لمواجهة الأزمات ثابتًا أمام التقلبات.