خلال ندوة الأوقاف بالتعاون مع جريدة اللواء الإسلامي بعنوان (القرآن الكريم علم صناعة الحياة لا الموت) على هامش المسابقة العالمية للقرآن الكريم بأكاديمية الأوقاف
د / يوسف النعيمي محكم من دولة السودان الشقيقة :
نثمن دور وزارة الأوقاف المصرية
في خدمة كتاب الله والاهتمام بحفظته
إذا أردنا النجاة من الفتن فعلينا بالقرآن الكريم
وتعهده حفظًا وفهمًا وتدبرًا
د / حاتم محمد السحيمان من دولة الأردن الشقيقة :
سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) كتاب مفتوح أمام الجميع
تستطيع أن تراه في كل شيء من خلال سيرته العطرة
صناعة الحياة تكون باتخاذ القرآن منهجًا في جميع أمور حياتنا
د / السيد عبد الباري وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة :
القرآن يقوم على الحوار لا الصراع والسلام لا الحرب
والتنوع لا الانفراد والمحبة لا الكراهية
ما تعانيه البشرية اليوم إنما هو بسبب ابتعاد الناس عن القرآن
برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، ومواصلةً لدور وزارة الأوقاف التوعوي والتنويري ، ورسالتها الدعوية التي تُبصر الناس بأمور دينهم ، وعلى هامش المسابقة العالمية للقرآن الكريم السادسة والعشرين “دورة الشيخ الحصري”، وبالتعاون بين وزارة الأوقاف وصحيفة اللواء الإسلامي أُقيمت يوم الأحد الموافق 24 / ٣ / ٢٠١٩م ندوة علمية كبرى تحت عنوان ” القرآن الكريم علم صناعة الحياة لا الموت“، حاضر فيها كل من : د / يوسف النعيمي محكم من دولة السودان الشقيقة ، و د / حاتم محمد السحيمان محكم من دولة الأردن الشقيقة ، و د/ السيد عبد الباري وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة , بحضور عدد من السادة الأئمة والدعاة , والمشاركين في المسابقة , وقدم للندوة وأدارها الأستاذ / مهدي أبو عالية مدير تحرير اللواء الإسلامي.
وفي بداية كلمته وجه د / يوسف النعيمي الشكر لمعالي وزير الأوقاف على الجهد المبذول في خدمة كتاب الله والاهتمام بحفظته , مبينًا أن القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على حبيبه (صلى الله عليه وسلم) المتعبد بتلاوته ، والمتحدى بأقصر سورة منه , من قال به صدق ومن حكم به عدل ، ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد.
وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي ( رحمه الله ) :
وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ … وَأَغْنَى غَنَاءٍ وَاهِباً مُتَفَضِّلَا
وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ … وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً
وَحَيْثُ الْفَتى يَرْتَاعُ فِي ظُلُمَاتِهِ … مِنَ اْلقَبرِ يَلْقَاهُ سَناً مُتَهَلِّلاً
هُنَالِكَ يَهْنِيهِ مَقِيلاً وَرَوْضَةً … وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِزِّ يُجْتُلَى
كما أكد سيادته أن كتاب الله هو هداية ورحمة وشفاء ، قال تعالى : ” وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمة للمؤمنين” , حتى الجن لما سمعته قالت كما وصفها ربنا في قوله تعالى : “قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا , يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا”, ونحن في هذه الأيام نرى من الصعاب والفتن ما يدمي القلوب ويؤلم الصدور , فإذا أردنا النجاة من كل ذلك فعلينا بالقرآن الكريم وتعهده حفظًا وفهمًا وتدبرًا .
وفي كلمته شدد الدكتور / حاتم محمد السحيمان على أهمية موضوع الندوة , مبينًا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما جاء إلا رحمة للعالمين ، قال تعالى : ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ” ، وسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) ليس بها خطوط حمراء بل هي كتاب مفتوح أمام الجميع تستطيع أن تراه في كل شيء من خلال سيرته العطرة, فعندما دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) مكة فاتحًا قال أحد الصحابة : اليوم يوم الملحمة ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : بل اليوم يوم المرحمة ، ثم سألهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) فقال: «ما تظنون أني فاعل بكم؟»، فقالوا: «خيرًا أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ» فقال : «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ».
وفي ختام كلمته أكد أن صناعة الحياة تكون باتخاذ القرآن منهجًا في جميع أمور حياتنا.
وفي بداية كلمته قدم د/ السيد عبد الباري الشكر لمعالي وزير الأوقاف لحرصه الدائم على إقامة هذه الفعاليات المباركة ، ثم بين فضيلته أن أمة العرب في بدايتها كانت بسيطة في أفكارها , بدائية لم تعرف الفلسفات أو الصراعات الدينية ، لكنها كانت أمة متنازعة الأخلاق ، فلما بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) هداهم إلى مكارم الأخلاق، فقال (صلى الله عليه وسلم) : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، من أجل ذلك اختار الله العرب لهذا الوحي الرباني ؛ لأن قلوبهم بيضاء ، وعقولهم حاضرة ، وكانت كل الأمم السابقة تسوسهم وتتعاقب عليهم الأنبياء ، كما في بني إسرائيل ، كلما مات نبي جاء آخر ، أما أمة محمد (صلى الله عليه وسلم ) فهي مبعوثة كمبعث الأنبياء ، ونحن ومن قبلنا من الصحابة قال فينا (صلى الله عليه وسلم) : “بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين ” ، وقال أيضا : “العلماء ورثة الأنبياء” .
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن ما تعانيه البشرية اليوم إنما هو بسبب ابتعاد الناس عن القرآن ، فالقرآن بأوصافه هي أوصاف للمصطفى ، فالقرآن هداية ، والحبيب هداية ، فالقرآن يقوم على الحوار لا الصراع ، وعلى السلام لا الحرب ، وعلى التنوع لا الانفراد ، وعلى المحبة لا الكراهية ، فهذا هو ديننا ، وهذا هو قرآننا .