خلال افتتاح المسابقة العالمية السادسة والعشرين للقرآن الكريم “دورة فضيلة الشيخ / محمود خليل الحصري ”
وزير الأوقاف :
كل الشكر والتقدير للسيد رئيس الجمهورية
على رعايته للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
ويؤكد :
الفهم الصحيح لكتاب الله يأخذ إلى
الرحمة والتسامح والتعايش السلمي بين البشر
التوسع في المدارس القرآنية منهج الوزارة لحفظ النشء من الأفكار المتطرفة
عدد من الندوات ورحلة سياحية ونيلية لضيوف المسابقة
مفتي الجمهورية :
خص الله مصر بتلاوة القرآن
الإرهابيون استحلوا دماء المصريين بالفهم الخاطئ للقرآن الكريم
وكيل أول مجلس النواب :
وزراة الأوقاف أحسنت صنعا في اختيار اسم الشيخ الحصري عنوانًا لهذه الدورة
المسابقة العالمية أداة من أدوات اكتشاف القدرات والمواهب الكامنة في نفوس النشء
د/ على محمد الغزاوي :
بعثات مصر للخارج لها دور بارز في نشر الثقافة الوسطية
برعاية كريمة من السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وبالإنابة عن السيد الدكتور المهندس/مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء افتتح اليوم السبت 16 من شهر رجب لعام 1440هـ ، الموافق 23 / 3 / 2019م معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المسابقة العالمية السادسة والعشرين لحفظة القرآن الكريم , وبمشاركة 28 دولة من الدول الإفريقية , بحضور السيد اللواء / أحمد راشد محافظ الجيزة , و فضيلة أ.د / شوقي علام مفتي الجمهورية , وسماحة السيد/السيد محمود الشريف وكيل أول مجلس النواب ونقيب السادة الأشراف , وفضيلة الدكتور / علي محمد الغزاوي محكم من دولة لبنان الشقيقة , وجمع غفير من السادة الأئمة , ولفيف من السادة الإعلاميين والصحفيين.
وفي بداية كلمته وجه معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الشكر والتقدير لسيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على تفضله برعاية هذه المسابقة , مؤكدًا أهمية الفهم الصحيح لكتاب الله (عز وجل) , وضرورة فهم مقاصد النص القرآني ومراميه ؛ فالقرآن كتاب رحمة وهداية , وأمن وأمان وسلام للبشرية كلها ، فكل ما يأخذ إلى الرحمة والتسامح والتعايش السلمي بين البشر يأخذك إلى منهج القرآن وصحيح الإسلام ، وكل ما يأخذك إلى الفساد والإفساد والتخريب والقتل , إنما يأخذ إلى ما يتصادم مع روح الإسلام ومنهج القرآن , وسائر الأديان والقيم الإنسانية.
كما أشار معاليه إلى أن القرآن الكريم كتاب رحمة وهداية , فهو أصدق الحديث ، وأحسنه ، وأعذبه ، وأبلغه ، وأفصحه ، وأجمله ” وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا” ، ” وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا” ، ” اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ” ، فهو الذي لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا : ” إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا”, وما أن سمع أحد الأعراب قوله تعالى : ” وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ” ، حتى انطلق قائلا أشهد أن هذا كلام رب العالمين لا يشبه كلام المخلوقين.
كما أوضح معاليه أن من الصحابة من برزوا في القرآن الكريم , وأصبحت لهم مدارس هي مرجعية لحفظة كتاب الله , مستشهددًا بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): ” خذوا القرآن من أربعة (أُبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ) “. فقد أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) يومًا إلى أبيّ بن كعب , فقال : ” يا أبيّ إني أمرت أن أعرض عليك القرآن , وهنا يتعجب أُبي؛ عليَّ أنا يا رسول الله ؟ فيقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” عليك أنت يا أُبي ” , وأُبَيّ يعلم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) (لا ينطق عن الهوى , إن هو إلا وحي يوحى) , يعيد أُبيّ : عليّ أنا يا رسول الله ؟ نعم , عليك أنت يا أُبي فيقول أُبيّ : أذُكِرت لك باسمي يا رسول الله , أقيل لك: اقرأ القرآن على أُبَيِّ بن كعب ؟ فيقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” نعم , لقد ذكرت لي باسمك ونسبك في الملأ الأعلى يا أُبيّ ” .
كما أضاف معاليه أنه انطلاقًا من هذا اهتمت الوزارة بحفظة القرآن الكريم وجعلت حفظه وفهم مقاصده العامة شرطًا أساسيًّا للحصول على أي فرصة للترقي ، أو السفر ، أو العمل بالمساجد الكبرى والمدارس العلمية والقرآنية أو المشاركة في القوافل الدعوية ، وتوسعت الوزارة في أنشطتها فبلغ عدد مكاتب التحفيظ العصرية (2617) مكتبًا ، وعدد المدارس القرآنية (863) مدرسة ، وعدد مراكز إعداد المحفظين (70 ) وعدد المقارئ (1137) ، وبلغ إجمالي عدد المحفظين المعتمدين أكثر من ٥٠٠٠ محفظ وإجمالي عدد الناشئة والدارسين بمكاتب التحفيظ نحو ٦٠ ألفا ، وعدد الملتحقين بالمدارس القرآنية نحو ٤٦ ألفا وعدد الدارسين بمراكز إعداد المحفظين أكثر من أربعة آلاف وبلغ عدد أعضاء المقارئ(7716) عضوًا .
كما أكد معاليه أنه على هامش المسابقة ستقيم الوزارة عددًا من الندوات العلمية، وتنظم رحلة سياحية ونيلية لضيوف مصر الكرام بإذن الله تعالى ، للتعرف على جانب من الحضارة المصرية العريقة , مبينًا أنه عرفانًا وتقديرًا لدور أعلام قراء مصر العظماء ، قرر معاليه إطلاق اسم أحد هؤلاء الأعلام الكبار على كل دورة من دورات المسابقة ، وأثرنا أن تكون البداية بعلم الأعلام في مجال القراءة والإقراء فضيلة الشيخ / محمود خليل الحصري (رحمه الله) رحمة واسعة.
وفي سياق آخر أكد معاليه أن كل من يواجه الإرهاب ويكف شره عن الناس فهو يعمل على إحياء النفس البشرية انطلاقًا من قوله تعالى: ” أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”.
وفي ختام كلمته أعلن معاليه الإعداد لإطلاق بوابة الأوقاف الاكترونية لتشمل موقع وزارة الأوقاف , وموقع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية , وموقع هيئة الأوقاف المصرية , وموقع مستشفى الدعاه , وموقع أكاديمية الأوقاف الدولية , وموقع المسابقة العالمية للقرآن الكريم , ليسجل التاريخ كل من شارك بها متسابقًا أو محكمًا, مع تلاوة لأعلام القراء ولأبنائنا المتسابقين من مختلف دول العالم.
وفي كلمته أعرب أ.د / شوقي علام مفتي الجمهورية عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث العالمي الكبير , وهذه الانطلاقة التي ازدات شرفًا وتألقًا برعاية السيد رئيس الجمهورية / عبد الفتاح السيسي , مؤكدًا أن مصر اختصها الله بالتلاوة الجيدة للقرآن الكريم حتى شاع القول بأن الله تعالى اختص مكة بنزول الوحي على قلب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واختص مصر بتلاوة القرآن , مبينًا أن لمصر السبق في إنشاء إذاعة خاصة للقرآن الكريم , وقد خرَّجت للعالم كله مئات القراء , كما أنشأت مصر الكليات الأزهرية لدراسة القرآن الكريم وعلومه انطلاقًا من قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” وظلت حامية لمنهج القرآن الكريم , ومصدرة لعلومه إلى جميع دول العالم.
وفي كلمته أعلن سماحة السيد/السيد محمود الشريف وكيل أول مجلس النواب ونقيب السادة الأشراف عن ترحيبه بضيوف مصر الكرام على أرض الكنانة بلدهم الثاني , موجهًا الشكر لوزارة الأوقاف المصرية على جهودها في خدمة القرآن وأهله, مؤكدًا أن القرآن الكريم كتاب الله تعالى القويم الهادي إلى صراطه المستقيم ، والإسلام هو دين مكارم الأخلاق ، والأمم التي لا تبنى على الأخلاق لا بقاء لها ، بل تحمل عوامل سقوطها ؛ لذا كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) قرآنًا يمشي على الأرض ، ولما سئلت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن أخلاقه (صلى الله عليه وسلم) قالت: كان خلقه القرآن , أي كان خلقه القرآن الكريم صدقًا وعدلا وأمانة ووفاء ؛ ولما سئل الحبيب (صلى الله عليه وسلم) ما أكثر ما يدخل الناس الجنة قال ” تقوى الله وحسن الخلق “.
كما أشار سماحته إلى أن هذه المسابقة العالمية للقراَن الكريم التي تجريها وزارة الأوقاف المصرية هي من أدوات اكتشاف القدرات والمواهب الكامنة في نفوس النشء للعمل على صقلها ورعايتها الرعاية الصحيحة لتخريج جيل من المقرئين والمجودين والأئمة والخطباء والدعاة المميزين.
كما أوضح سماحته أن المسابقة العالمية من شأنها أن تبرز للعالم كله جانبا من الوجه الحضاري لدور مصر في خدمة الإسلام وإكرام أهل القرآن ومجابهة ظاهرة العنف والتطرف من خلال منظومة الفكر والأخلاق التي ترتكز إلى القرآن الكريم ومعانيه في الخير والسلام , وكلها وسائل من شأنها أن تجمع ولا تفرق, تصلح ولا تفسد , تيسر ولا تعسر.
وفي ختام كلمته أكد سماحته أن وزراة الأوقاف قد أحسنت صنعا عندما قررت إطلاق أسماء أعلام القراء على دورات المسابقة واختارت اسم الشيخ الحصري (رحمه الله) لهذه الدورة كبداية , وهذا يؤكد الوعى التام وعطاء مصر لأهل القرآن.
وفي كلمته قدم د/ محمد علي الغزاوي أحد محكمي المسابقة من دولة لبنان الشقيقة وممثل المحكمين الشكر لمعالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على تنظيمه لهذه المسابقة, مؤكدًا أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته , وخص الله أهل مصر بما حباهم به من حفظ للقرآن فهي محفوظة بحفظ الله , مبينا أن للبعثات المصرية للعالم الإسلامي دور بارز حيث عملت على تثبيت الثقافة الإسلامية الوسطية في جميع أنحاء العالم , وأوضح سيادته أن لأهل القرآن دور عظيم لإنارة الدرب أمام الناس أجمعين , وأن الطريق لإظهار محاسن القرآن إنما تظهر أولا وقبل كل شيء عندما يتخذه الناس منهج حياة وخاصة أهل القرآن.
وفي ختام كلمته ناشد أهل القرآن قائلًا : يا أهل القرآن طهر الله صدوركم فكونوا في حياتكم طاهرين لسانًا ومنطقًا وحالًا.
وبعد الجلسة الافتتاحية للمسابقة قام معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف مع السادة الضيوف بجولة تفقدية بمنى الأكاديمية ’ مما حاز ثناء وإعجاب الحاضرين.