خلال برنامج ندوة للرأي بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة
وزير الأوقاف يؤكد :
الإبلاغ عن تجار المخدرات واجب ديني ووطني
وحماية المدمن من شر نفسه قضية مجتمعية
ومن قتل من المكلفين بمكافحة المخدرات
في مواجهة تجارها ومهربيها فهو شهيد
وندرب عشرة آلاف على التوعية بمخاطر المخدرات
أ.د/ عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر الأسبق :
نؤكد على تشديد عقوبات تجار ومروجي المخدرات
المتاجرون بالمخدرات خائنون لله وللوطن
المخدرات وسيلة لإهلاك الحرث والنسل
وتفسد العبودية لله عز وجل
د/ إبراهيم عسكر مدير عام البرامج الوقائية بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان :
يشيد بجهود وزير الأوقاف
في حملات التنوير التي تجوب مصر
ويؤكد :
وزارة الأوقاف أولى الوزارات
التي استجابت لمبادرة السيد الرئيس
للكشف عن تعاطي المخدرات
د/ محمد مصطفى خبير السموم والمخدرات بالطب الشرعي :
دور بارز تقوم به وزارة الأوقاف لتصحيح المفاهيم المغلوطة
الشائعات من أخطر الأسباب في تعاطي المخدرات
المخدرات لا تخرج الإنسان من مشاكله كما يظن البعض
بل تفتح له باب التعاطي والإدمان
في إطار الدور التثقيفي والتنويري الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والتوعية بقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، ونشر الفكر الوسطي المستنير ، وبالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي ، والهيئة الوطنية للإعلام ، وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، نظمت وزارة الأوقاف مساء يوم الثلاثاء ٥ رجب ١٤٤٠ هـ الموافق 12/ 3 / 2019م ندوة للرأي بعنوان : ” خطورة المخدرات والإدمان على الفرد والمجتمع ” بمسجد السيدة زينب (رضي الله تعالى عنها) بالقاهرة ، حاضر فيها : معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، و أ.د/ عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية , و د/ إبراهيم عسكر مدير عام البرامج الوقائية بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي, و د/ محمد مصطفى خبير السموم والمخدرات بالطب الشرعي، بحضور فضيلة الشيخ / جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف , وفضيلة الشيخ / صبري ياسين دويدار رئيس قطاع المديريات , وفضيلة الشيخ / خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة ، ولفيف من قيادات وزارة الأوقاف ، وعدد من أئمة الوزارة ، وجمع كبير من المصلين.
وأدار الندوة الإعلامي أ/ تامر عقل الذي ثمن جهود معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة في نشر روح الحوار والفكر التنويري بين فئات المجتمع ، ومعالجته للقضايا المهمة وبخاصة المتعلقة ببناء الإنسان ، وترسيخ القيم الإنسانية سلوكيًّا وحضاريًّا ، وطرحه لمجموعة من العوامل التي تُثري الحوار الثقافي والإنساني , مشيدًا بدعم معاليه للبرنامج الذي يحض على بناء الإنسان في ظل خوض الدولة معركتي البقاء والبناء.
وفي كلمته أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أن الإدمان والإرهاب وجهان لعملة واحدة ، وبينهما علاقة وطيدة ، فكلاهما قتل للنفس ، لأن ضياع المال إدمانا كضياعه إرهابا ، وسفك الدماء إدمانا كسفكها إرهابا ، فهناك علاقة وثيقة بين الإدمان والجريمة , لأن كثيرًا من الجرائم تقع نتيجة الإدمان للمخدرات بأنواعها المختلفة ، مشيرًا إلى أن الجماعات الإرهابية تجعل من زراعة وتجارة المخدرات وسيلة لجلب الأموال .
كما أكد معاليه أن الإبلاغ عن تجار المخدرات ومروجي السموم واجب ديني ووطني , وأن من يُقتل من رجال الشرطة وهو يقاوم تجار المخدرات ومهربيها فهو شهيد يضحي بنفسه من أجل مجتمعه ، وكذلك من يُبلغ عن مُروجيها.
كما أكد معاليه أن حماية المدمن من شر نفسه قضية مجتمعية ، فالأسرة حينما تراقب أبناءها فهي تحمي نفسها وأبناءها ومجتمعها ، موضحًا أن الوزارة لن تتهاون في فصل أي موظف مدمن للمخدرات , لأنه لا يليق بمن ينتسب لوزارة الأوقاف أن يكون مدمنًا , فالمدمن غالبا ما يرتبط بجرائم الرشوة , أو الاختلاس , أو التسول وكل هذا لا يليق بالوظيفة العامة , مشيرًا إلى أنه لا يليق بإنسان يؤتمن على مصالح الناس وهو فاسد ومُغيب العقل .
كما أشار معاليه إلى أن من يتقدم من تلقاء نفسه بطلب العلاج فإن الوزارة ستتواصل مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ليتلقى العلاج اللازم بمنتهى السرية والأمانة , موضحا أن موظفي الوزارة كانوا عند حسن الظن فعند تحليل العينة العشوائية لم يمتنع أحد عن التحليل لأننا أكدنا أن الممتنع في حكم المتعاطي , وكانت النتيجة بفضل الله سلبية بنسبة 100%.
كما أوضح معاليه أنه من المستحيل أن تجد إنسانًا مدمنًا بارًا بوالديه , مشيرًا إلى أن الخمر أم الخبائث ومخلة بالمروءة ؛ فإذا شرب الإنسان الخمر سكر ، وإذا سكر هذي , فربما قتل , أو سرق , أو ارتكب الحماقات ، مؤكدًا أن أعداء ديننا ووطننا وأمتنا يعملون على توظيف جميع أدوات الشر بلا استثناء للوصول إلى تحقيق أغراضهم الخبيثة , وأن الإرهاب والإدمان يأتيان في مقدمة هذه الأدوات ، وربما كان الإدمان هو المقدمة المستخدمة لمسح العقول ثم السيطرة عليها ، ومن هنا فإن مواجهة الإدمان لا تقل أهمية عن مواجهة الإرهاب ، فكلاهما صناعة للموت ، سواء أكان موتا سريعا مباغتا ناتجا عن العمليات الإرهابية والإجرامية والانتحارية ، أم كان موتا بطيئًا ناتجا عن تدمير الخلايا العقلية ، أم موتا قائما على تأثير المخدر وناتجا عنه ، حيث تتعدد الأسباب والموت واحد.
كما أكد معاليه أننا نحتاج إلى المواجهة الحاسمة لزراعة المخدرات , وتجارها على اختلاف درجاتهم ومستوياتهم من أصغر مستخدَم في التوزيع إلى أكبر تاجر أو ممول , مع تغليظ العقوبات بما يتناسب مع فظاعة الجرم , وتكثيف برامج التوعية وتوفير العلاج المناسب للراغبين في الإقلاع عن التعاطي , ورعايتهم علاجيًّا ونفسيًّا وفكريًّا .
وتشديدًا في النكير على كل من اقترب من الخمر متعاطيًا أو بائعًا أو صانعًا , قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ “.
وفي كلمته أكد فضيلة أ.د/ عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن الإسلام استشرف المستقبل البعيد , ليحيط بجميع أنواع المخدرات , حيث بدأً بالعقاب 40 جلدة , ثم زاد عمر بن الخطاب إلى 80 جلدة ، مما يدل على أنه ليس أمرًا ثابتًا في كل عصر , مشيرًا إلى أن عقوبة الخمر على الراجح تعزيرية , لذا يمكن أن يتدرج ليصل العقاب إلى الإعدام , وليس من الناحية القانونية فقط ولكنه من الناحية الشرعية أيضًا.
كما أكد أن المخدرات تفسد العقل , وأخطر ما فيها أنها تفسد علاقة الإنسان بربه سبحانه وتعالى ؛ لأن العقل هو أداة التواصل مع الله (عز وجل) , فإذا ما غاب عقل الإنسان فإنه يعتدي على نفسه وعلى الآخرين , ويصبح خائنًا لوطنه , مشيرًا إلى أن من يروجون المخدرات هم خائنون لله ولرسوله (صلى الله عليه وسلم) وللأمة بأسرها , مؤكدًا أن المخدرات أصبحت وسيلة لإهلاك الحرث والنسل , وتُفقد المتعاطي صحته وتشجعه على الاعتداء على من حوله وهذا مدخل لجميع المشاكل والموبقات.
وفي كلمته أكد د/ إبراهيم عسكر مدير عام البرامج الوقائية بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان أن نسبة تعاطي التراما دول الذى يتربع على عرش المواد المخدرة طبقا للنتائج الخاصة بالخط الساخن 65.5 % ، ونسبة تعاطى مخدر الحشيش الذى يحتل المرتبة الثانية 58.2 % ، وأن نسبة تعاطى المواد المخدرة بين سائقي باصات المدارس 3 % بعدما كانت 12 % وذلك بسبب حملات الكشف عن المخدرات التي أطلقتها التضامن بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة الداخلية والتربية والتعليم .
كما أوضح سيادته أن 2.5 % نسبة تعاطي السيدات من المتقدمين للعلاج ، وهذا العام وصل 7 %، مؤكدا أنه بعد افتتاح قسم علاج الإناث بمستشفى المعادي العسكري شجع فتيات كثيرة على التقدم للعلاج ، مشيرا إلى أن التعاطي يختلف من فئة لأخرى ، فهناك سيدات يدمن المهدئات، ولم يستطيعوا النوم بدونه، “يصلن لمراحل اعتمادية كاملة على المهدئ تصل إلى الإدمان” ويتقدمن للعلاج ، وسيدات أخرى تتعاطى تراما دول، وفتيات يتعاطين الحشيش ، وبعد هذا المسح تم تقديم استراتيجية وطنية لمكافحة الإدمان بمشاركة وزارة الأوقاف.
كما أكد أنه تم استهداف أكثر من 50 ألف مواطن , ورفع الوعي لديهم بخطورة قضية الإدمان , وذلك بعقد لقاءات في المساجد بالتعاون مع وزارة الأوقاف , وأشار إلى أن تلك الخطة التي شاركت فيها وزارة الاوقاف بدعم من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والتي استهدفت تدريب عشرة آلاف إمام على التوعية بمخاطر المخدرات , وكان من نتيجة ذلك أن بلغ عدد من تقدموا للعلاج عن طريق صندوق مكافحة الإدمان إلى 116 ألف مريض.
وعلى مستوى وزارة الأوقاف تم تنفيذ عدد ٢٥ لقاء مفتوحا بالمساجد الكبرى بكل محافظة باستهداف ٥٠٠٠٠ من مرتادي المساجد ، بالإضافة إلى تنفيذ ١٠٠ دورة تدريبة للسادة الأئمة باستهداف بالمرحلة الأولى ٣٠٠٠ إماما وخطيبا ، ومع استمرار الحملات تم إطلاق المرحلة الثانية للتدريبات باستهداف ٧٠٠٠ إماما على مستوى الجمهورية.
وفي كلمته أشاد الدكتور/ محمد مصطفى خبير السموم والمخدرات بالطب الشرعي بالدور البارز الذي تقوم به وزارة الأوقاف لتصحيح المفاهيم المغلوطة , موضحًا أن الشائعات من أخطر الأسباب في تعاطي المخدرات ، وأن المخدرات لا تخرج الإنسان من مشاكله كما يظن البعض بلت له باب التعاطي والإدمان , مشيرًا إلى أن تعاطي المخدرات ليس له علاقة بالسن , كما أكد أن تعاطي المخدرات من أخطر الأمراض الموجودة في المجتمع وتؤدي إلى تدميره , وأن هناك علامات يجب على الأسرة ملاحظتها على الأبناء ومنها أن مدمن المخدرات من الناحية الحسية يميل إلى الانطوائية والانعزال عن الآخرين بصورة شبه دائمة.
وكذلك الإهمال في المظهر وعدم الاهتمام به ، والتأخر الدراسي وعدم القدرة على استيعاب أبسط المناهج ، والتقاعس عن العمل وعدم القدرة على إنجاز المهام المكلف بها الشخص , والكذب بشكل مستمر , واتباع بعض الحيل الذكية للحصول على الأموال , وضعف الميول الدينية , وتعاطي المواد المهدئة والمنومة , وضعف الذاكرة تدريجيًا.
وفي مداخلة لفضيلة الشيخ / جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف قام بطرح سؤال من شقين أولهما عن مدى حرية الإنسان الشخصية في تعاطي المخدرات , وهل هذا صحيح أم مقولة خاطئة “نفسي وأنا حر فيها” وكذلك مدى تأثير رفقاء السوء كسبب لتعاطي المخدرات؟
وفِي ختام الندوة أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على ضرورة دراسة الفقه بما يتناسب ومقتضيات العصر ؛ ففي الفقه باب واسع يسمى بالحجر ، وهو قسمان : حجر على الإنسان لحقّ غيره ، كالمفلّس لحقّ الغرماء ، والمريض لحقّ الورثة ، والمكاتب لحقّ السيد، والراهن لدين المرتهن ؛ وحجر عليه لحقّ نفسه , وهنا لابد من التدخل بالعقاب الرادع لكل من يعتدي على حق نفسه أو غيره وأن حماية المدمن من شر نفسه قضية مجتمعية.