خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد خاتم المرسلين بالجيزة
الشيخ/ حمادة جمعة طنطاوي – مدير إدارة جنوب الجيزة :
الشهادة في سبيل الله والوطن
من أفضل الأعمال عند الله عز وجل
الشيخ / محسن السيد محمد – رئيس شئون القرآن بالمديرية :
الشهادة درجة عظيمة يصطفي الله إليها من يشاء من عباده
الشيخ /أحمد عبد الرسول محمد علي إمام المسجد :
الشهادة منزلة عالية لا تكون إلا لأهل الإيمان
والشهيد أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والصديقين
برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، ومواصلة لدور وزارة الأوقاف التوعوي ، ورسالتها الدعوية التي تُبصر الناس بأمور دينهم، وبالتعاون بين وزارة الأوقاف وصحيفة عقيدتي أقيمت أمس السبت الموافق ٩ / ٣ / ٢٠١٩م ندوة علمية كبرى تحت عنوان : ” درجات العطاء ومنازل الشهداء ” بمسجد “خاتم المرسلين” بالجيزة , حاضر فيها كل من الشيخ/ حمادة جمعة طنطاوي – مدير إدارة جنوب الجيزة ، والشيخ/ محسن السيد محمد – رئيس شئون القرآن بالمديرية ، و د/ محمد محمود عبد المهدي ـ مفتش بأوقاف الجيزة ، والشيخ/ أحمد عبد الرسول محمد علي إمام المسجد ، وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ/ مصطفى ياسين – مدير تحرير صحيفة عقيدتي .
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ / حمادة جمعة طنطاوي – مدير إدارة جنوب الجيزة أنه لا وجود للدين بدون وطن ، ومصر هي قلب العروبة النابض ، وهي التي تقدم أبناءها شهداء من أجل بقاء الدين والعروبة ، ومصر ذكرها الله تعالى بالمدح والثناء , ووصفها في القرآن الكريم بقوله: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (سورة يوسف :99) وقال عن مكة : {لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}(سورة الفتح : 27) ، فأمن مصر أمن لمكة ، وإذا كانت مكة قبلة للعالم في الصلاة فمصر قبلة العلم والعلماء ، وصدق شاعر النيل حافظ إبراهيم حيث قال : ” أَنا إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتي لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي ” .
فالشهادة في سبيل الله , وفي سبيل الدفاع عن الوطن من أفضل الأعمال , لقوله تعالى :{ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} (سورة الحديد : 19) ، وفي الحديث الشريف : {رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا}, فهنيئا لأبناء القوات المسلحة البواسل , فالعين الساهرة التي باتت تحرس في سبيل الله من أجل حياة كريمة ، ليست لمصر فحسب بل للعالم العربي والإسلامي أجمع ، من أجل القضاء على الإرهاب والمرجفين الخارجين عن القانون .
وأضاف أن من كرامات الشهداء الحياة الأبدية عند الله (عز وجل) لقوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران : 169) ، وقد قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) لأم حارثة التي فقدت ولدها في سبيل الله : (إن ابنك أصاب الفردوس الأعلى) ، إضافة إلى أن الشهيد يأمن الفزع الأكبر ويغفر له ، ويحلى من الجنة ، ويزوج من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه.
وفي بداية كلمته أوضح فضيلة الشيخ / محسن السيد محمد – رئيس شئون القرآن بالمديرية أن الشهادة درجة عظيمة يصطفي الله لها من يشاء من عباده ؛ لذا تحدث عنها القرآن الكريم فى آيات كثيرة فقال تعالى : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}(سورة آل عمران 169 : 171) ، موضحًا أن الشهادة أنواع ، منها : شهيد الدنيا والآخرة ، وهو الذي يقتل في سبيل الله مقبلا غير مدبر لا لغرض من أغراض الدنيا ، ففي الحديث عن أبي موسى الأشعري (رضي الله عنه) قال: {إن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال مستفهما : الرجل يقاتل للمغنم ، والرجل يقاتل للذكر ، والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام : (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) , وشهيد الدنيا : وهو من قتل في الجهاد لكن قتاله كان رياء أو لغرض من أغراض الدنيا , أي لم يكن في سبيل الله ، فهو في الدنيا يعامل معاملة الشهيد فلا يغسل ولا يصلى عليه ، وينتظره في الآخرة ما يستحق من عقوبة جزاء سوء قصده , ومن الشهداء ما جاء في حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أنه قالَ : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : {الشهداء خمسة : المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله} (متفق عليه) .
وفي بداية كلمته أكد فضيلة الشيخ / أحمد عبد الرسول محمد علي إمام مسجد خاتم المرسلين أن من قتل في سبيل الله فهو شهيد , ومعنى ( في سبيل الله ) أنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، وهذا هو حد شهيد المعركة كما بينه النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فالشهادة منزلة عالية ، لا تكون إلا لأهل الإيمان ، والتضحية بالنفس ، وبذل الروح – التي هي أعز ما يملك الإنسان – فى سبيل الله نصرة لدينه ، وفى سبيل الوطن وفاء لحقه ، ورغبة في عزة البلاد وكرامة العباد من أشرف المقاصد وأنبل الغايات ، فلا مراء أن الشهيد أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والصديقين .