*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

قافلة علماء الأوقاف
بمحافظة مطروح

تؤكد :

الفرق بين شهيد الحق وقتيل الباطل

والشهداء الحقيقيون هم مَن يُدافِعون عن أوطانهم ضد كل مُعتدٍ

ويَدفعون أرواحهم فداءً لحماية ترابها

  برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وفي إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالقوافل الدعوية التي تجوب جميع محافظات الجمهورية ، انطلقت قافلة الأوقاف الدعوية لمحافظة مطروح يومي الخميس والجمعة  7 ، 8 / 3 /2019م ، وقد واصلت القافلة عطاءها الدعوي بإلقاء الدروس الدينية بالمساجد الكبرى بمدينة الحمام بمحافظة مطروح ، وإلقاء خطبة الجمعة الموحدة تحت عنوان ” مفهومُ الشهادةِ بينَ الحقيقةِ والادعاءِ ” ، حيث أكد أعضاء القافلة أنَّ الشهداء الحقيقيين هم مَن يُدافِعون عن أوطانهم ضد كل مُعتدٍ ويَدفعون أرواحهم فداءً لحماية ترابها ، وليس هؤلاء الذين يُرَوِّعون أهلَ وطنهم ويُهَدّدون أمنهم وأمانهم ويَسعَونَ إلى نشر الفساد والفوضى في ربوعه .

    فمن على منبر مسجد ” المغاربة ” بمدينة الحمام أكد فضيلة الدكتور/  عمرو محمد عبد الغفار الكمار  مساعد مدير عام بحوث الدعوة أن مقام الشهادة من أعلى مقامات الاصطفاء والاجتباء التي يمتن الله (عز وجل) بها على من يشاء من خلقه ، حيث يقول سبحانه : {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، ويقول سبحانه: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ}.

  ولقد خص الله (عز وجل) الشهداء بمناقب عديدة منها : شرف مكانهم وجوارهم ، وعظيم أجرهم ونعيمهم ، قال تعالى: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُــمْ أَجْـرُهُمْ وَنُـورُهُــمْ} فأكرم به من شرف وجوار مع عظم أجر ونور تام يسعى بين أيديهم ، قال مسروق (رحمه الله) : وهذه المكانة للشهداء خاصة ؛ ولا أدل على عظم هذا الشرف والمكانة من حـرص النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) على الشهــادة في سبيل الله (عز وجل) ليكتب له أجر هذه الدرجة العالية ، فقد قال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ) ؛ لعظيم ما أعدَّه الله (عز وجل) للشـهداء.

  ومن على منبر ” المسجد الكبير ” أكد فضيلة الشيخ / محمد إسماعيل أبو سعدة  -المفتش العام بالوزارة أن حياة الشهداء ليست كحياتنا ، حياةٌ تفوق إدراك البشر ، وهم أيضًا في ذاكرة الأمة أحياء لا تُنسى ذكراهم بمرور الأزمنة والدهور ، قال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَات بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}، وعن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ (رضي الله عنهما) قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)  فَقَالَ لِي: (يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا)؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: (أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ )؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : (مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا) – أي : مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول- فَقَالَ: ( يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ) ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً ، قَالَ الرَّبُّ (عَزَّ وَجَلَّ) : (إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ) قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

  كما أكد فضيلته أن هذه المكانة السامية ، والدرجة العالية التي أعدَّها الله (عز وجل) للشهداء لا ينالها إلا شهيد الحق ، فهناك شهيد الحق ، وقتيل الباطل ، فالشهيد الحق هو من دافع عن وطنه ضد كل مُعتَدٍ ، وبذل روحه فداءً له ، وحمايةً لترابه ، وحفاظًا على أهله وكل من يحيا على أرضه ابتغاء مرضاة الله (عز وجل) ، فليس الوطن والعرض أقل خطرًا ومكانة من النفس والدين والمال ، فهو من المقاصد العامة التي أكد الشرع الحنيف على ضرورة الحفاظ عليها ، فقد قال النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ أَوْ دُونَ دَمِهِ أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ) .

  أما قتيل الباطل الذي يسفك دماء الأبرياء بغير حق ، ويروع أبناء الوطن ، ويُهدد أمنهم وأمانهم ، ويسعى إلى نشر الفساد والفوضى في الأرض ، ويروع الآمنين بعمليات انتحارية ، وتفجيرات إرهابية لا يقرها دين ، ولا يقبلها عقل ، لا يُعدُّ شهيدًا ، ووصفه بالشهيد ادعاء كاذب لا صحة له ، وتحريف للكَلِم عن مواضعه .

  ومن على منبر  مسجد ” العتيق ” أكد فضيلة الشيخ / محمد سيد العايدي المفتش العام بالوزارة أن الشهداء الحقيقيين هم مَن يُدافِعون عن أوطانهم ضد كل مُعتَدٍ ويَدفعون أرواحهم فداءً لحماية ترابها وسمائها وأهلها وكلّ مَن يعيشون على أرضها ، وليس هؤلاء الذين يُرَوِّعون أهلَ وطنهم ويُهَدّدون أمنهم وأمانهم ويَسعَونَ إلى نشر الفساد والفوضى في ربوعه ، موضحًا أن من يقوم بمثل هذه العمليات الانتحارية هم من يتبعون أفكار مذاهب الغلاة من الخوارج ومن جاء بعدهم من الجماعات الضالة المضلة الذين يقولون بتكفير المجتمع ، ويستبيحون  دماء أبنائه جميعًا .

  كما أكد فضيلته أن واجبنا في هذه المرحلة التي يمر بها وطننا العزيز أن نسعى جميعًا لحمايته والدفاع عنه من أي عدو أو خطر يهدد أمنه واستقراره ، والعمل بكل ما أوتينا من قوة في مواصلة مسيرة البناء والتعمير ، فديننا فن صناعة الحياة لا صناعة الموت، ودين البناء والتعمير لا الإفساد ولا التخريب ، فعلينا أن نتكاتف جميعًا لردع كل من تسول له نفسه أن يجترئ على وطننا الذي تحيط به مخططات متنوعة ، هدفها النيل من مصر وأرضها وشعبها ، يقف أمامها المخلصون من أبناء مصر فيقدمون أرواحهم ودماءهم وأموالهم دفاعًا عنها وحماية لأرضها ، فمصر هي درع العروبة والقلب النابض للإسلام ، والدفاع عنها واجب شرعي ، وحق ديني ، والنيل من مصر هو نيل من الإسلام، وإضعاف للمسلمين في سائر البلاد ، فلنقف جميعًا صفًّا واحدًا في سبيل الدفاع عنها من فساد المفسدين ومكر الماكرين وحقد الحاقدين.

 

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى