*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خلال برنامج ندوة للرأي
بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالقاهرة

 

وزير الأوقاف :

يشيد بحديث  السيد رئيس الجمهورية الذي أكد بشجاعة وحكمة

على أن الحوار  الحضاري ينبغي أن يراعي ثقافة وخصوصيات الآخرين

ويؤكد:

الفرق واضح بين شهيد الحق وقتيل الباطل

الوصايا العشر في سورة الأنعام هي مشتركات إنسانية بين الأديان

إصدار جديد  يعلي  قيمة الحوار ويبرز غلافه بمسجد الفتاح العليم محتضنا 

كاتدرائية السيد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة

ونحتاج إلى السعي الدائم إلى التعارف والحوار الحضاري

 

أ.د/ أحمد ربيع عميد كلية الدعوة الأسبق :

الاختلاف يؤدي إلى سنة التدافع لعمارة الكون

للحوار آداب يجب التحلي بها

 

     في إطار الدور التثقيفي والتنويري الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والتوعية بقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، والتبصير بالحضارة الإسلامية الراقية لتجديد الخطاب الديني ، ونشر مزيد من التعايش السلمي والفكر الوسطي المستنير ، وبالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام ، وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، نظمت وزارة الأوقاف اليوم الثلاثاء 28 جمادى الآخرة 1440هـ الموافق 5/ 3 / 2019م “ندوة للرأي” عقب صلاة المغرب بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله تعالى عنها) بالقاهرة ، بعنوان : ” ثقافة الحوار وعوامل نجاحه” ، حاضر فيها : معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، و أ.د/ أحمد ربيع يوسف عميد كلية الدعوة الأسبق ، بحضور فضيلة الشيخ / خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة ، ولفيف من قيادات وزارة الأوقاف ، وعدد من أئمة الوزارة ، وجمع كبير من المصلين .

    وأدار الندوة الإعلامي أ/ تامر عقل الذي ثمن جهود معالي وزير الأوقاف في نشر روح الحوار والفكر التنويري بين فئات المجتمع ، ومعالجته للقضايا المهمة وبخاصة المتعلقة ببناء الإنسان ، والقيم الإنسانية سلوكيًّا وحضاريًّا ، وطرحه لمجموعة من العوامل التي تُثري الحوار الثقافي والإنساني.

    وفي بداية كلمته أشاد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة بحديث السيد / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي أكد بشجاعة وحكمة على أن الحوار  الحضاري ينبغي أن يراعي ثقافة وخصوصيات الآخرين ، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف تتبنى قنوات متعددة للحوار ، منها حركة التأليف والنشر ، حيث قامت وزارة الأوقاف بنشر وترجمة أكثر من 70 مؤلفًا , موضحًا أن الوزارة بدأت في ترجمة الخطبة بخمس لغات , ثم الأسبوع الماضي ثماني لغات , وأما الأسبوع الحالي فعشر لغات ، وذلك من خلال نخبة من أفضل الأساتذة المتخصصين ، مبنيًا أنه بفضل ترجمة الخطبة إلى اللغة الألمانية , ومن خلال المؤتمرات التي تقيمها الوزارة والتي حضرها مدير جامعة مونستر الألمانية ، مبديًا إعجابه البالغ بما أنجزته الوزارة في تجديد الخطاب الديني، كاشفًًا معاليه عن أن هناك اتجاها للتدريب المشترك بين جامعة مونستر وأكاديمية الأوقاف الدولية.

   كما أكد معاليه الفرق الواضح بين شهيد الحق وقتيل الباطل ، مبينا أن وزارة الأوقاف اعتمدت بيان الأزهر الشريف الذي أصدره بتاريخ 23 مارس 2019م ، وجعلته ركيزة أساسية لخطبة الجمعة القادمة التي تخاطب العالم كله ، وليس الداخل المصري وحده ، حيث نص البيان على أن الشهداء الحقيقيين هم مَن يُدافِعون عن أوطانهم ضد كل مُعتَدٍ ويَدفعون أرواحهم فداءً لحماية ترابها وسمائها وأهلها وكلّ مَن يعيشون على أرضها ، وليس هؤلاء الذين يُرَوِّعون أهلَ وطنهم ، ويُهَدّدون أمنهم وأمانهم ، ويَسعَونَ إلى نشر الفساد والفوضى في ربوع الوطن.

    كما أكد معاليه أن الوصايا العشر في سورة الأنعام هي مشتركات إنسانية بين الأديان ، موضحًا أن الشرائع السماوية أجمعت على هذه المشتركات الإنسانية ، وهي قوله تعالى : ” قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ  ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ  وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى  وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا  ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ  وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” ، حيث قال عنها ابن عباس ( رضي الله عنهما) : إنها من الآيات المحكمات التي أجمعت عليها الشرائع السماوية ، ولم تنسخ في أي شريعة منها .

   وفي ذات السياق كشف وزير الأوقاف أن من أفضل المبادرات التي شهدها كانت من خلال حوار واعظات وزارة الأوقاف مع  راهبات وخادمات الكنائس المصرية ضمن حملة “طرق الأبواب”، مؤكدًا أننا نحتاج إلى السعي الدائم إلى التعارف والحوار الحضاري ، والانفتاح على الثقافات الأخرى ، وليس الانغلاق المحكم الذي يؤدي إلى الخوف من الآخر ، وأن نحلل ذلك تحليلا جيدًا محايدًا ومنصفًا قبل الحكم له أو عليه.

    كما أوضح معالي وزير الأوقاف أن الوزارة انتهت قبل ساعات من إصدار جديد يعلي  قيمة الحوار ويبرز غلافه بمسجد الفتاح العليم محتضنا كاتدرائية السيد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة ، وهو كتاب : ” الحوار الثقافي بين الشرق والغرب” .

   وفي سياق متصل دعا معاليه إلى إعلاء قيمة الإنسان ومراعاة البعد الإنساني ، مع الإيمان بالتعدد والتنوع ، وتكريم الإنسان بغض النظر عن اللون أو العرق أو الجنس أو الدين ، فالدول التي آمنت بالتعدد والتنوع هي أكثر الدول استقرارًا وأمنًا وتقدما ، محذرًا من التنازع والتناحر على أساس مذهبي أو طائفي ، فالدول التي دخلت في حروب دينية وقعت في فوضى لم يستفد منها إلا أعداؤها ، مبينًا أن كثيرًا من الدول تضم طوائف متعددة ، وديانات مختلفة ، ولغات متنوعة، لكنهم انصهروا في بوتقة الوطنية ، وأعلوا من شأن الدولة الوطنية ، والعمل المشترك فتقدمت تقدمًا أذهل الجميع ، بينما الدول التي دخلت في نزاعات طائفية ، وحروب دينية تفتت وانقسمت على نفسها ، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك.

​    وفي بداية كلمته وجه فضيلة أ.د/ أحمد ربيع عميد كلية الدعوة الأسبق الشكر لمعالي وزير الأوقاف على دعوته لتلك الجلسة ، مؤكدًا أن الاختلاف بين الخلائق سنة كونية جعلها الله سبحانه وتعالى في الأنفس ، وفي الآفاق ، فالناس جعلهم الله سبحانه مختلفين في أشكالهم وألوانهم ، فلكل شكله المميز له عن غيره ، بل جعل الله الإنسان مميزا عن غيره ، مبينًا أن الاختلاف يؤدي إلى سنة التدافع لعمارة الكون ، قال تعالى:” وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا  وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ  إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ” .

    كما أكد فضيلته أن للحوار آدابًا يجب التحلي بها ، فإذا أردت أن تؤثر في غيرك فلابد أن تراعي آداب الحوار , مؤكدًا أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية , وأنه يجب تقديم المصلحة العامة على الخاصة والاعتراف بالحق وعدم المماراة بالباطل.

    وفِي مداخلة لفضيلة الشيخ / خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة أشاد بجهود معالي وزير الأوقاف في عودة برنامج ” ندوة للرأي ” متسائلا عن الفرق بين الحوار والجدال ؟

    وفِي مداخلة للدكتور / نوح العيسوي مدير عام بحوث الدعوة أشاد فيها بحسن اختيار الموضوعات التي تمس الواقع ، ومنها موضوع ندوة اليوم الذي يعمل على تعزيز روح التواصل ، ومد جسور التفاهم ، وتنوع الآراء والتصورات للوصول إلى أحسن النتائج التي تخدم الحق ، متسائلا عن أهم العوامل التي تسهم في نجاح الحوار ؟ .

وتفاعلا مع الندوة تساءل أ/ تامر عقل مقدم البرنامج عن الفرق بين الحوار والشائعة ؟.

   وفي ختام الندوة وبعد أن تم الرد على هذه الأسئلة ، أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أن الحوار سبيل الاستقرار ، وهدفه الوصول إلى الحق , أما الجدال فيقوم على السفسطة والمكابرة والمغالطة .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى