خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر
د / محمد نصار ـ باحث بالإدارة العامة للإرشاد الديني :
أدوار المرأة التنموية كثيرة ومتشعبة
د/ محمد محمود عبد المهدي – مفتش بأوقاف الجيزة :
المرأة ركن أساس في المجتمع لا ينهض إلا بها
نماذج مشرقة للمرأة المسلمة في المشاركة التنموية
د/ أحمد فرج ريحان – إمام المسجد الحصري :
دور المرأة في تحقيق التنمية
والارتقاء بالمجتمع لا يقل عن دور الرجل
برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف , ومواصلة لدور وزارة الأوقاف التوعوي ، ورسالتها الدعوية التي تُبصر الناس بأمور دينهم ، وبالتعاون بين وزارة الأوقاف وصحيفة عقيدتي أقيمت مساء السبت 18جمادى الآخرة 1440هـ الموافق 23 / 2 / 2019م ندوة علمية كبرى تحت عنوان : ” دور المرأة في التنمية ” بمسجد” الحصري ” بمدينة السادس من أكتوبر ، حاضر فيها كل من : د / محمد السيد إبراهيم نصار ـ باحث بالإدارة العامة للإرشاد الديني ، و د/ محمد محمود عبد المهدي ـ مفتش بأوقاف الجيزة ، و د/ أحمد فرج ريحان ـ إمام المسجد ، وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ / إبراهيم نصر – مدير تحرير صحيفة عقيدتي.
وفي كلمته أكد فضيلة الدكتور/ محمد نصار أنه بسطوع شمس الإسلام بدأت المرأة تتبوأ مكانة جديدة حُرمت منها من ذي قبل، تهدف هذه المكانة إلى غايات اجتماعية تتمثل في حقوقها ، وإثبات ذاتها ، ودورها التنموي المختلف ، فبدأت تتواصل مع المجتمع الذي تعيش فيه ، معنية بشئونه ، على درجة عالية من الوعي بما يجرى حولها ، بل وأصبحت تنافس الرجال ، ومنهن من سبقن الرجال، فأم حبيبة (رضي الله عنها) سبقت أباها أبا سفيان بن حرب إلى الإسلام.
كما بين فضيلته أن الإسلام أولى المرأة عناية بالغة ، حيث ساوى بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات ، قال الله تعالى :” فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ“( آية 195 آل عمران) فكل من الرجل والمرأة يمثل قطبا من أقطاب الوجود الإنساني، والعمل المشترك ، مبينًا أن الدعوة الجادة إلى توسيع أفق المشاركة الاجتماعية للمرأة في مصر والوطن العربي هي تأكيد لوضع المرأة الصاعد في مجتمعاتنا العربية ، وتجسيد لحلم تغيير خارطة المشاركة لتشمل كل أبناء المجتمع ، وذلك حلم دافعه الوعي العميق بالأدوار المتعددة للمرأة عبر التاريخ، واستجابة طبيعية لما حققته المرأة في الماضي ، وما تواصل تحقيقه في الحاضر، وما ينتظره المجتمع مستقبًلا بمزيد من العطاء.
وفي بداية كلمته أكد فضيلة الدكتور / محمد عبد المهدي ـ مفتش المساجد بأوقاف الجيزة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر بالإحسان إلى البنات وتربيتهن تربية حسنة مستقيمة ، حيث قال (صلى الله عليه وسلم) :” مَنْ عَالَ ثَلاثَ بَنَاتٍ فَأَدَّبَهُنَّ وَزَوَّجَهُنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ ” رواه أبو داود؛ لأن بنات اليوم هم نساء الغد اللائي يحملن همّ الأسرة ومن ثم المشاركة في قضايا المجتمع، وسيشاركن في تنميته ورفعة شأنه، ذاكرًا أن المرأة ركن أساس من أركان المجتمع لا يمكنه النهوض بدونها، فالسيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) حملت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هم الدعوة في بدايتها، وكذلك السيدة عائشة (رضي الله عنها) بلغت مالم يبلغه الرجال في فهم الدين.
كما أكد فضيلته أن الإسلام قد حث المرأة على المشاركة في التنمية بشتى أنواعها، وكافة أصنافها ، وذلك من خلال نصوص عديدة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فمن مشاركة المرأة في تنمية المال، قوله تعالى : “للرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ” (الآية 32من سورة النساء)، وقد برعت كثير من النساء في العمل وعلى رأسهن أم المؤمنين (رضي الله عنها) حيث كانت ماهرة بارعة في دبغ الجلود، ومثلها أم المؤمنين (سودة بنت زمعة)، وأسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب (رضي الله عن الجميع).
وفى كلمته بين فضيلة الدكتور/ أحمد فرج ريحان مفهوم التنمية ، وكونه مرتبطًا بأربعة عناصر : الإنتاجية ، توفير الظروف المناسبة للأفراد حتى يتمكنوا من رفع إنتاجيتهم ، والعدالة الاجتماعية ، تساوي الأفراد في الحصول على نفس الفرص، مؤكدًا أن دور المرأة في تحقيق التنمية والارتقاء بالمجتمع اقتصاديا لا يقل عن دور الرجل، ولهذا كانت المرأة على درجة واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال عند الله (عز وجل)، قال تعالى :”وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا“(الآية 70 من سورة الإسراء)، ولم يتركها الإسلام همًلا وإنما كلفها بالصلاة ، والصيام، والزكاة، والحج وغير ذلك كما كلف الرجل.
كما أكد فضيلته أن الاسلام أذن للمرأة أن تتصرف في أموالها استغلالًا وايجارًا ورهنًا وبيعًا ، ذاكرًا نماذج عديدة لدور المرأة من الناحية السياسية ، والاجتماعية ، والتربوية، مختتمًا كلمته بقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :” كلُّكم راعٍ ومَسئولٌ عن رَعيَّتِه؛ فالإمامُ راعٍ ومَسئولٌ عن رَعيَّتِه ، والرَّجلُ في أهلِه راعٍ وهو مَسئولٌ عن رَعيَّتِه، والمرأةُ في بيتِ زَوجِها راعيةٌ وهي مَسئولةٌ عن رعيَّتِها) رواه البخاري.