خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد فاطمة الزهراء بمدينة نصر ــ القاهرة
د / طارق محمد صبري — مدير الدعوة بأوقاف القاهرة :
مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان
الأديان جاءت لسعادة البشرية لا لتعاستها
الشيخ / محمد شحاته نده – مدير إدارة مدينة نصر شرق :
الحفاظ على الأوطان من مقاصد الشريعة
الشيخ / عبد الحليم محمود عبد الحليم – إمام مسجد فاطمة الزهراء بمدينة نصر :
إقامة الدين وتثبيته في النفوس من أهداف الرسالات السماوية
برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف, وبالتعاون بين وزارة الأوقاف وصحيفة عقيدتي أقيمت يوم السبت الموافق 16 / 2 / 2019م ندوة علمية كبرى بعنوان : ” المقاصد الكلية للتشريع وضرورة الحفاظ عليها ” بمسجد” فاطمة الزهراء ” بالقاهرة ، وحاضر فيها كل من : د/ طارق محمد صبري – مدير الدعوة بأوقاف القاهرة ، والشيخ /محمد شحاته نده – مدير إدارة مدينة نصر شرق , والشيخ / عبد الحليم محمود عبد الحليم – إمام المسجد ، وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ / إبراهيم نصر – مدير تحرير صحيفة عقيدتي.
وفى بداية كلمته تقدم د/ طارق محمد صبري – مدير الدعوة بأوقاف القاهرة بالشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف صاحب النهضة الدعوية والفكرية المستنيرة التي أعادت لوزارة الأوقاف دورها الريادي في مجال العمل الدعوي وخدمة الإسلام والمسلمين .
مشيرًا إلى أن الكليات الخمس التي تحدث عنها علماؤنا الأوائل هي : الدين ، والنفس ، والعقل ، والمال ، والعرض ، ولا بد أن تضاف كلية سادسة وهى حفظ الوطن , لأنها ركن أساسي في الأديان.
موضحًا أن مصالح الأوطان هى من صميم مقاصد الأديان ولا تنفك عنها، وأن كل ما يقوي دعائم بناء الدولة الوطنية واستقرارها ؛ يؤدي إلى قوتها ورقيها، وكل ما ينال من بناء الدولة واستقرار الوطن سواء أكان بالتخريب ، أم بالتدمير ، أو بالفساد ماديًا كالاستهداف والتفجير والتخريب , أم معنويًا كبث الفتن وترويج الأكاذيب والشائعات , هو من الجوانب التي تبغضها الأديان.
وفي ختام كلمته أكد فضيلته على أن الأديان جاءت لسعادة البشرية، لا لتعاستها ، وحيث تكون مصلحة البلاد والعباد فثمة شرع الله (عز وجل) .
وفي كلمته ثمن فضيلة الشيخ/ محمد شحاته نده – مدير إدارة مدينة نصر شرق جهود معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في قيادته الحكيمة للوزارة , حيث يعتبر معاليه من أهم المجددين للفكر الاسلامي , والدليل على ذلك أنه أول من جعل الكليات والمقاصد ست بدلا من خمس , بإضافة كلية سادسة وهي حفظ الوطن , لأن مقاصد الأديان لا تنفك عن مصالح الأوطان.
كما أكد على أن الحفاظ على الأوطان لا يقل أهمية عما ذكره العلماء من الكليات الأخرى ، لأن كل وطني شريف على استعداد لأن يفتدي وطنه بنفسه وماله ، فإننا نرى ضرورة إدراج حفظ الأوطان في عداد هذه الكليات , لا سيما في زماننا هذا ؛ حيث تتعرض أوطاننا للمؤامرات ومحاولات التفكيك ، موضحًا أن الإسلام قد دعا إلى حماية العقل من الأخبار الكاذبة والشائعات المغرضة لقوله تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ” ، وقال تعالى : ” إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ” ، وقال (عليه الصلاة والسلام) : ” كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع”.
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ / عبد الحليم محمود عبد الحليم – إمام مسجد فاطمة الزهراء بمدينة نصر على أن إقامة الدين وتثبيته في النفوس من أهداف الرسالات السماوية التي أنزلها الله -سبحانه وتعالى- لتنظيم علاقة الناس بربهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض .
وقد أوجب الإسلام الحفاظ على المال من خلال السعي في طلب الرزق ، وأباح المعاملات والمبادلات والتجارة , وللحفاظ على ذلك حرم الإسلام السرقة والغش والخيانة وأكل أموال الناس بالباطل , مؤكدًا أن حماية النفس من أهم المقاصد التي حرص الشرع عليها , حيث يقول الحق سبحانه : ” مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ” , وقوله (صلى الله عليه وسلم) : ” أكبر الكبائر الإشراك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وقول الزور، أو قال شهادة الزور ” .