خلال رئاسته لمناقشة رسالة “دكتوراه” الفلسفة في استراتيجية الأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية العليا
وزير الأوقاف يؤكد :
الدولة تتبنى استراتيجية شاملة في التنمية ومواجهة الإرهاب
وقواتنا المسلحة الباسلة يد تبني وتعمر والأخرى تحمي وتحرس
وبناء الإنسان لا يقل عن بناء العمران
دورة في مفاهيم الأمن القومي بأكاديمية الأوقاف
بالتعاون مع كلية الدفاع
والإعلام الوسطي ضرورة لتحقيق الأمن القومي
أ.د/ سامي الشريف عميد كلية الإعلام الأسبق :
وزير الأوقاف يقف على ثغر من أشد الثغور
في تجديد الخطاب الديني
اللواء الدكتور / حسام الدين أنور :
ضرورة التركيز على مفاهيم الأمن القومي
في مختلف المجالات
برئاسة معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف انعقدت اليوم الأحد الموافق 10 / 2 / 2019م بأكاديمية ناصر العسكرية العليا مناقشة رسالة “دكتوراه”, والمقدمة من الباحثة / مها مدحت حسين , تحت عنوان : ” الاستراتيجية المقترحة لتفعيل الخطاب الديني الوسطي في الإعلام المرئي وأثر ذلك على الأمن القومي ” , وبعضوية لواء دكتور / حسام الدين أنور أستاذ الاستراتيجية القومية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا , والأستاذ الدكتور/ سامي الشريف عميد كلية الإعلام الأسبق , وبحضور السيد اللواء / أشرف القاضي نائبًا عن مدير عام أكاديمية ناصر العسكرية العليا , والسيدة الدكتورة / درية شرف الدين وزير الإعلام الأسبق , و أ.د / محمد أبو زيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري , و أ.د / محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري سابقًا , والأستاذ / حسن سليمان رئيس إذاعة القرآن الكريم، ولفيف من السادة العسكريين والأكاديميين بأكاديمية ناصر العسكرية العليا , وعدد من السادة الإعلاميين.
وفي بداية المناقشة أعرب معالي وزير الأوقاف أ.د / محمد مختار جمعة عن سعادته البالغة بوجوده في أكاديمية ناصر العسكرية العليا التي لها دور كبير في احتضانها مثل هذه الأبحاث المتعلقة بالأمن القومي, مؤكدًا أن الدولة المصرية تتبنى استراتيجية شاملة في البناء والتعمير والتنمية المستدامة في كل ربوع الوطن، وتسابق الزمن بخطى ومعدلات غير مسبوقة في الإنجاز، وفي الوقت نفسه تواجه قوى الإرهاب والشر بكل قوة وحسم ، مشيرًا إلى أن قواتنا المسلحة الباسلة يد تبني وتعمر وأخرى تحمي وتحرس ، مما يتطلب منا جميعا روحا وطنية خالصة ، والتفافا حقيقيا حول المصلحة الوطنية ، مؤكدًا أن بناء الإنسان قبل بناء العمران , موضحًا أن الله (تعالى) قيض لنا قائدًا حكيمًا أخذ بالوطن إلى بر الأمان , مشيرًا إلى أن مفاهيم الأمن القومي جزء أساس من التدريب بأكاديمية الأوقاف الدولية.
كما أكد معاليه أنه لا بد من التفرقة بين النص المقدس الثابت غير القابل للمساس به أو الافتراء عليه أو النيل منه ، وهو النص القرآني ، والنص النبوي الثابت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وبين التراث الفكري البشري حول هذين النصين القرآني والنبوي ، المبني عليهما فهمًا أو تفسيرًا أو استنتاجًا أو تأويلًا ، مما يقبل الاجتهاد بضوابطه نظرًا لتغيُر الزمان والمكان والحال.
وفي سياق آخر أكد معاليه أن تصرفات النبي (صلى الله عليه وسلم) في إدارة الدولة تختلف فإنه لم يكن نبيًّا فحسب ، وإنما كان نبيًّا ورسولًا وحاكمًا، وقائدًا عسكريًّا ، فما تصرف فيه باعتباره نبيًّا ورسولًا فيما يتصل بشئون العقائد والعبادات والقيم ، والأخلاق ، وصح نسبته إليه (صلى الله عليه وسلم) أُخذ على النحو الذي بينه (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه ، ولا يختلف أمر البيان فيه باختلاف الزمان أو المكان ، لأنه من الأمور الثابتة.
أما ما تصرف فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) بصفته نبيًّا وحاكمًا ، أو بصفته نبيًّا وقائدًا عسكريًّا ، فقد تصرف فيه باعتبارين : باعتباره (صلى الله عليه وسلم ) نبيًّا ، واعتباره (صلى الله عليه وسلم) حاكمًا أو نبيًّا أو قائدًا ، ومما تصرف فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) باعتباره قائدًا عسكريًّا قوله (صلى الله عليه وسلم) : ” من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه” فلا يجوز لأحد الآن أن يفعل ذلك ، فإذا قتل إرهابيًّا في مواجهة إرهابية فلا يجوز له أن يقول : أنا أولى بسلاحه أو سيارته وهاتفه وما كان معه من أموال ، لأن تصرف النبي (صلى الله عليه وسلم) كان بصفته حاكمًا وقائدًا عسكريًّا ، وهذا يرجع إلى ما تنظمه القوانين والدساتير العصرية ونظام الدولة .
كما أكد معاليه أن الجماعات المتطرفة قامت بعملية انتقائية لكتب التراث , وتركت ما تستقيم به الحياة استقامة راسخة , ودورنا أن نرد الناس إلى دينهم ردًّا جميلًا , ومن هنا كان تفعيل دور الخطاب الديني وتفصيله في رسائل الإعلام الوسطي ضرورة لتحقيق الأمن القومي.
وفي ختام كلمته أكد معاليه على أهمية الاستفادة من المساحة المتاحة في عرض البرامج الدينية ؛ حتى تسهم في تجديد الخطاب الديني المأمول, مع ضرورة وضع صلاحيات مناسبة للإعلام للسيطرة على المعروض في القنوات المختلفة.
وفي كلمته قدم أ.د / سامي الشريف عميد كلية الإعلام الأسبق خالص الشكر والتقدير لمعالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف , مؤكدًا أنه يقف على ثغر من أشد الثغور , وهو من المجددين الذين ذكرتهم كتب التراث , داعيًا الله تعالى له بالتوفيق والسداد في مواجهة التحديات الفكرية التي تمر بها البلاد الإسلامية .
كما أكد سيادته أنه يوجد دور عظيم وكبير لوزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير ، وهو دور يستحق الإشادة ، وينبغي الوقوف عليه بمزيد من التفصيل والإيضاح , مشيرًا إلى أن القاعدة المستقاة من كلام معالي وزير الأوقاف ، والتي لا نزال نرددها ونسعى لتعميم نشرها في كل المجتمع ، هي أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان.
وفي كلمته أعرب اللواء الدكتور/ حسام الدين أنور أستاذ الاستراتيجية القومية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا عن سعادته البالغة بالموضوع الذي اختارته الباحثة ، وأنه شرف كبير أن يكون بين عالمين كبيرين , معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيسًا، و أ.د / سامي الشريف عضوًا , مؤكدًا على ضرورة إبراز شيء من التفصيل لأثر الإعلام المرئي على الأمن القومي المصري , موضحًا أنه لا بد من إسقاط هذه القضية على الواقع المصري , وإيجاد الحلول والمقترحات لمعالجتها ، مؤكدًا على ضرورة التركيز على مفاهيم الأمن القومي في مختلف المجالات.
وفي ختام المناقشة قررت اللجنة بالإجماع برئاسة معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف منح الباحثة درجة العالمية الدكتوراه بتقدير “ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى”.