خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد النيل بالعجوزة
د / عبد الناصر نسيم – وكيل الوزارة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية :
ديننا الحنيف اهتم بالطفل اهتماما كبيرا , وجعل له حقوقا كثيرة
فاقت في شموليتها ومراحلها كل الأنظمة العالمية والقوانين الأرضية
د/ محمد نصار – الإرشاد الديني بالديوان العام :
شريعة الإسلام سبقت الأعراف والمواثيق الدولية
في إقرار حقوق الطفل
الشيخ/ محمود محمد محمد مبروك – إمام مسجد النيل بالعجوزة :
القرآن الكريم جاء ليرسم لنا معالم
المنهج الصحيح في تربية الأولاد
وصولا بهم إلى بر الأمان
برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف , وبالتعاون بين وزارة الأوقاف وصحيفة عقيدتي , أقيمت يوم السبت الموافق 9 / 2 / 2019م ندوة علمية كبرى بعنوان :” حقوق الطفل قبل الولادة وبعدها ” بمسجد” النيل ” بالعجوزة ، وحاضر فيها كل من : د / عبد الناصر نسيم – وكيل الوزارة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية , و د/ محمد نصار – بالإرشاد الديني بالوزارة , والشيخ / محمود محمد محمد مبروك – إمام مسجد النيل بالعجوزة , وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ / إبراهيم نصر – مدير تحرير صحيفة عقيدتي.
وفي كلمته أكد الدكتور / عبد الناصر نسيم – وكيل الوزارة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن دور معالي وزير الأوقاف التوعوي والدعوي الغير مسبوق في تاريخ الوزارة لهو خير شاهد على اهتمام مؤسسات الدولة بحقوق الأطفال وجعلها واقعًا عمليًّا , بالإضافة إلى مراكز الطفولة والأمومة , ومراكز رعاية الطفل المنتشرة في ربوع الوطن والتنسيق بينها وبين وزارة الأوقاف , وهو عمل تقوم به المؤسسات تحقيقا لرعاية الأطفال والحفاظ على مصالحهم وحقهم في حياة أفضل ليرفعوا راية دينهم ويقدموا كل ما في وسعهم لوطنهم وليشاركوا في بناء مستقبل أمتهم , مشيرا إلى مصر كان لها السبق في رعايتها لحقوق الطفل في الحياة الكريمة ، مشيرًا إلى أن ديننا الحنيف اهتم بالطفل , فجعل له حقوقا كثيرة فاقت في شموليتها ومراحلها كل الأنظمة العالمية والقوانين الأرضية قديمها وحديثها , ووضع حقوقًا مشروعة للطفل قبل ان يُخلق ؛ بهدف إخراج رجال قادرين على بناء الأوطان , ومن هذه الحقوق العظيمة : حقه في اختيار أم صالحة قادرة على تربية أولادها تربية صالحة نافعة تقوم على مكارم الأخلاق ، وحقه في الحياة من خلال التوجيه النبوي الشريف في الدعاء عند الجماع، والذي يحفظ الجنين من الشيطان؛ فعن ابن عباس (رضي الله عنهما) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، لَمْ يَضُرُّهُ” ، وكذلك أوجبت شريعة الإسلام النفقة للطفل أو الجنين , وذلك في قول الله تعالى : ” وإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ” (سورة الطلاق : 6).
كما أوضح فضيلته أن الإسلام اهتم بمرحلة الطفولة اهتماما بالغا ؛ لأنها هي اللبنة الأولى والأساسية في بناء شخصية الفرد إيجابا وسلبا ؛ لذلك لا ينبغي أن نتغاضى نحن عن هذه الحقوق في ظل هذا الاهتمام البالغ من ديننا الحنيف.
وفي كلمته أكد فضيلة الدكتور / محمد نصار – بالإرشاد الديني بالوزارة أن شريعة الإسلام سبقت الأعراف والمواثيق الدولية في إقرار حقوق الطفل , وفرضت ما له من واجبات ، مع ضرورة العناية بالجنين قبل ولادته، من حسن اختيار الأم ، والعناية بصحتها في الحمل، وحفظ نسبه، وحقه في الرضاعة والحضانة ، والنفقة ، والتربية والتعليم ، داخل أطر وأبعاد مختلفة، تتلخص في : التربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية الإيمانية والأخلاقية، والتربية النفسية، والتربية الاجتماعية ، مشيرًا إلى أن أطفال الإعاقة يحظون في التشريع الإسلامي بنصيب وافر من الحقوق المكفولة من قبيل التراحم والتكافل، لقول النبي ( إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم).
كما أوضح فضيلته أن مرحلة الطفولة هي مرحلة بالغة الأهمية ، شديدة التأثير في مستقبل الطفل ، لأنه فيها يزداد نشاطه وحركته، ويميل إلى الواقعية والموضوعية، وهي المرحلة التي تتكون فيها لدى الطفل القيم والمبادئ، وهى أخصب مرحلة لتكوين الضمير الديني والإنساني والوطني, مشيرا إلى أن الحفاظ على حياة الطفل وصحته ونموه هي عناية بقوة المجتمع ، والحفاظ عليه من الضعف والانحلال الخلقي، والتفكك المجتمعي.
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ/ محمود محمد محمد مبروك – إمام مسجد النيل بالعجوزة أن القرآن الكريم جاء ليرسم لنا معالم المنهج الصحيح في تربية الأولاد وصولا بهم إلى بر الأمان ، موضحًا أن حق الطفل قبل الولادة يتمثل في الحفاظ على حياته وصحته , حيث اتفق العلماء على أن حياة الجنين محفوظة ويحرم المساس بها , فقد منع الإسلام كل أذى يصل لأم الطفل أثناء حملها , حتى أجاز للمرأة أن تفطر في رمضان إذا كان الحمل يضعفها ويؤثر على صحتها , ويلحق الضرر بها ؛ وذلك حرصًا على سلامة الجنين ، فعن أَنَسٍ (رضي الله عنهُ) ، عَنْ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ الْمُسَافِرِ نِصْفَ الصَّلاةِ ، وَالصَّوْمَ ، وَعَنْ الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ ) ، ومن هنا يتبين لنا مدى حرص الإسلام واهتمامه بحق الطفل في الحياة التي وهبه الله إياها ، فلا يؤثر على استحقاقه لها أيُّ سببٍ من الأسباب رِعَايةً لهذا الحق.