خلال خطبة الجمعة بمسجد الشرطة بالتجمع الأول
وزير الأوقاف يؤكد :
مصر 2019م استعادت الدولة والدين معًا ومصر اليوم ليست كالأمس
حفظ الوطن من المقاصد الكلية للتشريع ووعي حقيقي بطبيعة المرحلة
ارتباط وثيق بين الأمن والاقتصاد والأديان لا بد لها من وطن قوي يحميها
إطلاق قضية دعوية كل أسبوع في إطار مبادرة
تعالوا نجرب والبداية بـ ” يوم الوفاء للشهداء”
ألقى معالي أ.د/محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم 25 / 1 / 2019 م الموافق 19من جمادى الأولى 1440هـ خطبة الجمعة بمسجد الشرطة بالتجمع الأول ، بعنوان : ” بناء الوعي وأثره في مواجهة التحديات “.
وفي بداية خطبته أكد معالي أ.د/محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على أن الفضل لله وحده القائل في كتابه العزيز : “وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلكن لَّا تَشْعُرُونَ” , وقوله أيضًا “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” , وقوله صلى الله عليه وسلم : “والذي نفسي بيده لا يُكْلَم أحد في سبيل الله – والله أعلم بمن يكلم في سبيله – إلا جاء يوم القيامة ، اللون لون دم ، والريح ريح مسك ” ؛ ولذلك فإننا في حالة تستدعي مزيدًا من شكر الله عزوجل على ما أنعم به علينا سبحانه من استعادة نعمة الأمن والأمان بفضله وكرمه ومنه , موضحًا أنه من خلال الواقع الذي نعيشه يمكن القول أن مصر 2019م بفضل الله عزوجل قد استعادت الدولة والدين معًا , من حيث نعمة الله وفضله بالأمن والأمان , وبالنقلة النوعية الحديثة في كل المجالات : كالكهرباء , والطاقة , والإسكان , واستطلاح الأراضي , والعاصمة الإدارية الجديدة التي ستكون عنوانا لمصر الجديدة الحديثة المتقدمة المتطورة ؛ مما يؤكد أن مصر تتطور وتتقدم وتنتقل إلى عصر جديد في كل المجالات , وهذا يرجع لفضل الله تعالى القائل في كتابه العزيز ” ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ” , ثم إن الله عز وجل وفق وهيأ لمصر قائدًا حكيمًا , له رؤية وحكمة واضحة لمصر المستقبل, حيث استطاع بفضل الله تعالى أن يعبر بالوطن إلى بر الأمان من تلك العواصف التي ضربت كثيرًا من دول المنطقة العربية, مؤكدًا أن الجيش والشرطة يحميان ويبنيان , وهذه ميزة كبيرة ؛ لأنه إذا أضيف إلى الحماية البناء والمساهمة في التعمير ,فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء , مع وجود شعب واع ومتحضر -بعلمائه وكتابه ومفكريه- وكل وطني أدرك حجم المخاطر فأسهم في بناء وطنه والحفاظ عليه .
كما أكد معاليه أن مصر 2019م استعادت استعادة الدين من الجماعات التي حاولت أن تختطفه بعيدًا عما المنهج المستنير , مؤكدًا أن الأديان جاءت لسعادة الناس ؛ حيث يقول الحق سبحانه :” طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى” , فالأديان لم تأت لتعاسة الناس ولا لشقائهم , وإنما جاءت لسعادتهم.
كما أشار معاليه أننا أكدنا في مؤتمرنا بحضور أكثر من أربعين دولة – من مختلف دول العالم- أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان , وأن حفظ الوطن يجب أن يدرج في المقاصد العامة الكلية للتشريع .
وفي سياق متصل أكد معاليه على أن أهل العلم والفقهاء – قديما وحديثا – أجمعوا على أن العدو إذا دخل بلدًا من بلادنا كان الدفاع عن البلد فرض عين على جميع أبنائه رجالًا ونساء , شبابهم وشيوخهم , مسلحهم وأعزلهم , كلٌ وفق إمكاناته وقدرته واستطاعته , والدور الذي يكلف به , مؤكدًا على أن شأن الدين , وأن القيام على أمر المساجد والدعوة من الولايات العامة التي لا يجب أن تترك لأحزاب ولا لجماعات ولا لجميعات , وكما أقر العلماء فإن الولاية العامة تكون لرئيس الدولة , والولاية على الجند لوزير الدفاع, والولاية على الشرطة لوزير الداخلية , والولاية على القضاء لوزير العدل , والولاية على الأسواق لوزارة التموين أو التجارة – وفق ما تقرره شئون كل دولة – فالولاية على المساجد المعبر عنها بالولاية على الصلاة هى كذلك من شأن الدول , وليس الأفراد أو الجماعات أو الأحزاب أو الجمعيات .
وفي ختام خطبته أكد معاليه على أن أنه يوجد ارتباط وثيق بين الأمن والرزق , أو بين الأمن والاقتصاد , وبدون أمن لا توجد دولة ولا يوجد اقتصاد ؛ حيث يقول رب العزة : ” أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ ” ” (سورة القصص : 57) , وقوله تعالى : ” رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ” ( سورة إبراهيم : 35-37). , فقد دعا إبراهيم ربه الله بدعوتين : الأولي أن يكون البلد آمنًا , والثانية طلب الرزق , حيث بدأ بالأمن وانتهى بطلب الرزق ؛ ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” من أصبح منكم آمنًا في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ” .
مؤكدًا أننا بصدد إطلاق قضية دعوية في بداية كل أسبوع , تكون خادمة للمجتمع , والبداية بـ” يوم الوفاء للشهداء ” ؛ وذلك تقديرًا لتضحياتهم العظيمة , وسنحدد في كل جمعة قضية تخدم المجتمع ؛ حتى نحيا بوعي ديني ووعي مجتمعي , وقضية هذا الأسبوع من اليوم الجمعة 25 / 1 / 2019 م حتى الخميس 31 / 1 / 2019م , قضية الوفاء للشهداء , أما قضية الجمعة القادمة 1 / 2 / 2019م فهى احترام النظام العام , والجمعة التى تليها عن النظافة والجمال , تعالوا نجمل , في إطار مبادرتنا الكبرى ” تعالوا نجرب “.