فعاليات الجلسة العلمية الرابعة في اليوم الثاني للمؤتمر الدولي التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
بعنوان :
” دور الإعلام والتعليم في بناء الشخصية الوطنية “
برئاسة أ.د/ أحمد عطية وزير الأوقاف والإرشاد اليمني
أ.د/ سميرة رجب مبعوث الديوان الملكي بالبحرين :
التطور الهائل للإعلام ووسائله يتطلب مواجهة شاملة
أ.د/ عمرو حمروش عضو مجلس النواب :
الخطاب الثقافي مسئولية للنهوض بالشعوب والأمم
أ.د/ سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات :
وسائل الإعلام كفيلة ببناء الشخصية الوطنية
أ.د/ سامي عبد العزيز العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة :
الإعلام يسهم في بناء الإنسان ويعزز الانتماء الوطني
أ.د / حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية :
مؤسسات المجتمع المدني تسهم في بناء الشخصية الوطنية
أ.د/ جمال رجب سيدبي نائب رئيس جامعة السويس سابقًا :
المعلم القدوة صاحب وعي بالتحديات ومشكلات العصر
انعقدت الجلسة العلمية الرابعة لليوم الثاني على التوالي للمؤتمر الدولي التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت عنوان ” دور الإعلام والتعليم في بناء الشخصية الوطنية “ برئاسة أ.د / أحمد عطية وزير الأوقاف والإرشاد اليمني.
وفي بداية كلمتها قدمت أ.د/ سميرة رجب مبعوث الديوان الملكي بالبحرين جزيل الشكر لمعالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على جهده ودقة اختياره لموضوع المؤتمر , مؤكدة أن المؤسسات الثقافية إنما تجمع أفكارًا لمجموعة من المثقفين لأجل نشر عادات وتقاليد معينة , وأن الثقافة ليست مكونًا ثابتًا بل تتغير حسب الظروف والأحوال , موضحة أن التطور الهائل للإعلام ووسائله لم يعد من الممكن السيطرة عليها إلا بصعوبة بالغة ، مع أنها المؤثرة في تربية العقول، وأن المؤسسات والشركات العالمية لها دور في التأثير ونشر ما تريده من أفكار سواء أكانت أفكارًا هدامة أم بناءة ؛ وذلك لخدمة أهداف معينة معدة سلفًا من أصحاب الشركات العالمية , مشية إلى أن هناك 90 % من أخبار العالم تخرج من ثلاث مؤسسات ووكالات أنباء عالمية , وقد صدرت تلك الوكالات أن الإسلام دين إرهابي وأن المسلمين إرهابيون، مما يتطلب آليه منهجية لتفعيل ذلك وبيان سماحة الإسلام ووسطيته.
وفي كلمته قدم أ.د/ عمرو حمروش الأستاذ بكلية الشريعة والقانون وعضو مجلس النواب أسمى آيات الشكر والاحترام للسيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية , ذلك القائد الذي نذر نفسه لخدمة شعبه ووطنه , وكما عبر عن خالص امتنانه لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، على تنظيمه لهذا المؤتمر الدولي الذي يحمل عنوان : (بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها) , والذي جاء معبرًا عن هموم وقضايا الأمة , موضحًا أن الثقافة تعد روح الأمة وعنوان هويتها، وهي من الركائز الأساسية في بناء الأمم وتحقيق نهضتها؛ فلكل أمة ثقافتها التي تستمد منها عناصرها ومقوماتها وخصائصها، وتصطبغ بصبغتها فتنسب إليها، ولكل مجتمع ثقافته التي يتسم بها، ولكل ثقافة مميزاتها وخصائصها , مؤكدًا أن الخطاب الثقافي هو مسئولية للنهوض بمتطلبات الشعوب والأمم، في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية، والتي يبحث فيها الجميع عما يحقق أسباب الرقي والازدهار والارتقاء والنهضة للمجتمع كله.
كما أضاف سيادته أنه لكى نقدم لمجتمعنا فكرًا تنويريًّا يواجه التطرف، وينبذ العنف، ويصحح المفاهيم، وينشر قيم الأمن والسلام، علينا أن نعي قضية الخطاب الثقافي الوطني لتجديده وفق القضايا الملحة في الوقت الحاضر لبناء الشخصية الوطنية، لا سيما بعد تنامي الحديث عن الهوية والانتماء إلى الثقافة العربية والإسلامية.
وفي كلمته أكد أ.د/ سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات على أن وسائل الإعلام على تنوعها المرئي والمسموع والمقروء والإلكتروني كفيلة ببناء الشخصية الوطنية الفاعلة في المجتمع، شريطة أن يتم توظيف أدائها بشكل علمي مدروس، وبجهود متكاملة من قبل خبراء إعلاميين ممارسين وأكاديميين، وخبراء في مجالات علم النفس الإعلامي والاجتماعي ومجالات الاتصال.
كما أوضح سيادته أن التأثير الفعلي لوسائل الإعلام على المجتمع يكمن فيما تقدمه من معلومات عبر مساحات كبيرة، وعلى مدار الساعة، من خلال مختلف المنصات والوسائط الإعلامية، لأنها تسهم في بناء الاتجاهات والسلوكيات عند الفرد، والتأثير على التنشئة الاجتماعية.
مؤكدًا أن للإعلام دور ًا بالغ الأهمية في بناء الإنسان عبر تعزيز انتمائه الوطني، وتثقيفه وتعريفه بحقوقه وواجباته في الميادين كافة، وكذلك في بناء المجتمع من خلال الارتقاء بالرؤى والتصورات التي تساعد الناس على أن يصبحوا قيمة مضافة في عملية التنمية، ومنصهرين في المجتمع الوطني.
وفي كلمته أكد أ.د/ سامي عبد العزيز العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة على أن الإعلام الوطني في جوهره ينبغي أن يكون عملية وطنية سياسية واقتصادية واجتماعية وعلمية وثقافية تتصل بمجمل حياة المواطنين والوطن، موضحًا أن القصد من مصطلح “الشخصية الوطنية” هو شخصية المواطن الذى يتمتع بعناصر المواطنة ومواصفاتها الحقيقية، وخاصة الانتماء للوطن، ويتمتع بإحساس فطري بالمسئولية الوطنية، مما يتطلب الصقل والبلورة والبناء الموضوعي لهذه الشخصية وسماتها الفكرية والعقلية وأدوارها المجتمعية.
وفي ختام كلمته أكد على أن التوظيف الإيجابي لشبكات التواصل الاجتماعي في خدمة المجتمع والتكافل الاجتماعي، يسهم في توجيه الرأي العام نحو العديد من القضايا عبر حملات التوعية الاجتماعية وغيرها.
وفي كلمته أوضح أ.د / حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية أن هذا المؤتمر يتصدى لبحث موضوع في غاية الأهمية لمصر ومستقبلها؛ وذلك لأنه يتطرق إلى بناء الشخصية الوطنية التي نما في قلبها حب مصر، وتقديم الحلول والأطروحات التي تثمر شخصية مخلصة في عملها تحب مصر وتقدمها وتفديها بكل غال ونفيس , موضحًا أن منظمات المجتمع المدني تشمل المنظمات غير الحكومية التي تعمل على كفالة الأيتام ورعايتهم، أو جمع الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية وإيوائهم، أو تعمل على علاج المرضى, أو تعليم أبناء الفقراء، أو الرفق بالحيوان، أو القضاء على الأمراض الاجتماعية كالتدخين والإدمان، أو حماية المستهلكين، أو تعمل على رعاية المسنين والعجزة، أو تعمل على توفير المساكن لغير القادرين، أو توفير فرص العمل للشباب، أو تزويج غير القادرين وغير القادرات، إلى غير ذلك من أنشطة .
وفي ختام كلمته أوضح أنه يمكن للمجتمع المدني ومؤسساته المساهمة بشكل فعال في بناء وتكوين الشخصية الوطنية النافعة، وأن الكثير من الهيئات تستطيع أن تقوم بتنمية شاملة لتخفيف العبء عن الحكومة، وتنتج لنا الشخصية الوطنية التي نهدف لبنائها، وتؤثر على الإنسان.
وفي بداية كلمته أكد أ.د/ جمال رجب سيدبي نائب رئيس جامعة السويس سابقًا على أن المعلم له دور كبير في تنشئة الأجيال الموجهة الرشيدة, وبدون المعلم الكفء يخسر المجتمع كثيرًا ؛ لأن المعلم يلعب أدوارًا مختلفة في صقل شخصية طلابه وتوجيهها الوجهة الرشيدة, ولم تتقدم الأمم والشعوب من حولنا شرقًا وغربًا إلا بالمعلم والتعليم الجيد، مؤكدًا على أهمية الجمع بين الأصالة والمعاصرة, والعودة إلى ينابيع الإسلام الأولى, للانطلاق بمجتمعاتنا الإسلامية نحو تحقيق التنمية المستدامة فى كل مجال من مجالات حياتنا.
كما أكد سيادته على أن المعلم القدوة ينبغي أن يكون على وعى بالتحديات ومشكلات العصر، مثل: العولمة وثورة الاتصالات والانفجار المعرفي، كل في مجال تخصصه، حتى لا يكون بين المعلم وطلابه مسافة بعيدة عن مجريات الأمور التي تدور حوله، حتى ينجح في الوصول إلى نفسية طلابه، مبينًا أهمية معرفة لغة العصر وقضاياه وإشكالاته بالنسبة للمعلم, حتى يصبح بين المعلم وتلامذته مسافة بعيدة، ولن ينجح في التأثير الإيجابي في شخصيتهم؛ لأنهم في وادٍ وما يفكر هو فيه في وادٍ آخر.
وفي ختام كلمته أكد سيادته على أن معرفة المعلم بكل ما يدور حوله من مجريات الأمور على المستوى المحلى والدولي من المفاهيم الأساسية التي ينبغي أن يحرص عليها المعلم القدوة في واقعنا المعاصر، فلقد طلب النبي (صلى الله عليه وسلم )من سيدنا زيد بن ثابت تعلم لغة أجنبية في غضون أيام, ولعمرى هذا الدرس النبوي من الدروس المهمة في حياتنا المعاصرة، فيجب أن نعيش العصر وأن يعيش العصر فينا حتى نستطيع التعامل معه.