فعاليات الجلسة العلمية الثالثة في اليوم الأول للمؤتمر الدولي التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
بعنوان :
” دور الخطاب الديني المستنير في بناء الشخصية الوطنية “
أ.د/ مهجة غالب :
الانفجار السكاني يجعل الأسرة ضعيفة
أ.د / محمد الشحات الجندي :
القسط الوافر من التعليم مهم لبناء الشخصية الوطنية للمرأة
الواعظة / يمنى محمد أبو النصر :
مواجهة الأفكار المتطرفة تبني إنسانًا متعاونًا مع وطنه في كل الظروف
الواعظة / وفاء عبد السلام :
الإسلام رفع قدر المرأة وأعطاها حقوقها كاملة
الواعظة / نيفين حسن :
المسئولية الوطنية لها دور كبير في نهضة وتنمية المجتمع
الواعظة / ميرفت عزت :
الحفاظ على الوطن أحد الكليات الست
والمرأة صانعة الأجيال
انعقدت الجلسة العلمية الثالثة لليوم الأول لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التاسع والعشرين تحت عنوان ” دور الخطاب الديني المستنير في بناء الشخصية الوطنية “ برئاسة أ.د/ آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب.
وفي كلمتها أكدت أ.د/ مهجة غالب أن حب الأوطان من الإيمان، ومن خلال الوطن وعلى أرضه تأتي المقاصد الخمسة للدين ، مؤكدة أن الخطاب الوطني ركن أساسي في بناء مجتمع سليم ، يتطلب تكاتف الجميع من أجل الوطن ونهضته ، مشيرة إلى ضرورة أن يعيش الدعاة قضايا المجتمع، ولا ينفصلون عنها حتى لا يكون الناس في وادٍ والدعاة في وادٍ آخر، بعيدين عن أحداث المجتمع .
كما أكدت أن قضية الانفجار السكاني قد جعلت الأسرة ضعيفة ، وأن الأسرة لن تكون قوية إلا إذا تحقق فيها التوازن والتنظيم، وإلا انقلب الأمر إلى أعباء ثقيلة، موضحةً أنه لا قيام لأمور الدنيا دون قيام أمور الدين والعكس، وأن النعمة يجب علينا أن نتعامل معها على وجه العناية والشكر، وإلا تحولت إلى نقمة وصارت عبئًا على المجتمع بأسره ، مضيفة أن جميع مؤسسات الدولة يجب أن تتكاتف وتستمر في مواجهة الأفكار الهدامة على كافة المستويات.
وفي كلمته أكد أ.د/ محمد الشحات الجندي أنه يجب علينا أن نقدم جيلاً صالحًا من خلال بناء الشخصية الوطنية ، موضحًا أنه لابد من استعادة القيم الدينية والأخلاقية البناءة ، ومن المهم أن تتصدر المرأة المسلمة بجانب الرجل لتصحيح المفاهيم الإسلامية ، فأمامنا تحديات كثيرة اقتصادية واجتماعية ودينية.
كما أشار إلى أن للمرأة دورًا خلاقًا في بناء الدولة ، ومواجهة مخاطر التطرف والإلحاد ، وأضاف فضيلته أن القسط الوافر من التعليم مهم لبناء الشخصية الوطنية للمرأة ، حيث إن الأم تعلم في مرحلة مبكرة فهي مدرسة ولها دور محوري ، مبينًا أن الإسلام أعطى كل اهتمام للمرأة ، فقد كانت أم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها) حصنًا حصينًا للنبي (صلى الله عليه وسلم)، وروت السيدة عائشة (رضي الله عنها) أحاديث كثيرة للأمة، وكذلك السيدة أم سلمة (رضي الله عنها) لها موقفها المشهود والمعلوم في صلح الحديبية.
وفي ختام كلمته أوضح أن للإسلام دورًا عظيمًا في بناء الشخصية المتزنة في جميع أحوالها ، ضاربًا على ذلك مثالاً للخنساء الشاعرة المخضرمة المعروفة ، فقد رثت أخاها قبل الإسلام بقصائد عديدة ذاعت الصيط، ولما أسلمت واستشهد أولادها الأربعة حمدت ربها وشكرته ، وسألته أن يجمعها معهم في مستقر رحمته.
وفي كلمتها قدمت الواعظة / يمنى محمد أبو النصر الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على تمكينه للمرأة في العمل الدعوي، ورعاية دورها الأصلي في تصحيح الخطاب الديني ، ومواجهة الأفكار المتطرفة ، مؤكدة أن الإسلام يبني إنسانًا يتعاون مع كل الظروف مُحِبًا لوطنه مشددة على أن الشخصية الوطنية لا بد وأن تكون إيجابية وفعَّالةً.
وفي كلمتها أشارت الواعظة / وفاء عبد السلام إلى قيمة ومكانة المرأة في الإسلام وعنايته بها بنتًا وأختًا وأمًّا ، وأن الإسلام رفع قدر المرأة وأعطاها حقوقها كاملة بما لم تصل إليها الحضارة الغربية الآن.
كما أكدت أن دور المرأة في الحضارة الإسلامية لا يُنْكَر على كافة الأصعدة ، العلمية والاجتماعية بل والحربية ؛ فقد كانت تشارك الرجال في المعارك على عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، وأضافت أن المرأة تُعَدُّ خط الدفاع الأول في وقاية الوطن والأسرة من الأخطاء المحدقة بالشباب والنشء ، وأن المرأة رغم قيامها بشأن أسرتها وأولادها فقد شاركت في كافة مجالات التنمية الوطنية.
وفي ختام كلمتها قدمت خالص الشكر لمعالي وزير الأوقاف الذي أتاح هذه الفرصة للواعظات متمنية أن تحذوا بقية الدول حذو مصر في ترسيخ العمل الدعوي للمرأة المسلمة.
وفي كلمتها أكدت الواعظة / نيفين حسن أن المسئولية الوطنية لها دور كبير في نهضة وتنمية المجتمع فكل شخص مسئول له حق وعليه واجبات قال صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”. وأضافت أن المسئولية كما هي تكليف فهي تشريف وليست تخويف ، فالوالدان مسئولان عن الأسرة ماديا وأخلاقيا وروحيا، ففلاح النشء متوقف بصورة كبيرة على قيام الوالدين بدورهما والحفاظ على مسئولياتهما ، كما أكدت أن الله عز وجل سوف يحاسب ويسأل كلا من عما قدم قال صلى الله عليه وسلم ” لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ ” . وفي ختام كلمتها أشارت إلى أهمية هذا المؤتمر وإلى خطورة وأهمية مواجهة التطرف بكل أنواعه.
وفي كلمتها أكدت الواعظة / ميرفت عزت أن الإسلام قد كرم المرأة وذكرها في القرآن الكريم بجانب الرجل قال تعالى: ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.
وأشارت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجالِ”، مبينة أن المرأة لديها القدرة على التحمل والعطاء وصناعة الأجيال القادمة المحبة لوطنها.
وأوضحت أن دور المرأة في صناعة الشخصية الوطنية يبدأ بغرس حب الوطن في نفوس الصغار. وقالت: أتمنى أن يكون هناك دورات تدريبية تحت عنوان “حب الوطن” ، مضيفة أن الإعلام له دور كبير في بناء الشخصية الوطنية لما له من تأثير كبير على العقول.
وفي ختام كلمتها أكدت على أن الحفاظ على الوطن أحد الكليات الست وأن حب الوطن من الإيمان.
وفي ختام الجلسة عبر معالي الأستاذ الدكتور / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن سعادته بأداء الواعظات ، وأنهن مفوهات طليقات اللسان ، وهن في ذلك ليسوا بأقل من الرجال ، مؤكدًا أن هدفنا الارتقاء بمستوى الأئمة والواعظات من الوعظ إلى العلم ، ومن الحفظ والتلقين إلى الإدراك والفهم والتفكير ؛ لتكوين عقلية قادرة على الوعي بقضايا العصر وإدراك مستجداته وخلق حالة متميزة من الاستنارة العامة، وبفضل الله تعالى حققت وزارة الأوقاف نجاحًا ملموسًا وواضحًا في مجال التدريب والتثقيف بغية مسابقة الزمن في التميز.