:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

خلال لقائه بضيوف المؤتمر
وزير الأوقاف يؤكد :
مشروعية الدولة الوطنية
والحفاظ عليها أمر غير قابل للجدل

العلاقة بين الدين والدولة علاقة تكاملية لا تضاد

وحفظ الأوطان أحد المقاصد الكلية الضرورية

التي ينبغي الحفاظ عليها

  في بداية كلمته رحب معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالسادة الضيوف ، موجهًا لهم الشكر على  إجابة الدعوة ، مؤكدًا على أن أصحاب الأفكار المتطرفة والجماعات الإرهابية وضعوا الناس في فهم خاطئ وهو التقابلية بين الدين والدنيا،  فهم يقولون: إما أن تختار الدين أو الدنيا، مع أن واجبنا أن نعمر الدنيا بالدين ، فحاولوا وضع الناس بين خيارين إما الدين وإما الدنيا ، وهذا فهم خاطئ يجب تصحيحه، وما أجمل أن نحيي الدنيا بالدين ، قال الله تعالى: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة”، وأن مشروعية الدولة الوطنية والحفاظ عليها أمر غير قابل للجدل  و التشكيك ، بل هو أصل راسخ من أصول الدين.

  وفي سياق متصل أوضح معاليه أن العلماء تحدثوا عن الكليات التي ينبغي الحفاظ عليها ، فجعلها بعضهم خمسًا هي: الدين، والنفس ، والعقل ، والمال والعرض، مع اختلافات يسيرة في تقديم بعضها على بعض أو تأخير بعضها عن بعض ، وقد جعلها بعضهم ستًّا ، فقال : هي الدين ، فالنفس، فالعقل، فالنسب ، فالمال ، والعرض .

  على أننا نفهم أمر الكليات في إطار شديد الوضوح  للثابت والمتغير، فالنص المقدس قرآنًا كان أو سنة ، وما كتب حوله أو عنه من شروح أو رؤى أو استنباطات أو اجتهادات في ضوء فهم النص فهو من باب القابل للتغيير ، فما وافق عصره وزمانه ومكانه وكان مناسبًا لعصرنا وزماننا ومكاننا عملنا به وشكرناهم عليه، وحمدنا لعلمائنا الأوائل سبقهم إليه وحسن اجتهادهم فيه، مؤكدًا أن حفظ الأوطان أحد المقاصد الكلية الضرورية التي ينبغي الحفاظ عليها ، وأن الحفاظ على الوطن هو أحد هذه الكليات ، التي هي : الدين ، والوطن ، والنفس ، والعقل ، والمال ، والعرض ، لأن الإنسان الحر الأبي يفتدي وطنه بنفسه وماله ، وإذا ضاع الوطن ضاعت بضياعه الكليات الأخرى في هذا الوطن على أقل تقدير  .

   وفي سياق آخر أكد  معاليه أن تصرفات النبي (صلى الله عليه وسلم) في إدارة الدولة تختلف فإنه لم يكن نبينًا فحسب ، وإنما كان نبيًا ورسولًا وحاكمًا ، وقائدًا عسكريًا ، فما تصرف فيه باعتباره نبينًا ورسولًا فيما يتصل بشئون العقائد والعبادات والقيم ، والأخلاق ، وصح نسبته إليه (صلى الله عليه وسلم) أُخذ على النحو الذي بينه (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه ، ولا يختلف أمر البيان فيه باختلاف الزمان أو المكان ، لأنه من الأمور الثابتة.

  أما ما تصرف فيه النبي (صلى الله عليه وسلم ) بصفته نبيًا وحاكمًا ، أو بصفته نبيًا وقائدًا عسكريًا ، أو بصفته نبيًا وقاضيًا ، فهو تصرف باعتبارين : باعتباره (صلى الله عليه وسلم ) نبيًا ، واعتباره (صلى الله عليه وسلم ) حاكمًا أو نبيًا أو قائدًا ، ومما تصرف فيه النبي(صلى الله عليه وسلم) باعتباره قائدًا عسكريًّا قوله (صلى الله عليه وسلم) : “من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه” فلا يجوز لأحد الآن أن يفعل ذلك ، فإذا قتل إرهابيًّا في مواجهة إرهابية فلا يجوز له أن يقول : أنا أولى بسلاحه أو سيارته وهاتفه وما كان معه من أموال ، لأن تصرف النبي (صلى الله عليه وسلم) كان بصفته حاكمًا وقائدًا عسكريًّا ، إنما يلتزم في ذلك بما تنظمه القوانين والدساتير العصرية ونظام الدولة ، فالعلاقة بين الدين والدولة ليست علاقة عداء ولن تكون، بل هى علاقة تكاملية.

  وفي ختام كلمته أكد معاليه أننا في حاجة ماسة إلى عمل علمي متكامل، يقوم على محورين :كما توجــــه معاليه بدعوة جميع الوفود لافتتاح أكاديمية الأوقاف، ذلك الصرح الضخم الذي نؤمل عليها في أن يكون نقلة نوعية في مجال التدريب ونقل الخبرة،كما أهدى معاليه الوفود المشاركة نسخة من أحدث إصدرات الوزارة.

  المحور الاول : بحثي يقوم على تأليف بحوث علمية مفصلة ، والمحور الثاني : محور تثقيفي وهو يقوم على تأليف كتب بسيطة وسهلة الفهم والتناول.

  ومن جانبهم أثنى المشاركون على موضوع المؤتمر وكتاب الكليات الست وجهود وزارة الأوقاف المصرية في نشر الفكر الوسطي المستنير.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى