:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

وزراء الأوقاف والإنتاج الحربي والري يتفقدون مشروع موفر المياه بالسيدة نفيسة

تفقد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف  ومعالي اللواء/ محمد العصار وزير الإنتاج الحربي ومعالي الدكتور/ محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والري مشروع تركيب موفر المياه على الصنابير المستخدمة بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها  .                                  

وقد صرح معالي وزير الأوقاف بأن هذا اللقاء يأتي في إطار خطة وزارة الأوقاف لترشيد استهلاك المياه  بالمساجد بصفة خاصة وفي جميع أوجه الاستخدام بصفة عامة ، فلا شك أن قضية المياه أحد أهم التحديات المعاصرة ، وأن التحولات المناخية قد تزيد الأمور تعقيدًا في كثير من مناطق العالم ، مما يتطلب وعيًا وطنيًّا وإقليميًّا ودوليًّا بقضايا المياه ؛ وحتى في حالة الوفرة المائية فالحفاظ  على الماء وترشيد استخدامه أمر مطلوب ، فعندما مرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بِسَيدنا سعْد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) وَهُوَ يَتَوَضَّأُ ، فَقَالَ: (مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟) ، قَالَ سعد : وَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ فقَالَ (صلى الله عليه وسلم) : (نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ) (رواه أحمد)، كما أننا نجد بعض الدول رغم الوفرة المائية الشديدة لديها تطبق الترشيد بقوة ، وفي أعلى درجاته ، حتى يصير الترشيد ثقافة مجتمع ، وثقافة شعب ، وثقافة أمة، وهذا هو منهج ديننا الحنيف الذي نبذ الإسراف في كل شيء ونهى عنه ، يقول الحق سبحانه: ” وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” [الأعراف:31]، ويقول سبحانه : ” وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ” [الإسراء:26-27]، ولا شك أن التبذير أعم من أن يكون في المال ، فإنه يشمل التبذير في جميع المجالات بما فيهـا الإسراف في استخدام الماء وغيره .

  ولقد عُرِفَ الشعب المصري منذ نشأته بأن عقيدته تقوم على احترام نعمة مياه نهر النيل ، وتقوم ثقافة أبنائه منذ القدم على الحرص على نهر النيل وعدم تلويثه ، واعتبار تلويثه جريمة من الجرائم الكبرى ، وقد كان المصري القديم يكتب ضمن وصاياه في نهاية حياته أنه لم يفعل كذا وكذا من الجرائم، وأنه لم يلوث ماء النهر ، وكأنه يتقرب إلى إلهه بهذه الفضيلة، وابتعاده عن تلك الجريمة النكراء ، جريمة تلويث مياه النهر ، فهذه ثقافة المصريين منذ القدم ، وعقيدتهم منذ الأزل في احترام مياه النهر، والحفاظ على المياه ، وعدم تلويثها ، وهو ما أكدت عليه شريعتنا الغراء .

  ونؤكد على أهمية نعمة المياه ، وأثرها في بناء الحضارات ، وضرورة المحافظة عليها من خلال ترشيد استهلاكها ، وعدم الاعتداء عليها ، مع ملحق فني من إعداد وزارة الموارد المائية والري؛ لأن كل نقطة ماء يمكن أن تكون سببًا في حياة إنسان ، أو حيوان ، أو طائر ، أو نبات ، وإهدار كل نقطة ماء قد يعني إهدار حياة ، كما أن كل نقطة ماء تساوي مالاً مقومًا ، وفقدها أو إهدارها يعني مالًا مقومًا يذهب هدرًا ، كما أن الحفاظ عليها نقية بلا تلوث يعد حفاظًا على ثروة مالية ، وأن تلويثها يعني إهدارًا مائيًّا وماليًّا معًا ، لأن تنقيتها تترجم إلى مال وأثرها على الصحة لا يقوم بمال.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى