:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

خلال احتفال جامعة أسيوط
باليوم العالمي للغة العربية
وزير الأوقاف يؤكــد :

الحفاظ على اللغة العربية حفاظ على الهوية

فهم القرآن والسنة لا يتم على الوجه الأكمل

إلا بإتقان اللغة العربية

اللغة العربية محفوظة بحفظ الله لكتابه

   في إطار المشاركات الثقافية والعلمية ، شهد أمس الأحد 30 / 12 / 2018م معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف  احتفال جامعة أسيوط باليوم العالمي للغة العربية بالقاعة الثمانية  بالمبني الإداري بالجامعة،  وبحضور السيد اللواء / جمال نور الدين محافظ أسيوط ، و أ.د/ طارق عبد الله الجمال رئيس الجامعة، والسيد المهندس عمرو عبد العال نائب محافظ أسيوط أ.د/ شحاته غريب شلقامي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب ، و أ.د / محمد الطيب مدير مركز اللغة العربية ، و الدكتورة / أسماء عبد الرحمن المشرف على نادى الأدب المركزي ، وعدد من السادة العمداء ورؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، وعدد من قيادات أوقاف أسيوط وأئمتها ، وبعض الشعراء ، ولفيف من السادة الإعلاميين والصحفيين.

  وفي بداية كلمته عبَّر معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف  عن سعادته البالغة بهذا اللقاء ، مؤكدًا أن الاهتمام باللغة العربية واجب ديني ؛ لأنها لغة القرآن ، وأهل العلم على أن فهم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لا يتم على الوجه الأكمل إلا بإتقان اللغة العربية ، وفهم القرآن والسنة واجب ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .

  وفِي سياق آخر بين معاليه أن أصحاب الأفكار المتطرفة والجماعات الإرهابية وضعوا الناس في فهم خاطئ وهو التقابلية بين الدين والدنيا ، فهم يقولون إما أن تختار الدين أو الدنيا ، مع أن واجبنا أن نعمر الدنيا بالدين ، فحاولوا وضع الناس بين خيارين ، إما الدين وإما الدنيا ، وهذا فهم خاطئ يجب تصحيحه ، وما أجمل أن نحيي الدنيا بالدين ، قال تعالى: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة “.

  وضرب العديد من الأمثلة لعظمة وبلاغة النص القرآني وبيان بعض وجوه إعجازه ، منها :

النموذج الأول : كلمة ” إصلاح ” في قوله تعالى : ” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” ( البقرة : 220 ).

  فلو تأملنا هذه الآية جيدًا ، ونظرنا – على وجه التحديد – في موقع كلمة ” إِصْلَاحٌ ” ،  ثم فكرنا في بدائلها اللغوية ومشتقاتها وما يرادفها ، وحاولنا أن نضع أي بديل لغوي – رأسيًا أو أفقيًا – في موضعها لوجدنا أن العربية على عمقها واتساعها عاجزة عن أن توافينا أو تمدنا بكلمة يمكن أن تقوم مقام كلمة ” إِصْلَاحٌ ” في هذا الموضع .

  فالإصلاح أمر جامع لما يحتاج إليه اليتيم ، فقد يحتاج إلى المال فيكون الإصلاح برًا وعطاءً ماديًا ، وقد يحتاج إلى من يتاجر له في ماله أو من يقوم على زراعته أو صناعته فيكون الإصلاح هو القيام بذلك ، وقد لا يحتاج اليتيم إلى المال ، إنما يحتاج إلى التقويم والتربية ، فيكون الإصلاح هنا رعاية وتربية ، وقد لا ينقصه هذا ولا ذلك ، إنما تكون حاجته أشد ما تكون إلى العطف والحنو والإحساس بالأبوة ، فيكون الإصلاح إشباع ذلك عنده.

  وقد يكون الإصلاح في تقويم زيغه أو اعوجاجه ، فقد جاء أحد الناس يسأل النبي ( صلى الله عليه وسلم) : ممّ أضرب يتيمي ؟ فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ” مما كنت ضاربا منه ولدك “، فالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) يطلب من السائل أن يعامل اليتيم معاملة ولده ، فينظر إلى ما يصلحه ويقوّمه ويشد عضده ، ومن هنا تلتقي البلاغة النبوية في إيجازها ووفائها بالمراد مع النص القرآني ، وإن كان الحديث النبوي قد ركز على جانب واحد من جوانب الإصلاح ، وهو التأديب والتقويم ، فإن الإصلاح في النص القرآني هو الكلمة الجامعة لما يحتاج إليه اليتيم وما يصلحه.

النموذج الثاني : قوله تعالى على لسان زكريا ( عليه السلام ) : ”  قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ” (آل عمران:41 ) ، وفي الآية العاشرة  من سورة مريم : ” قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً”.

  ذلك أن أيام العرب وشهورهم وسنيهم قمرية ، فالليل في حسابهم يسبق النهار ، ففي التاسع والعشرين من شعبان نترقب هلال رمضان ، فإذا ظهر هلال رمضان كانت أول ليلة من ليالي رمضان ثم يعقبها أول يوم منه ، وهكذا في هلال شوال وسائر الشهور .

  وسورة مريم التي جاء فيها ذكر الليالي مكية ، وسورة ( آل عمران) مدنية ، وسورة مريم سابقة في نزولها لسورة آل عمران ، فجعل السابق للسابق واللاحق للاحق .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى