خلال اجتماعه بالواعظات بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
وزير الأوقــاف :
عليكن بذل جهد أكبر لتشكيل الوعي التجديدي
وتهنئة أشقاء الوطن بأعيادهم بر وقسط ووطنية
الحفاظ على الأوطان أحد الكليات الست
ونؤمل كثيرًا على دوركن في العمل الدعوي
في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والاهتمام بالقضايا التي تمس الواقع المعاصر ، وطرح جديد لرؤى قضية الخطاب الديني، وفي إطار تفعيل دور الواعظات الديني ومتابعة المستجدات الدعوية التقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الثلاثاء 25 / 12 / 2018م بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بواعظات الأوقاف، بحضور سيادة اللواء / محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد ، وعدد من قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية .
وفي بداية كلمته رحب أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالواعظات ، متمنيًا لهن دوام التوفيق ، وحثهن على بذل المزيد من الجهد في مجال الدعوة ، مطالبًا إياهن بضرورة مواصلة الجهد في التحصيل العلمي ، وتبليغ الفكر الوسطي الصحيح بالحكمة والموعظة الحسنة للناس جميعًا، قال تعالى:” ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” ، مؤكدًا أننا في أمس الحاجة إلى بناء الإنسان حتى يسهم بحق في بناء الأوطان، مبينًا أن كثيرا من الدول تضم طوائف متعددة ، وديانات مختلفة، ولغات متنوعة، لكنهم انصهروا في بوتقة الوطنية، وأعلوا من شأن الدولة الوطنية ، والعمل المشترك فتقدمت تقدمًا أذهل الجميع، بينما الدول التي دخلت في نزاعات طائفية، وحروب دينية تفسخت وتفتت , وانقسمت على نفسها، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك.
وفي سياق متصل أوضح معاليه أن مشروعية الدولة الوطنية والحفاظ عليها أمر غير قابل للجدل و التشكيك ، بل هو أصل راسخ ، مبينًا أن المتطرفين ركزوا على التقابلية بين الدين والوطن، مع أن الفقهاءبينوا أن العدو إذا دخل بلدًا من بلاد المسلمين، صار الجهاد ودفع العدو فرض عين على أهل هذا البلد رجالهم ونسائهم , كبيرهم وصغيرهم , قويهم وضعيفهم , مسلحهم وأعزلهم , كل وفق استطاعته ومكنته , حتى لو فنوا جميعًا , ولو لم يكن الدفاع عن الديار مقصدًا من أهم مقاصد الشرع لكان لهم أن يتركوا الأوطان وأن ينجوا بأنفسهم وبدينهم .
وفي ختام كلمته أكد معاليه أن تهنئة أشقاء الوطن بأعيادهم بر وقسط ووطنية، مستدًلا بقوله تعالى :” لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ “، لكن الجماعات المتطرفة خلطت بين أحكام الإسلام في حالة الحرب وحالة السلم، فلم تفرق بينهما، موجهًا الواعظات ببذل المزيد من الجهد ، لتشكيل الوعي التجديدي , ونؤمل كثيرًا على دوركن في العمل الدعوي ، فالمرحلة الحالية هي مرحلة ذهبية لنشر الوعي الحقيقي ، والفكر الصحيح.