في افتتاح فعاليات الفوج السادس للأئمة بمعسكر أبي بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية
أ.د/ محمد سالم أبو عاصي :
ضرورة فهم النص الشرعي والواقع المعاش معا فهما صحيحا
أ.د/ أحمد ربيع العميد الأسبق لكلية الدعوة الإسلامية :
جهود وزير الأوقاف خلال الخمس سنوات الماضية أتت ثمارها
بوجود نخبة من الأئمة المتميزين يتفهمون طبيعة الواقع وخطورة المرحلة
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة افتتحت يوم الأحد 23/12/ 2018م فعاليات الفوج السادس للأئمة ( درجة كبير –والدرجة الأولي ) من مختلف محافظات الجمهورية بمركز أبى بكر الصديق التثقيفي بمدينة الإسكندرية بمحاضرتين علميتين الأولى: للأستاذ الدكتور/ محمد سالم أبو عاصي العميد الأسبق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر ، وكانت بعنوان (منهجية التكوين العلمي) ، والثانية للأستاذ الدكتور/ أحمد ربيع يوسف العميد الأسبق لكلية الدعوة الإسلامية وكانت تحت عنوان (نحو طرح جديد لقضايا الأسرة) وذلك بحضور الدكتور/ عبد الفتاح عبد القادر جمعة – المشرف الفني على المعسكر ، ومسئول الاتصال الإعلامي للمديريات بوزارة الأوقاف .
وفي بداية اللقاء ثمن أ.د/ محمد سالم أبو عاصي العميد الأسبق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر الدور الكبير الذي يقوم به معالي وزير الأوقاف في تجديد الخطاب الديني ، وأن كل منصف لابد أن يعترف بأنه صنع صنيعًا غير مسبوق في تجديد الخطاب الديني.
كما أكد فضيلته أن الداعية لا بد أن يتسلح بالعلم ، فالعصر والثقافة المحيطة بنا الآن لم تعد تتحمل الخطاب الوعظي الذي يدغدغ المشاعر ويعتمد على القصص والأقاويل القديمة ، لذا يجب على الداعية أولا أن يفهم النص الشرعي فهما صحيحا ، والأمر الثاني أن يدرك الواقع المعاش ، والمصيبة تكمن في أن بعض المنشغلين بالدعوة ربما يدرك النص الشرعي إدراكا صحيحا لكن في الوقت نفسه لا يدرك الواقع المعيش ، وربما العكس ، مؤكدًا أن إدراك النص الشرعي يعتمد على علوم تسمى بعلوم الآلة كالنحو والصرف والبلاغة والمنطق ، ومن أهم العلوم التي يجب أن يعض الداعية عليها بالنواجز علم أصول الفقه ، فإذا كان علم المنطق هو الذي يعصم الذهن عن الخطأ في الفكر فإن علم أصول الفقه هو الذي يعصم الذهن عن الزلل في الاستنباط .
وفى كلمته أشاد أ.د/ أحمد ربيع يوسف بجهود وزارة الأوقاف في سعيها الدءوب لتميز أئمتها ورفع قدراتهم العلمية والمهنية بما يحقق الثمرة المرجوة لتجديد الخطاب الدعوي ، وتجفيف منابع الخطاب التحريضي المتشدد والداعي إلى التطرف والغلو ، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف بقيادة وزيرها معالي أ.د/ محمد مختار جمعة تبذل جهودًا كبيرةً وملموسة خاصة في الدورات والمعسكرات التدريبية ، وكذلك الاختبارات المستمرة لانتقاء الكوادر المتميزة لتصدر المشهد الدعوي .
كما أكد فضيلته على أن تلك الجهود الحكيمة لمعالي الوزير على مدى فترة توليه الوزارة خلال الخمس أعوام الماضية أتت بثمارها المرجوة في تجديد الخطاب الدعوي ، بوجود نخبة من الأئمة والدعاة المؤهلين والمتميزين يتفهمون طبيعة الواقع ، وخطورة المرحلة في تقديم خطاب دعوي مستنير للقضايا الشرعية المعاصرة .
كما أوضح فضيلته أن الناظر في آيات القرآن الكريم يجد أن أحكام الأسرة قد فصلت تفصيلا دقيقا ، وأن تشريعات الإسلام قد عالجت كل جزئية من الأحداث التي تمر بالأسرة بدءا من مراحل وضع لبنتها الأولى ومسيرتها في الحياة ، ومعالجة أي رياح قد تعصف بها ، وتشريعات الأسرة في الإسلام لها من المقاصد ما يضمن إقامة حياة مستقرة ، ومعيشة هنيئة ، ومن هذه المقاصد : إحياء جانب مراقبة الله (عز وجل) في حياة الأسرة ، وحفظ النوع الإنساني ، ونقاء السلالة ، ودوام العشرة ، وحسن الاختيار ، واشتراط الولي، ورؤية المخطوبة ، ومراعاة الكفاءة ، فكل حكم من أحكام الأسرة له مقاصده وغايته التي يهدف إليها حتى يسود الحب والتراحم بين أفراد الأسرة لتنطلق إلى تحقيق الغايات الكبرى في نهضة المجتمع .