وزير الأوقاف يشيد بتوصيات مؤتمر رابطة العالم الإسلامي ويؤكد:
توصيات مؤتمر رابطة العالم الإسلامي تؤكد خطورة الشعارات الدينية المفرِّقة للمجتمع
وخطورة محاولات حصر الإسلام في جماعات ضيقة الأفق
صرح معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة بأنه في خطوة شديدة الجرأة والشجاعة والجسارة أكدت توصيات مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الذي عقد بمكة المكرمة المشرفة مخاطر الإقصاء والتصنيف وخطورة الشعارات المصنفة التي ترفعها بعض الجماعات مزايدة بها على المجتمع من جهة ومستعلية بها على الوصف العام بالإسلام الذي يظلنا جميعا من جهة أخرى ، ولا سيما تلك الشعارات التي تضفي صفة الأخوة الإسلامية على بعض المنتسبين إليها دون سواهم ، مع رمي الآخرين بالردة إلى الجاهلية ، حيث تحاول تلك الجماعات المتاجرة بالشعارات الدينية واستخدام الدين لدغدغة عواطف العامة قصد الانقضاض على الدولة في الأوقات التي تراها تلك الجماعات مناسبة لتحقيق أغراضها ومصالحها ومشروعها الخاص ، ولو على حساب الدين نفسه وحساب الدولة الوطنية التي أكدت توصيات ومخرجات المؤتمر على ضرورة تعزيز دورها والحفاظ عليها في وضوح وجلاء لا مواربة فيه ، وهو ما يحمد لهذا المؤتمر وتوصياته ومخرجاته .
وهذا نص ما ورد في البيان الختامي في هذا الشأن:
التأكيد على أن الوحدة الإسلامية تعني الوفاق والتآلف والتعاون وتوحيد الجهود في مواجهة موجات الشر وفي طليعتها أفكار التشدد والتطرف والإرهاب.
كما تعني الوحدة الإسلامية نبذ كل شعار أو اسم مرادف لاسم الإسلام الجامع للمسلمين وعدم القبول بأي دخيل مزاحم له من الشعارات والأسماء المعبرة عن اتجاهات فكرية وحزبية خرجت عن هداية الإسلام وبخاصة ما يسمى بالإسلام السياسي الذي يتغيا تحقيق أهداف سياسية دخلت عبر تاريخها الطويل منذ تأسست حتى اليوم في صراعات ومكائد مع نفسها عندما تنفرد بالسيادة ومع غيرها عندما تكون خارج السيادة .
والشاهد التاريخي يفيد بأن الجماعات المتدثرة بعباءة الإسلام لم تنل خيرًا سوى شق الصف الإسلامي الواحد الذي يعتز جميعه بأنه محسوب على الإسلام نفسه لا على فصيل أو حزب أو جماعة تحتكر هذه الأخوة ، وتعتقد في أدبيات رموزها أن الأمة قد ارتدت على أدبارها وأنها تعيش جاهلية جديدة وتشكك الأمة في إيمانها وإسلامها ، وهي بمكرها تظهر الوداد واللين للمسلمين كافة داخل دولهم الوطنية مبدية في الظاهر احترام شرعيتها عندما تكون الدولة الوطنية في يسرها وسكينة أحداثها فيما تلتف على ذلك كله في عسرها وعاصف أحداثها في سلسلة من التدابير المكشوفة على وجدان الأمة بمحاولات تتتابع خسارتها وهزائمها عبر تاريخها غير متعظة بنفسها قبل غيرها يحملها إلى ذلك اللهاث على الأخذ بزمام الأمور واحتكار الإسلام على مواصفات عنفها المبيت والمكشوف فيما لم تلبث (قليلا) وقد هيمنت (وقتا يسيرًا) حتى ضربت ذات اليمين وذات الشمال بل صار في داخلها مساجلات ومواجهات , وهي في ذلك كله لا تتوانى بكل تنازل عن القيم التي تزعم بعثها من جديد , ولا تتوانى في عرض نفسها على من حذرت كتاباتها وبياناتها وراسخ أدبياتها من غزو أفكار الآخر على القيم الإسلامية , فيما يرى اعتدال الإسلام الممثل لمنهجه الواحد بشعاره الشامل والحاضن للجميع أن قيم الإسلام ثابته لا تقبل المزايدة ولا التنازل مهما تكن الذرائع , وأن الآخر غير الإسلامي له حق الكرامة وحسن التعايش ومحبة الخير له والتعاون الصادق معه لتحقيق المصالح المشتركة والسعي لبناء جسور المحبة والوئام الإنساني وصولا لعالم يسوده العدل والحرية والسلام مع تبادل حسن الظن بين الجميع , والبعد عن افتعال الصدام الحضاري والثقافي وعن مبالغات نظريات المؤامرة والمكايدة , والعمل سويا لمواجهة التطرف المحسوب زورا على الإسلام والتطرف المضاد في صورته الأبرز المسماة الإسلاموفوبيا , مع أهمية إدراك الجميع أن الاختلاف والتنوع والتعددية سنة من سنن الله تعالى في خلقه , وأنه لا حمل على الأديان والمذاهب والأفكار بالإكراه , وأن ممارسات من يفعل ذلك تُخطئ شرعا وعقلا , وأن الله سبحانه هو من يحكم بين العباد يوم القيامة , وأنه لا عصمة لأحد بعد الأنبياء والمرسلين ، وأن هذا الاختلاف والتنوع يكون كذلك داخل الدين نفسه كما في المذاهب الإسلامية وغيرها , وأن مبدأ المجافاة والتوجس من المخالف لا يرتد سلبا على الدين الآخر فقط بل على داخل الدين نفسه , وأن السبيل الأمثل في ذلك كله هو دعوة الجميع إلى كلمة سواء بالحوار الحضاري الذي يستصحب محبة الخير للجميع.
مع التأكيد على أن الوحدة الإسلامية لا تحمل تجاه الآخر سوى محبة الخير وحسن التفاهم والتعايش والتعاون , والحوار بالحسنى , وأن سلبيات الكراهية والتنابز السائد على كتابات من لم يتخلق بقيم الإسلام الرفيعة لا تُمثل الإسلام وليست محسوبة إلا على أصحابها.